جميع شعوب العالم بما فيهم شعوب الاوطان الاسلامية والعربية في حالة ذهول من هول الحدث الذي هز القلوب، واقشعرت له الأبدان، وذرف الجميع الدموع على عروسة الشرق الجميلة التي طالما صمدت رغم الأزمات، وكان أهلها رمزا للتفاؤل والتعايش مهما كانت الصعاب.
في لبنان اليوم بعد وقوع الانفجار المدمر الذى وقع في مرفئ بيروت البحرى يعيش اناسه الذهول والحزن الشديد لما حدث غير كافية لوصف ما يحصل من مصيبة ترعش كيان الانسانية جميعاً ومقدمين التعازي لأسر الضحايا وتمنيات الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
والحادث وجع جديد ومحنة جديدة تضاف الى محن هذه الشعب والحادث تسبب فى حدوث خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات العامة والخاصة بالعاصمة المنكوبة ويجب ان يتجلى في ابنائه كما جربناهم في الازمات أسمى معاني الولاء والحب للوطن والعطاء والخير كما عرف عنهم ومن احزابه توحيد شعبه وقادته ،مطلوب منهم بذل الغالي والنفيس للرقي والنهوض بأرض هذا الوطن بوحدتهم ومساند شعبهم المنكوب في حادث المرفئ وترك الفواصل والخلافات وللملت الجراح وايقاف نزيفه الدامي وسيبقى لبنان وطن الخير الذي يقول عنه الشاعر نزار القباني ( الله يفتّش في خارطة الجنّة عن لبنان.. والبحر يفتّش في دفتره الأزرق عن لبنان.. أعطيني كفّكِ يا جوهرة الليل وزنبقة البلدان… يا ستّ الدنيا يا بيروت.. قومي من تحت الردم كزهرة لوزٍ في نيسان.. قومي من حزنك إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان )..
وفي هذه المناسبة التاريخية والفاجعة المهولة المطلوب استنهاض كل جهود منظمات الإغاثية العربية والعالمية، الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة الدولية والاسلامية لتقديم العون اللازم بعد الاضرار الكارثية بالمباني والممتلكات بالنسبة لبلد يعيش اساساً وضعاً اقتصادياً خانقاً واستقطابا سياسيا حادا مما يزيد من هوة معاناته فيجب ان يسجل كل انسان على ارضه فخرنا واعتزازنا بتقديم كل ما يمكن تقديمه والتعاون الحضاري الفريد وترك الفواصل الفوارق والشواهد الكبيرة والابتعاد عن المزايدات والصراعات التي “تتدخل فيه أطراف إقليمية ودولية ” لترسي القواعد المتينة لتخفيف وطئة الحاضرة المؤلم لغد مشرق في وطن يعيش هذد الايام العصيبة ولتتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لارضهم و أوفياء خلص لشعبهم ويتفانوا في رفعة بلادهم، حتى يعود الى مكانته الكبيرة بين دول العالم. فباقةٌ من الزهور توضع في غير مكانها هي باقة قلقة. وأغنية رائعة ترفرف في سمعك في لحظة غير مناسبة
*من قصيدة للشاعر نزار القباني