8 سبتمبر، 2024 2:32 ص
Search
Close this search box.

نفحات الهجرة النبوية في العام الهجري الجديد‎

نفحات الهجرة النبوية في العام الهجري الجديد‎

العام الهجري الجديد 1437 : العام الهجري الجديد يحتاج منا أن نستقبله بفهم يتناسب وأحداث الهجرة النبوية المباركة , وسأستعرض أحداث الهجرة النبوية بأيجاز وأبدأ من مبيت ألآمام علي عليه السلام في فراش الموت , وهو فراش رسول الله “ص” حيث قرر مشركو قريش قتل النبي ليلا وهو نائم في فراشه ليتخلصوا منه , فأمر الله نبيه أن يهاجر من مكة الى ” يثرب ” وأن يترك عليا ينام في فراشه حتى يوهم مشركو قريش بأنه موجود في فراشه الذي ينام فيه , وعملية المبيت في فراش النبي “ص” ليست بالعمل الهين والعادي , وأنما هو عمل يكشف عن بعد فدائي لم يكن مؤهلا له ألآ علي بن أبي طالب لما أنطوت عليه شخصيته من أيمان وثبات وتقوى وأخلاص للرسالة ظهرت بوادرها من أيام نزول ” وأنذر عشيرتك ألآقربين ” حيث كان علي بن أبي طالب من بين كل رجالات عشيرة النبي يقدم نفسه للوقوف معه , ويبقى مبيت ألآمام علي بن أبي طالب في فراش النبي “ص” حين الهجرة يحمل كل معاني التضحية والفداء في سبيل الله ورسوله وهو جهاد سجل أسبقية في تاريخ الجهاد ألآسلامي , وفي هجرة النبي “ص” التي أعتبرت لاحقا تاريخا للمسلمين , هناك مشاهد وأحداث يلتقي فيها المعجز ليسجل كرامات النبوة مثل : نسج بيت العنكبوت على فتحة الغار الذي دخل فيه رسول الله “ص” ومعه صاحبه أبو بكر , وقيام الحمامة ببناء عشها ووضع بيضها أمام باب الغار حتى عندما يروا مشركو قريش ذلك لايعتقدوا أن أحدا في الغار ؟ فهذه المخلوقات من العنكبوت وهي من الحشرات والهوام الى الحمامة وهي من الطيور قد لعبت دورا في رسم معاجز الهجرة التي سنرى منها أشياء تستوجب التأمل , وأول ما يواجهنا من الهجرة النبوية المباركة هي الصحبة فقد كان لرسول الله “ص” صاحب في سفر هجرته هو  أبو بكر بن أبي قحافة , والصحبة في ألآسلام ليست معصومة من الخطأ , كذلك زوجات ألآنبياء لسن معصومات عن الخطأ , قال تعالى ” أن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم فخسفنا به وبداره ألآرض ” وقال تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كقروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ” أننا بمناسبة الهجرة النبوية المباركة نجد من الواجب والضروري شرح هذه المعاني لآننا نجد الكثير من المسلمين يبالغون في الصحبة كثيرا ويجعلونها بديلا عن المصطفين من الذرية الصالحة ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 33- 34- أل عمران – كما نجد بعض المسلمين يبالغون كثيرا في حب بعض زوجات النبي “ص” دون بعض , ويجعلون هذا الحب وتلك المودة بديلا عن مودة العترة الطاهرة ونسوتها وهن كل من السيدة خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها صاحبة السبق في فهم الحجاب قبل أن يشرع  والسيدة فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين
عليهما السلام التي جعل رسول الله رضاها من رضى رسول الله ورضى رسول الله هو من رضى الله تعالى , وفي الهجرة المباركة نجد أن رسول الله “ص” عندما يجلب له حصان أو جمل ليحمله في سفر هجرته لايقبل أن يركبه ألآ أن يدفع ثمنه , ويقول لآبي بكر : أنا لا أركب دابة ألآ وهي لي , ولما علم أن ثمنه أربعمائة دينار قال له : لك عندي أربعمائة دينار , ولكنه ” ص” أثناء سفر الهجرة التي أستغرقت ” 12″ يوما كان يتنقل في ركوبه فتارة يركب فرسه أو جمله وتارة يركب جمل صاحبه والسبب في ذلك هو من باب العدالة حتى تشمل البركة كلا الجملين , فالرسول يتعامل مع الحيوانات بطقوس خاصة فقد أشتكى ذات مرة جمل لرسول الله من صاحبه الذي كان يظلمه ؟ وكم نشاهد اليوم في العراق وفي المنطقة والعالم من يظلم الحيوان , ومن المشاهد المؤثرة في رحلة الهجرة المباركة هو لقاء رسول الله مع عاتكة الخزرجية وهي أمرأة طاعنة في السن كانت تسكن خيمة في الصحراء فلما أقترب رسول الله من خيمتها قال لمن معه لنسلم على من في هذه الخيمة ونشرب ماء أو لبنا , فوجد رسول الله أمرأة عجوز فسلم عليها فقالت من أنت ؟ قال لها أنا مسافر قصدت خيمتك لشربة ماء يا أمة الله , فقالت : ماعندي غير هذه التعجة وهي كبيرة السن لاحليب فيها وضرعها ناشف , فقال لها رسول الله “ص” : هل لي أن ألمس ضرعها ؟ فقال بسم الله وحلب ثدييها فنزل الحليب ببركة رسول الله “ص” فتناول أناء من المرأة العجوز عاتكة الخزرجية وملآه حليبا وناول السيدة العجوز فقالت أشرب أنت أولا فقال لها ولمن معه أشربوا فالساقي لايشرب حتى يشرب من معه , هذه هي أخلاق رسول الله “ص” ولما جاء زوج عاتكة الخزرجية أخبرته بخبر الرجل الذي أستسقى حليبا ووصفته وصفا كاملا لزوجها فقال زوجها هذه صفات محمد بن عبد الله وتعجب من لون وجه زوجته التي بدت شابة ومن أمتلاء ضرع نعجته وكأنها توا أرضعت , ثم مر بجبل في الصحراء فقيل له أن في الجبل رجلين من السراق , فقصدهما وسلم عليهما وبعد حديث طويل معهما أسلما على يديه , ثم واصل طريقه حتى وصل يثرب وقد أستقبله أهلها بنشيد :-
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بألآمر المطاع .. جئت شرفت المدينة مرحبا ياخير داع
وعندما تنافسوا على ضيافته قال لهم أتركوا الناقة فأنها مأمورة ؟ وحيث بركت الناقة وناخت كان مكان نزول رسول الله وضيافته عند أبي لبابة وأصبح مكان بروك الناقة مسجدا فيما بعد , ثم باشر رسول الله بتسمية يثرب أسما جديدا يرضي به المسلمون من المهاجرين وألآنصار كما يرضي به اليهود والنصارى ومشركو العرب الذين كانوا يسكنون يثرب فسماها ” المدينة ” وذلك نسبة الى المدينة التي دخلها نبي الله موسى كما في قوله تعالى ” ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ” – 15- القصص – ثم سميت بالمدينة المنورة نسبة الى نور رسول الله , وهكذا أعطى رسول الله “ص” صفة المدنية على أول مدينة يسكنها بعد هجرته مكرها من مكة المكرمة حتى يجعل كل الناس يشتركون في أجتماع المدينة , وفي رحلته المباركة في الهجرة نزلت سورة القصص المباركة وهي “88” أية وألاية ” 85″ نزلت في أول شروعه للخروج من مكة المكرمة ” ” أن الذي فرض عليك القرأن لرادك الى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ” -85- القصص – ولذلك تقرأ هذه ألاية عند السفر تسهيلا وبركة , هذه هي بعض نفحات الهجرة النبوية المباركة.

أحدث المقالات