مالم يعترف الآباء وغيرهم من المسؤولين بهذه الحقائق اللاذعة , ويسعون للعمل ما امكن على تلافيها , فسيبقى الشباب هائماً متفسخاً في شق طريق حياته , وستبقى الفتيات خارج بيوتهن يلهب قلوبهن الانهيار الاخلاقي والشذوذ والتطبع بالعادات والتقاليد وحتى في الملبس , وسيبقى الآباء والأمهات وأولياء الامور, كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال , حيث يشتد الاقبال على السهر وشرب الآراكيل , حتى وصلت ووصلت الحالة لشرب الخمور , امام انظار الناس على جنبات بعض الطرق والجسور , وبعض الحدائق العامة والمنتزهات , وقد ادرك بعض السياسيين والبرلمانيين , وحتى بعض الضباط , بان جمهورهم الاول هو “الفانشستات والبلوغرات” فدأبوا استمالتهم بافلام وحوادث ” اكشن ” مثيرة للجدل بين زاحف ومؤيد , أما افلام الفديو على منصة “تكتك وتويتر وفيس بوك وانستغرام وغيرها , فقدت السيطرة على تربية النشيء الجديد تربية صحيحة اساسها تفهم حقائق الحياة وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية في الافراح والنزهة والتجوال , وما تتطلبه من جد وعمل وكفاح , فاصبح عرضها نادر الوقوع, اللبس الفاضح ونفخ الخدود والشفاه وتكبير المؤخرة , شغل شاغل لبعض النساء , نساء المجون والتهتك,اللاتي بلا دين ولا عقل ولا حياء ولا كرامة , وهن كالبهائم بل أضل, اما اظهار مفاتهن فوق الحزام وتحته من الفساتين المشروحة التي تظهر من خلالها تلك الاجزاء , ضمن المناطق المحرمة شرعاً واخلاقاً , فكان السباق فيها كبيراً والتقليد اصبح حضارة وذوق و” براند” , لاظهار كالسون النوم في الشوارع أوالحفلات والمناسبات والتجمعات, وعند توجيه النصيحة الصادقة لبعضهن , فإنهن يتحججن بأنها موضة و” براند ” ولكل زمان دولة و” نساء ” , فيعتبر في نظرهن هو ” التقدم والحضارة ” , أما التمني من قبل النساء الأخريات للوصول الى هذا الجنون والعبث بالقيم والاصالة , فهناك نساء وفتيات بعمر الورد , وهن من صنف آخر يأتين فقط لبعض المناطق الليلية من أجل التسلية والسهر وسماع الطرب , ورؤية الرقص وتقليد لبعض الأزياء , وقضاء وقت الفراغ لديهن, وأخريات يختلفن عن الصنف الاول والثاني فهن في الصنف الثالث , الا وهو يأتين فقط من أجل الفضول وحب الاستطلاع, والفوز بالعثرات والزلات, وماذا سيفعّلن نساء آل فلان وفلان , ومن اين اقتنن تلك الملابس الضيقة والشفافة التي تظهر مفاتن المرأة وتجعلها سلعة رخيصة بعيدة عن الذوق والمعقول والادب , وكلنا يعلم أن الحشمة في اللباس تزيد جمال المرأة ووقارها, يصاحب ذلك كله , الغمزات والهمسات وحركات التحرش والزحف واختراعات جديدة للمصادقة عبر الموبايل وصفحات التواصل الاجتماعي , مروراً بتلك المواقع الليلية , وقد ابتليت بعض النساء والمراهقات والشابات بتقليد الكبيرات في الرقص واللبس الماجن الخليع والتفنن في التصوير , وقد تبدأ احياناً من حفلات الاعراس , حيث نرى كثيراً من تلك الانواع والاصناف يرقصّن ويطربن من خلال الخروج من نوافذ السيارات واثناء التوقف , بعيدات عن الحياء والأدب والذوق العام , حيث اصبحت تلك الحفلات الخاصة بالأعراس التي يصاحبها تلك الملابس الرقراقة الضيقة والقصيرة والشفافة والممزقة في جهات الافخاذ , التي تظهر تلك الاماكن الحساسة , المحرمة شرعاً وقانوناً وعرفاً اجتماعياً , ولكننا كما قالت العرب, “نرى تحت الرماد وميض نار, فالتوسع خارج نطاق المألوف يولد حالة شاذة تجعل بعض الشباب والمراهقين يتصرفون وكأنهم في دولة اوربية , والتاريخ يقول ان هناك ضوابط واخلاق وتصرفات بالمعقول , فلم يكن في عهد أسلافنا الماضين ولم يكن في أي عصر من العصور الإسلامية ذلكم الشذوذ , وإذا سلمنا أن هناك ” شواذ ” ولكل قاعدة شواذ فاصبح عندنا كثرة الشواذ , وان ذلك ما هو إلا إختلاق وإفتراء من العابثين بحقيقة مجتمعنا العراقي الاصيل , بل وحتى النساء السابقات من الأمهات والجدات , لم تذكر لنا إحداهن إن هناك نساء وشابات شواذ كن يلبسن ويتفنن في عمليات التجميل من النفخ والسيلكون والحقن والقص والاضافة, حيث نرى تشابه كثير هذه الايام في النساء والشابات من خلال عمليات التجميل , وتلك الاشياء التي تؤدي ما يخل بمروءتهن وحياءهن, في وقتنا الحالي والعياذ بالله , وصدق التاريخ فيما نقله من أخبار وروايات عن نساء كن يعرفن الأدب والبلاغة والخطابة ويعرفن الشعر وعلوم العرب واللغة ويتعلمن ويعلمن القرآن والفقه والحديث, اختلف الامر تماماً ,فقد تجاوزت بعض النساء والشابات والمراهقات كل المقاييس الأخلاقية , ورمّن خلفهّن الدين والاصول , وتجاهّلن العادات والتقاليد التي قد تكبح جماح رغباتهن التي لا تنتهي , وباتت تكشف أجزاء حساسة من جسدها لغيرها, نشعر جميعاً بالأسى لحال بعض نساء اليوم, فهذه قد صبغت شعرها با لأصفر أو الأحمر وتلك ارتدت لباسا شفافاً يظهر مفاتن جسدها , وتلك جعلت فستانها تلوح أجزاؤه السفلى وعلى الافخاذ كأنه ممزق, حيث قد فتحت مع كل جهة , ليظهر الفخذ والساق والصدر, سترنا الله في الدنيا والآخرة.