23 ديسمبر، 2024 10:11 ص

نقابة الأطباء..أخطاء تكاد تكون آثاما بحق الزملاء

نقابة الأطباء..أخطاء تكاد تكون آثاما بحق الزملاء

“ما عثر مؤمن بحجر مرتين”
للحاق بسباق الانتخابات، الجاري في نقابة الاطباء العراقيين، نتمنى على الزملاء تنقية الأجواء، من الخلافات والالتقاء على مبادئ الوحدة والإصلاح، محققين الإجابة على التساؤل المطلق: – هل حقا الاطباء نخبة وطنية؟ على مستوى عالٍ من المسؤولية؟ يستطيعون تأدية انتخابات حرة شريفة؟ تضع أساسا قويا لأول نقابة منتخبة بشكل حقيقي، تتخذ مقياسا “إستندر” للنقابات المهنية الأخرى.. الزميلة.
لكي تكون إنتخاباتنا انموذجا وطنيا، يقتدى به، يتوجب علينا التعاون مع اللجنة التحضيرية، بجدية وثقة مطلقة وزهد يسمو فوق كل إعتبار؛ فالاطباء حاملو لواء أعظم مهنة، تتعامل مع حق الحياة.. أقدس حق في الوجود.. إنقاذ حياة البشر؛ الذي يجعلهم نخبة مهنية متميزة في المجتمع.حضارة مثلى
تعد نسبة الأطباء في المجتمع، مجسا لقياس تطوره؛ فهم الذين يشيدون حضارة مثلى.. يبنونها بعقولهم وايديهم، من خلال حماية الملاكات البشرية.
أتمنى ان تخرج نقابة الاطباء، من النفق الذي دخلته؛ كي تتمكن من مواكبة مستجدات الواقع الاجتماعي والقانوني الجديد، في العراق، بعد ان عجز من عمل فيها على مدى  أربعين عاما، عن تقديم اية خدمة تذكر كمنجز للاطباء، بل ارتكب  أخطاء تكاد تبلغ حد الاثم بحق زملاء المهنة؛ لانه شل اليد الحامية المدافعة عنهم، ولجم اللسان الصادح بحقوقهم وأضمر الدماغ المخطط.. المبرمج لشؤونهم،…
قد يتأسى البعض بالحديث النبوي الشريف: “خذ أخاك على سبعين محملا” وفق رواية، وفي مصدر آخر يروى الحديث: “جد لأخيك سبعين عذرا” ولهذا نخفف الوطء عمن سبقوا ملتمسن لهم العذر، متذرعين بالظروف الموضوعية والقضائية والسياسية، التي أحاطت بمرحلة عملهم، لكن الحديث النبوي يقول أيضا: “ما عثر مؤمن بحجر مرتين” لذا علينا تحاشي الوقوع في الاخطاء التي مروا بها!
“كلام عدل!؟”.
لذا دَعَونا وسنظل ندعو، لإنقاذ الاطباء وأنتشال الشباب منهم مما هم فيه، وذلك من خلال إعادة بناء مؤسسة نقابية قوية، تشرع منافذها لكل الاطباء؛ تعتمد رؤية واضحة للعمل ويحمل لواءها من هم انسب لهذه المرحلة، معتمدين مبدأ وحدة الاطباء وموقفهم، أساسا في نجاح توجهاتها المهنية والوطنية، التي تنطلق من لحظة الاستعداد للأنتخابات، مؤكدين على الزملاء بالتصرف كنخبة متقدمة لتحقيق الهدف المهني العام، وليكونوا انموذجا وطنيا رائدا لأنتخابات عصرية يُستقى من نتائجها مثالا حيّا لمسيرة الحياة الديمقراطية في العراق، يتجاوب مع تطلعات عموم الشعب العراقي ودعوات المصلحين.. من رموز خير ووجهاء.
نريد لها ان تكون نقابة ذات توجهات (أطبائية) بحت.. شاملة، تؤمن حقوقهم و واجباتهم، ليكونوا حزمة رماح واحدة لا تتصدع ولا تتضارب في مابينها، وليس ككرات البلياردو، صعبة الجمع.. سهلة التشظي.
ولهذا أطلقنا مبادرات ورحبنا بأخرى جادة، تنفذ الى جوهر المراد، لولا الداء الذي حل بالعراق والعرب، إذ إتفقوا على الا يتفقوا؛ فهو بلد مكونات متنوعة الألوان.
 
أسف عام
ما يؤسف له ان توجهات البعض لا ترتقي للصالح العام، بل يعمل في الخفاء، محركا الدسائس، وآخر يعلن القوائم من دون نظام.. يفرضها فرضا، وثالث يوزع المناصب.. محاصصة “والسمك ما زال في الماء” وآخر يبحث بين ثنايا التاريخ، وأغلفة الكتب عن كلمة او حرف فيه تأويل للعيوب، وأن لم يجد، يلعب على زلات اللسان، ليلحقها بنظرائه في العمل الوظيفي والمهني والنقابي، محاولا سحبه الى صراعات جانبية ومشكّكا حتى بالمساعي الحميدة.. يذكي النار اذا مالت للخفوت في محاولة لجعل لظى الحريق يشب في الأنحاء، ظنا منه أنه بمنجاة، ولا يدري شواظها تلوحه مهما آوى الى جبل طائفي او قومي او…
 
وعي منظم
بلغة المؤمن بالإصلاح، أقول: – ليس هناك من يقف في وجه وحدة الاطباء؛ لأن الجميع يعي ان هذه الوحدة هي السبيل الذي يجب ان تنتهجه جموع الاطباء، متوجهة بشكل منظم لبناء نقابة قوية تؤدي دورها الوطني والمهني، في إستحصال حقوقهم، ضمن بودقة منسجمة، تمحو جمودا وسباتاً عمره اربعة عقود.. نقابة تستحق ان نقف ونتأمل ونخطط منطلقين من موقف الاصلاح الحسيني وليس موقف الضعف عائدين لتحكيم العقل واتباع روح الشفافيةً والخروج من قوقعة الأنا لنكون عناصر مكملة لزملائنا في اللجنة التحضيرية، الذين بذلوا الكثير وتحملوا اكثر، من اجل إيصال المركب الى مرساته الآمنة المستقرة.
في هذا الشوط المهم من سباق الانتخابات، نكرر الدعوة لكل الزملاء لتلافي الخلافات والالتقاء على مبادئ الوحدة والإصلاح، معيدين طرح السؤال: – هل الاطباء نخبة وطنية، على مستوى عالٍ من المسؤولية؟ يستطيعون تأدية انتخابات حرة شريفة؟ تضع أساسا قويا لأول نقابة منتخبة بشكل حقيقي؟ ويمكن ان تكون انموذجا وطنيا عالي المستوى؟ يحتذى به في إمور اخرى.