10 أبريل، 2024 12:27 م
Search
Close this search box.

نقابة أم واجهة حكومية ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

استوقفني كثيرا رأي لرئيس تحرير الواشنطن بوست السابق بن برادلي يقول فيه:  “لن تصادف على الإطلاق صحفيا يقول لك إن علاقات الصحافة مع الحكومة جيدة، لأنه إذا قال ذلك سيكون كاذبا على الأرجح، وسيحظى بمعاملة جيدة من الحكومة، كل المطلوب منها هو أن تبتعد عن طريقنا”, للوهلة الأولى أحس أن برادلي يعيش بيننا وينظر بحرفية الصحفي ومهنيته لواقع سلطتنا الرابعة التي تقترب هي من السلطة وليس العكس وسط دور لا يكاد يذكر لنقابة الصحفيين العراقيين التي شغلتها أمور جانبية أقرب للسياسة منها للصحافة, وهو ما أثار عديد التساؤلات لدى زملاء المهنة عن مدى ارتباطها أو قربها من الحكومة .

عودا على ما يراه السيد برادلي وحتى لا يفسر موقفي تفسيرات مغايرة أقول إن علاقة غير جيدة مع الحكومة لا تعني مهاجمة الحكومة في السراء والضراء أو الانتقاص من أدائها ومنجزاتها أو حتى توجيه النقد الهدّام لسياساتها كما أن الوقوف على إيجابياتها وتصويب أدائها لا ينبغي أن ينتج عنه بالضرورة علاقة حميمية مع المسؤول فلكل واجبه في البناء ولعل من أهم واجبات الصحفي اليوم الوقوف على الأداء العام للسلطة بتعزيز الإيجابيات بعيدا عن التزلف والمداهنة, والإشارة الى السلبيات بنقد بناء أصله تصحيح المساء كي تمضي المسيرة كما ينبغي, فارتقاء العمل الحكومي بما يخدم المصلحة العامة نجاح يشترك فيه الصحفي إن لم يكن صاحب الجزء الأكبر منه شرط أن يمارس عمله بما تمليه عليه أخلاق المهنة وقواعدها, وبعد فلا أدري أين تقف نقابة الصحفيين العراقيين اليوم من واقع العمل الصحفي أو الإعلامي فبين احتفالية اثير حولها الكثير بذخا وإسرافا وبهرجة في ذكرى تأسيسها مرورا بمكافئات التشجيعية وتوزيع قطع الأراضي وانتهاءا بالمهرجان الأخير الذي احتضنه المسرح الوطني في وقت ما يزال قانون حقوق الصحفيين مركونا على الرف وما تزال المسيرة الصحفية تشكو صعوبة الحصول على المعلومة بل واستحالة ذلك في أحيان كثيرة .

ماشاهدته ولمسته في المسرح الوطني لم يكن سوى بهرجة وشعارات لا تختلف كثيرا كما نسمعه من السياسيين وهو ما لا أراه شخصيا من صلب واجبات نقابة الصحفيين أو على الأقل في مقدمة سلم أولوياتها في ظل ما يعاني الوسط الصحفي  .

لقد تناست نقابة الصحفيين دورها الأساسي والمفترض فغضت الطرف عن العديد من الأمور التي كان من المفترض أن تكون لها الكلمة الفصل فيها فغاب دورها عن قضية منع بعض وسائل الإعلام من ممارسة عملها حتى وإن كان سبب هذا المنع تغطية غير مهنية أو تجاوز لمعايير المؤسسات المهنية ولم تنتبه لما يتعرض له الصحفيون في بعض وسائل الإعلام من تعد واضح وغمط للحقوق من قبل مسؤولي تلك المؤسسات بل إنها أغمضت عينيها عن المئات من الحالات التي تشهدها بعض وسائل الإعلام من تسلق أصحاب الأهواء والمصالح من غير أصحاب المهنة لرأس الهرم فيها على حساب زملاء المهنة والكفاءات الإعلامية, وبالإضافة الى ذلك كله ما يعانيه الصحفي من صعوبة وعراقيل تضيق عليه مجال عمله خصوصا وسائل الإعلام التي تنقل الحقائق والوقائع بحرفية

أخيرا لقد ان الاوان لنقابتنا أن تلتفت الى حال الصحفي العراقي وما يلاقي ويعاني أثناء التغطية الإعلامية للأحداث اليومية وخاصة الأمنية منها بدل أن تركز على مهرجانات ومؤتمرات لا تغني صحفييها ولاتلبي احتياجاتهم وفوق ذلك كله تثير حولها عديد الشكوك من قربها للسلطة أو ارتباطها بها .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب