18 ديسمبر، 2024 9:33 م

نفحات ايمانية من وحي القرآن

نفحات ايمانية من وحي القرآن

في هذه الحياة المليئة بالضغوطات والمتاعب والصراعات، نحتاج دائماً إلى شيء نستطيع اللجوء إليه، لنتخلص من همومنا وأحزاننا واستعادة شتات أرواحنا الممزقة بالآلام والأوجاع والأحزان، وليس هناك أفضل من القرآن لاستعادة أرواحنا وعلاج جراح قلوبنا، فالقرآن هو العلاج الأفضل لقلوبنا وأرواحنا المرهقة بهموم الحياة وأحزانها، فهو يأخذك من عالمك إلى عالم آخر تسمو فيه روحك عن كل حزن أو ألم، ويجعل منك إنساناً جديداً بروح جديدة، وقلب مقبل على الحياة بروح التفاؤل والأمل.
ايات القرآن الكريم تعالج هموم النفوس بطريقة مدهشة، عن طريق تذكير المؤمن بسمو هدفه ونبل قضيته, فكلما شعر المؤمن بعظمة ما هو بصدده, كلما هانت عليه الاحزان وصغرت أمامه العقبات.
ذلك النجاح الباهر الذي أحرزه القرآن في هداية العالم، فقد وُجِد قبل النبي – صلى الله عليه واله وسلم – أنبياءُ ومصلحون، وعلماء ومُشرِّعون، وفلاسفة وأخلاقيون، وحكام ومحكمون، فما تسنَّى لأحد من هؤلاء – بل ما تسنَّى لجميعهم – أن يحدثوا مثل هذه النهضة الرائعة التي أحدثها محمد صلى الله عليه واله وسلم في العقائد والأخلاق، وفي العبادات والمعاملات، وفي السياسة والإدارة، وفي كافة نواحي الإصلاح الإنساني
إن النظرة الواقعية للوضع الأخلاقي والديني لعموم البشر تدفع المهتمين إلى عدم التفريط بأيةِ وسيلةٍ مهما كانت ضئيلة لإنقاذِ ما يمكن إنقاذه في الخراب المتسارع الذي يجتاح البشر، فكيف إذا كانت هذه الوسيلة الانصرافَ إلى القرآن تلاوة وحفظاً وتفسيراً وما إلى ذلك؟
فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه على آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرف تشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً لنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن … وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً ”
ومن هنا كانت الامسيات القرانية (التربية المهدوية في رحاب القرأن) الصورة الحيوية في تربية النفوس والعقول على المنهج الانساني الاخلاقي ، والتصاقها مع مشروع الراب المهدوي الحسيني الاسلامي الذي اخذ على عاتقه اصلاح الشباب وانتشالهم من اجواء الانحرافات السلوكية الفاسدة .
وكما بين الاستاذ المحقق الصرخي على توظيف الخطاب القرآني والشرعي لهداية الناس وبالخصوص الشباب ،وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((إن أي مصلح اجتماعي وخاصة مرجعية الولاية الصالحة الهادية لابد و أن تكون نظرتها عامة واسعة شاملة لكل طبقات المجتمع و كل مستوياته الفكرية بل هذا ما يفرضه عليه الشرع ايضا و كذلك النهج و الأدب و الارشاد و الامر القرآني شامل لكل الشرائع الاجتماعية ،و هذا ما نجده متجسدا في سيرة النبي الأكرم وآله الأطهار عليهم الصلاة و السلام أجمعين… فإذا كانت الأحكام الشرعية و الإرشادات و الأوامر الأخلاقية عامة لجميع البشر بكل مستوياته الفكرية و المالية و الاجتماعية فبالتأكيد أن هذه الشريعة الإلهية السمحاء و قادتها العظام عليهم الصلاة و السلام سيستقبلون و يتقبلون و يرحبون بكل من يهتدي و من يسير بطريق الهداية و لو كان الاهتداء أو السير ظاهريّا فلا فرق بين المتعلّم و الجاهل ،ولا بين الجامعي وغيره ،و لا بين التاجر و الموظّف و الطالب و غيرهم، و لا بين الشباب و غيرهم، و لا بين الرجل و المرأة، ولا غير ذلك ….))

http://v.ht/2fpR

http://v.ht/tq5S

http://v.ht/CgcJ