من يتابع مسيرة نقابة الصحفيين العراقيين خلال السنوات الماضية، لا يمكن أن يُنكر حجم التحولات الكبيرة التي قادتها هذه المؤسسة العريقة بقيادة نقيبها المؤثر الأستاذ مؤيد اللامي. لقد نجحت النقابة في تعزيز مكانة الصحفي العراقي، لا داخل حدود الوطن فقط، بل في المحافل الإقليمية والدولية، حيث باتت تحظى باحترام وثقة مختلف الجهات الرسمية والشعبية.
في وقتٍ تعصف فيه التحديات بالمهنة، وتشتدّ الضغوط على الإعلام الحر، وقفت نقابة الصحفيين العراقيين صلبة كالجبل، تدافع عن حقوق الصحفي، وتشرّع القوانين، وتمنع الانتهاكات، وتفتح الأبواب المغلقة أمام الإعلاميين. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لقيادة واعية وفاعلة استطاعت أن تفرض صوت الصحفي كسلطة رابعة حقيقية في بلد أنهكته النزاعات والصراعات.
الأستاذ مؤيد اللامي لم يكن مجرد نقيب عابر، بل كان رجل مواقف، وراعيًا أمينًا للمهنة، ومفاوضًا شجاعًا أمام السلطات، ومدافعًا لا يساوم حين يتعلق الأمر بكرامة الصحفي وحقه في التعبير. تحت قيادته، تم تأسيس بنى تحتية إعلامية قوية، وتم دعم المئات من الصحفيين في مختلف المحافظات، سواءً من خلال التثبيت الوظيفي، أو منح قطع الأراضي، أو إقرار التشريعات التي تحمي حرية الصحافة وتمنع إسكات الأصوات.
وما يميز النقابة أنها لم تتقوقع في زاوية الدفاع فقط، بل بادرت إلى بناء جسور تعاون مع المؤسسات الحكومية والتشريعية والقضائية، ونجحت في فرض احترامها ككيان مؤثر لا يمكن تجاوزه. كما عملت النقابة على رعاية الصحفيين الشهداء والجرحى، واستحدثت آليات دعم ومعالجات قانونية لهم ولعوائلهم، وهو ما لم تقدمه كثير من النقابات في دول الجوار.
اليوم، ونحن نرى صحفيي العراق يتصدرون المشهد في التغطيات والحوارات والتحقيقات، ونتابع كيف أصبح للصحفي العراقي احترامًا وهيبة داخل أروقة الدولة، علينا أن نقر بأن نقابة الصحفيين العراقيين بقيادة مؤيد اللامي كانت ولا تزال ركيزة أساسية لهذا الحضور الفاعل والمؤثر.
إنها ليست مجرد نقابة، بل هي صوت الإعلام، ودرع الصحفي، وبوصلة المهنة الشريفة.