بعد عودة رمي الجثث في قارعة الطريق والانفجار الجديد الذي ضرب اليوم مدينة القائم الحدودية لم يأتي من فراغ وتصاعدت وتيرة السجال القومي والديني والمذهبي الطائفي والعنف الدموي من جديد في كافة إرجاء مدن العراق وحتى المدن الشمالية من هذا البلد ، بعد أن شهدت هذه المدن صراعات وسجالات سياسية وانتكاسات . حول عدم تلبية تقديم الخدمات الأساسية في بغداد وعدد كبير من مناطق المحافظات العراقية . والذي تخطت حاجز دون المساهمة الجادة لتنفيذ وتلبية مطالب و حقوق أبناء الشعب العراقي هذا الشعب المسكين الذي لا حول لهم ولا قوة الكل في العراق اليوم يتهم حكومة بغداد وعملاءها في الداخل والخارج , بافتعال هذه الأعمال بعد أن اتضحت للعيان صورة العمليات المسلحة الأخيرة التي قامت بها الجماعات المتطرفة . التي تنتمي إلى الأحزاب السياسية العراقية بعمليات التفجير في مدينة القائم الحدودية العراقية الانبارية وراح ضحايا هذه الإعمال 27 شهيداً وجريح من المواطنين الأبرياء العزل في سوق شعبي مدني ! ولم يُعرف احد في هذا البلد السبب الحقيقي وعادت قوات المليشيات امن جديد لتنشر الرعب بين الناس بافتعال المشاكل بين حكومة بغداد والامريكان وتجنيد عدد كبير من عملاءها للهجوم المنظم على مدينة القائم الانبار اليوم ! وظهور الجثث المجهولة من جديد في شوارع بغداد وفي باقي المحافظات العراقية وجدتني أعود مرة أخرى مضطراً إلى الكتابة من أجل أن يعرف العالم قصة مدن العراق . وحكاية وقصة شعب يموت في وضح النهار . لفرط ما يعانيه في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن السلام في العراق . والتي تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق ولا تنتهي إلا في البيوت العامرة . قبل أن تدنسها أقدام الاحتلال لتعيد الحرب الطائفية من جديد . وتشعل الفتنة بين أبناء الشعب الواحد الموحد . العراق الكبير العظيم أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه إلى قادة إيران بإشراف مباشر من قبل حكومة دولة القانون ولا يطبق فيها القانون . بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، بالضبط في الليلة التي صعد بها العراقيون إلى صعيد الديمقراطية المزيفة بعد عام ( 2003 ) أختار الجلادون السياسيون في العراق أن يصعد هذا الشعب المسكين بعد الانتخابات على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه . قميص الديمقراطية الجديد الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها إلى الأبد ، لم يصبروا سياسيو العراق اليوم بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت هذا الوطن والشعب معا ، ومات هذا الشعب الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بالرمال . وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد، بل ما أظهره تماماً وليس ما يدعيه أحد واتفقت أغلب وسائل الأعلام العالمية على تدمير هذا البلد وافتعال الفتنة الطائفية بين فئات ومكونات وطوائف .هذا الشعب الأصيل والعمل على تأجيج الصراع بين الحكومة المركزية في بغداد وأبناء الشعب من المتظاهرين اليوم في ساحات الاعتصام .وهنا السؤال يطرح نفسه أن الأطراف السياسية في العراق تضم بين مكوناتها جميع شرائح هذا المجتمع من العرب السنة ومن العرب الشيعة ومن الكرد السنة ومن الكرد الشيعة ترى من يتبع من في هذه المعادلة السياسية المتعجرفة . ولا أعتقد أيضاً أنة الرجل السياسي العراقي سواء كان سنينا أو شيعا او كرديا أو مسيحا أو تركمانينا أو ينتمي إلى الأقليات العراقية العزيزة . لأنه الآن بأمس الحاجة إلى اللعب وراء الكواليس والقفز على الحبال كي يجد متسعاً لتثبيت سلطاته على أكثر من مليون عاطل عن العمل .
وقميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذا الأمة المنهزمة المنكسرة . ترى هل أن السياسة العراقية الجديدة افتقدت خواصها من يعلم .