أذا كانت هنالك نفوس صغيرة ,وتردفها بعناوين كبيرة فأنك ستجد أفعال وسلوك منها بما لا يحمد عقباه ,فعندما تسمي الأمور بمسمياتها وتشخص الخلل سيكون هنالك حل ناجع ,فمن مهازل الدنيا أنك تجد أمي لا يعرف القراءة والكتابة الناس يمتشدقون به فيسألونه في مسألة (1+1) فيجيبهم الجواب (16) ويقولون له أنك جئت بنظرية جديدة ,وترى عالماً مفكراً يروي ويسقي الأمة بعلمه ويضيء لهم طريق ظلماتهم يقولون عنه أنه جاهل ,وقول الشاعر:{وإذا كانت النفوس كبارا / تعبت في مرادها الأجسام } هنالك من يبرر تنازله عن ثوابته ومبادئه ليركن للتلِ مفسراً ومعللٍ هذا الفعل ,لأن المد جارف والتيار عاتٍ بقوة ولن يصمد أي أحداً في الصمود أمام وجه ,لكن ما يقوله ليس فيه سوى جزءاً صغيراً من الصحة ,هو أراد التنازل لغرض اللحاق بمعرض الغنائم ليحصل على بعض ما يريده منه ,لكن أصل الموضوع لا يحتاج لهذا التراخي في الموقف .. فالتراخي موجود في البنيان الذاتي للشخص المهزوز غير القادر على حسم موقفه فنراه يُلقي بسوء فعله على قوة المتغيرات التي تحيط به دون مقاومة و الإذعان بالاستسلام ,لأن الإصلاح لم يكن لديه مشروعاً وقضية بل كان عنواناً لمدخل يريده هو لمبتغى معين ,فالحديث عن المواقف يجب أن يكون حديثاً معمقاً وليس سطحياً يقزم الفكر وينقله لصغائر الأمور وإعطائها صبغة الموقف المشرف ,أن أخطر ما تعيشه الأمم هو وصول المهزوزين لسدة الحكم عندئذ تجد دولة هزيلة يتصيدها الانتهازيين والوصوليين يعلبون بها ما يشاؤون ,وتنهشها الذئاب المفترسة ,فهؤلاء ليس لديهم أي خبرة ومعرفة وكفاءة في أدارة السلطة ستكون النتيجة وقوع الظلم على الرعية من أشخاص يجدون بإلحاق الظلامات بالمجتمع هو عمل مريح نفسياً يداوي جروحهم وآلامهم المريضة ,كيف تأمن الناس على نفسها والراعي هو الذئب في الوقت نفسه ,فقول سيد الألم الإمام علي (ع) {الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله: فالشرك , قال الله: {إن الشرك لظلم عظيم} وأما الظلم الذي يغفره: فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم – عز وجل -، وأما الظلم الذي لا يتركه: فظلم العباد بعضهم بعضا , حتى [يقص] بعضهم من بعض }
يحكى أنه : سمع أحد السلاطين بأن في السوق جارية سعرها يتجاوز سعر 100 جارية! فأرسل السلطان يستقدمها ليرى ما يميزها عن سواها ؟! فلما جاءت , وقفت أمامه وشموخها لم يعهده من الجواري الأخريات .. فسألها السلطان: لماذا سعركِ غالي يا فتاة ؟! أجابت لأني أتميز بالذكاء !!!! أثار كلامها فضوله وقال سأسألكِ لو أجبتي أعتقتكِ ولو لم تجيبي قتلتكِ؟! فوافقت ..فسألها السلطان .. ما هو أجمل ثوب وأطيب ريح وأشهى طعام وأنعم فراش وأجمل بلد ؟ التفتت الجارية إلى الموجودين وقالت :حضروا لي متاع وفرس فإني مغادرةٌ هذا القصر وأنا حُرة !!وردت على اسئلة السلطان قائلة : – أما أجمل ثوب فهو قميص الفقير الوحيد الذي لا يملك غيره فأنه يراه مناسباً للشتاء والصيف. – أما أطيب ريح هي رائحة الأم حتى لو كانت نافخة النار في حمام السوق. – أما أشهى طعام ما كان على جوع فالجائع يرى الخبز اليابس لذيذ. – أما أنعم فراش ما نمت عليه وبالك مرتاح فلو كنت ظالم لرأيت فراش الذهب شوك من تحتك. ثم سارت نحو الباب .. فناداها السلطان لم تجيبي سؤالي الأخير؟! ألتفتت وقالت : أما أجمل بلد هو الوطن الحر الذي لا يحكمه الجهلة. أجادت الجواب فنالت حريتها