لم يجلب نفط للعراق القديم والجديد غير الهم والغم والفقر.
والمشاكل والتآمر والضحك على الذقون والحسد بين العراقيين .
وأصبح نفط العراق صداع مزمن في رأس العراقيين .
النفط يشغل المصانع ومنه تستمر الحياة بكل محاورها وإشكالاتها ومشاكلها .
فالكهرباء والمحطات التي تضخها وتخزنها وتوزعها يحرك مولداتها ومكائنها .
ويحرك السيارات والطائرات والبواخر والأساطيل .
وتنار الشوارع وتمضي الحياة قدماً لتزدهر مدن العالم جراء استخدامها الصحيح لهذه النعمة صحيح إن هناك مصادر أخرى للطاقة لكن النفط ومشتقاته أرخصها وأجودها وأقلها ضرراً بالبيئة ودرجة من التلوث .
ولا تصيبها الأنفلونزا ونحن في العراق نمتلك ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم إذ تبلغ الاحتياطات المقدرة لمخزون النفط العراقي أكثر من خمسة وعشرين مليار برميل ولو وضعنا متوسط سعر البرميل الواحد بين أعوام 1970 وحتى عام 2009 لبلغ خمسون دولارا ما عدا الكميات الكبيرة .
التي تصدر يومياً بدون حساب في الوقت الحاضر التي لا تعرف إلى أين تذهب مواردها فالكل اليوم ظهرت حقيقتهم .
من أنهم سراق ولصوص عالميون من الدرجة الممتازة
فالأموال المجمدة في دول العالم والتي تقدر بالمليارات للشعب العراقي تقاسمها سراق العراق الجدد علي طريقة هات وخذ .
ويأخذها الساحر العجيب بينما العراقيون الذين تعتاش عليهم أعظم دول العالم .
من أجل إعطائهم دروسا خصوصية في الديمقراطية مازالوا فقراء لا ماء صالحا للشرب برغم وجود نهرين عظيمين ولا اتصالات ولا مواصلات .
ولا تصريفا صحيا ولا شوارع معبدة ولا أبنية متطورة ولا .
ولا ولا المهم أرصدة وحسابات الساسة .
الذين يدخلون من الشباك ويخرجون من الباب المفتوح .
أما الرز والسكر والشاي والطحين الذي يرتأي رئيس حكومتنا الرشيدة إلغاءها فيرون أن آخر نعمة من النفط يجب أن تزال برغم أنف العراقيين المساكين الذين يقعدون علي كنز لا ينضب من الذهب الأسود .
منذ أن عرف العالم الثورة الصناعية وتحولها من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي وهي تبحث عن مصادر للطاقة .
التي تديم تطورها الصناعي الذي استطاعت من خلاله احتواء العالم باسره والاستئثار بثرواته على مدى السنوات الماضية .
واستطاعت بواسطة ما توصلت إليه من تقدم صناعي إن تجد منابع الطاقة ومصادرها الثرة في شرقنا المتخلف الذي كان يرزح تحت سقف الحكم السلطاني للدولة العثمانية المتخلفة والتي سرعان ما أسقطتها التكنولوجيا المتطورة وتقاسمت ممتلكاتها .
وكان من ضمن هذه الغنائم هو النفط والغاز الوفير في هذه المنطقة والذي لم تعرف قيمته من قبل شعوب هذه المنطقة إلا كونه قار تدهن به الجمال والحمير التي يصيبها الجرب ليس إلا.
وقامت دول الغرب المتطورة علميا باستغلال هذا المورد الثمين الذي كان المحرك الأساسي لعجلة صناعتهم لأنه حل مكان الفحم الذي بدا ينضب وتكالبت إطماعهم ونشبت بينهم حربان عالميتان دفعوا خلالها عشرات الملايين كضحايا .
ولكنهم لم ولن يتخلوا عن هذا المورد مطلقا ما لم يجدوا مصدرا جديدا للطاقة ينوب عن النفط ولابد إن نعلم أن أوربا وأمريكا واليابان والصين كل هؤلاء ومنذ أكثر من عقدين يحثون الخطى ويواصلون الليل بالنهار .
وبجهود حثيثة من اجل إيجاد طاقة بديلة ورخيصة لتحل محل النفط وهذه الطاقة هي طاقة الاندماج النووي ومن معلومات متسربة فان الكلفة التي صرفتها هذه الدول فاقت المائة مليار دولار .
لان هذه الطاقة الاندماجية تفوق بقوتها إضعاف الطاقة النووية وهي تستخلص من المياه المتوفرة في الطبيعة .
من خلال دمج ذرتي الهيدروجين الموجودة في تركيب المياه .
ويبدوا إن الوقت لم يحن لحد ألان لإنتاج مثل هذه الطاقة .
لذا فقد التفت الغربيون إلى مصدر موجود وهو أيضا متوفر بغزارة في الشرق الأوسط وإفريقيا ذلك هو ضوء الشمس وطاقتها .
التي خص الله بها الشرق دون الغرب فالشمس وطاقتها العالية في الشرق هي اليوم تحظى باهتمام الدول الأوربية .
ولقد وقعت 12 شركة أوروبية من شهر تموز 2009 اتفاقا أوليا لبناء مشروع عملاق بتكلفة تقدر بـ400 مليار يورو آو ما يوازي 560 مليار دولار لبناء شبكة ضخمة لمحطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط لتزويد أوروبا بالطاقة .
ويجب أن ننتبه إلى مكان بناء هذه الشبكات انه الشرق الأوسط
. والمشروع سيؤمن 15% من احتياجات أوروبا من الطاقة .
أذن يجب أن لا نتذمر من حرارة الصيف العراقي لأنه نعمة من الخالق لم نعرف قيمتها مثله مثل النفط الذي كان عندنا منذ ألاف السنين ولم نعرف قيمته .
إننا نتساءل لماذا لا تبادر حكومتنا العراقية .
وهي لا تفتقر إلى الملاكات الفكرية والاختصاصات المدربة .
للقيام بمثل هكذا مشروع وتحول لهيب الصيف من كل عام .
وكل أشهر السنة المضيئة بشمسنا المعطاء إلى طاقة تجلب لنا الخير والعطاء ولماذا لا تعمم تجربة إضاءة الشوارع التي أثبتت نجاحها إلى تجربة اكبر وليكن حافزها ما تنويه دول أوربا التي تحاول سرقة شمسنا وطاقتها
لكي ينعموا بها مثلما تنعموا عقودا وعقودا بنفطنا الذي لم نلمس لحد الآن مردودة فهو أما أن يذهب لشراء أسلحة فاسدة لم تصد أي معتد أو تتكدس بجيوب السراق والفاسدين