23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

عام 2005 كتبت عمودا صحفيا نشر في صحيفة نداء المستقبل ، وعرض من على شاشة قناة العراقية .. أشرت فيه الى التجربة الروسية في تصنيع الكهرباء عبر حرق النفايات .. أتصل بي وكيل وزارة الكهرباء آنذاك رعد الحارس يسأل عن أصل الموضوع والمصدر .. إتفقنا على أن نلتقي في مكتبه .. تحدثنا مطولا عن التجربة ، وسلمته مصادر معلوماتي التي أستقيتها من موقع وكالة الأنباء الروسية .. وعد بطرح الفكرة على الوزير ، وأنه سيبلغني لاحقا بالنتائج .. لم أترك الموضوع ، وكنت على تواصل مستمر معه .. وبعد مضي شهر .. إتصل بي ذات ظهيرة وقال .. الموضوع مثير للأهتمام وهم على تواصل مع الجانب الروسي والتفاهم معه بشأن إمكانية تنفيذ المشروع في العراق .. ثم أبلغني مانصه : ( فكرة المشروع جيدة لكنها تصطدم بعدم توفر النفايات في العراق كما في روسيا ) !! حقيقة لم أتمالك نفسي حينها وأطلقت ضحكتي وقلت له سيادة الوكيل .. تلول النفايات في منطقة واحدة من مناطق بغداد كفيلة بتوفير كهرباء للعراق لسنة كاملة لمدة 24 ساعة في اليوم .. كيف تقول أنه لاتوجد نفايات في العراق ؟!
لم أترك الأمر حينها ، وبعد فترة من التقصي أكتشفت نقلا عن مصادر في وزارة الكهرباء .. أن الروس رحبوا بالفكرة وأبدوا أستعدادهم لتنفيذ المشروع في العراق من خلال بناء محطات كهربائية عبر حرق النفايات .. لكن المشروع رفض من قبل رئاسة الوزراء آنذاك بدون إبداء الأسباب وأنتهى كل شيء بجرة قلم من قبل دولة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري !!
تجربة الكهرباء ذاتها تستخدم في السويد وفي أغلب دول أوربا الآن وبنجاح كبير .. فهي تسهم في جمع النفايات من جهة ، وتجهز خلق الله بالكهرباء من جهة أخرى .
الغريب أن العالم يستخدم النفايات وحرقها لمنفعة الناس .. وفي العراق يعاد تدويرها لتتسلم مناصب حكومية وسياسية ، وتحصل على منافع شخصية .. ثم تعمل على شفط ولفط الأخضر واليابس .. لا والحظ ؟!!!!