شعارات كنا نسمعها ونصدق مضمونها ولكنها في ارض الواقع مستحيل تطبيقها.. تمتعنا بها بطفولتنا ومرحلة شبابنا وكانت لنا أمل لبناء بلد قوي ومتطور..
لم نكن نعلم ماذا يدور بكواليس الطبقة السياسية لأننا شعب يخاف ان يقول للأسد ان رائحة فمه كريهة.. نحن شعوب حررتنا الاديان السماوية ولكننا مازلنا نعبد الاصنام ولكن عبادتنا لها مختلفة كلياًّ عن عبادة اجدادنا واسلافنا الذين سبقونا في زمانهم ومكانهم فلقد كانوا متخلفين جداً يعبدون الاصنام المصنوعة من الحجارة اما نحن اليوم فقد تعودنا على عبادة الاصنام البشرية التي خلقها الله مثلما خلقنا وخلق الكائنات الحية جميعاً ونظام عبادتنا ايضا ليست على طريقتهم فهم يسجدون للصنم اينما رحلوا او ارتحلوا اما نحن فنقبل رأس الصنم ونقبل يداه وارجله ثم نمجده بين الناس ونخاف منه ومن سطوته القاتلة ونكذب كثيراً من أجله وننافق حتى نصل ان نقنع الناس في المحيط الذي نعيشه بانه هو الاذكى والاقوى والارشد والاصلح.. كبرنا وكبرت معنا الشعارات الوهمية والعبادات الصنمية وتحرير فلسطين ولافرق بين عربي وآخر والوطن العربي واحد ونفط العرب للعرب وغيرها من الكلام المعسول المعجون بالوطنيات الفارغة وبقينا على حالنا هذا نضحك على انفسنا ويضحك علينا اصنامنا بهذه الكلمات الفارغة وبدون محتوى حقيقي… وصحونا على انفسنا رغم مرور عقود من السنين ولكن صحوتنا كانت منقوصة فلم تصحي معنا الاجيال الاخرى الذين جاءوا بعدنا حيث انهم مازالوا يعيشون على طريقتنا القديمة نفسها سائرون على مقولة وجدنا آبائنا واجدادنا الأولين لانهم يحبون الأمال والاحلام مثلنا.. ولايعرفون ماذا اكتشفنا نحن من اسرار حياتية اخذت سنين طويلة من اعمارنا فلم يبقى لنا من شعاراتنا الوطنية الا اسمها وبقت اصنامنا على حالها بل ازدادت اعدادها ولم يستفاد العرب من نفط العرب بل العكس استفاد منه ابناء شعوب الغرب اكثر من ابناء الشعوب العربية فطوروا صناعاتهم وحققوا اغلب اهدافهم ببناء الشركات الصناعية الكبرى فماتت لدينا هذه الفكرة تماما خاصة ونحن نرى التناحرات الموجودة في مناطق تواجد الثروات النفطية والحروب التي حصلت من اجلها واصبحت هذه الثروات تباع بيد اللصوص والسماسرة وسراق اموال الشعوب…
ولم نرى وحدة العرب وعرفناها كذبة كبيرة فكل مواطن عربي بحاجة الى تأشيرة وجواز سفر لزيارة اي بلد عربي آخر غير بلده واحيانا يعجز ويصل الى المستحيل قبل ان يحصل الموافقات لزيارة ذلك البلد ويصبح دخوله اليها بعض المرات بصفة لاجئ سياسي او انساني ويحول نفسه في هذه الحالة الى اداة يستخدمها النظام الحاكم في تلك الدولة ضد دولته… اما موضوع القضية الفلسطينية فلا اريد ان اضيف شيئاً جديد في مقالتي هذه فاغلب دولنا العربية ومن باب المحافظة على عروش مماليكها قد وقعت اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني واعتبروه من الاصدقاء المقربين ورغم انني اجنح للسلام في كل شيء لكنني لا اقبل ان يعيش معنا في هذه الكرة الارضية غالباً ومغلوب…
اتمنى للجميع العيش بسلام والابتعاد من عبادة الاصنام الحجرية والبشرية وان يكون نفط العرب للشعوب العربية للعيش في رغدٍ وسلام وطمأنينة…وان تخفف كل الحكومات العربية اجراءات السفر فيما بينها حتى يزور المواطن العربي اي بلد عربي آخر. وهذا آخر ما تبقى من احلامنا الوردية…((والله يعلم ما تسرون وما تعلنون))