22 نوفمبر، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

نفاق سياسي،حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواقف

نفاق سياسي،حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواقف

لاشكّ، ان الجميع الآن ممّن يهتم ويتابع اخبار السياسة والاحداث السياسية خاصّة مايرتبط ويدور في العراق والمنطقة، قد سمعوا بالخطة الأمريكية الجديدة وهي التحالف العالمي من اجل الحد من قوة وحركة تنظيمات داعش في العراق والمنطقة، من خلال التحشيد لحلف دولي لضربها والذي يحتمل ان يبدأ من العراق. وفعلا أنظمّت كثير من الدول العالمية، والاقليمية لهذا الحلف إلّا ايران، فهي لم توافق على التحالف ولم تنظمّ له، وحتى لم تحظر ايران مؤتمر باريس لدعم الحكومة العراقية في حربها ضد داعش.
الحكومة العراقية وعلى لسان وزير خارجيتها الجديد الاشيقر: “تأسف” لعدم مشاركة ايران في هذا المؤتمر. أليس المفترض ان يكون للدول الاقليمية موقف ايجابي من ضرب داعش؟. من جانبها أطلقت الحكومة العراقية شعار: “ان كل من لا يدعم الحكومة في حربها ضد داعش فهو داعش” ياترى هل ينطبق هذا الشعار على ايران، ام انه القرارات والاحكام تُطلق وتُعلن وتطبّق على العراقيين فقط..؟. هذا من جانب.

من جانب آخر وعلى المستوى المحلّي أفاد مصدر مسؤول ان رئيس منظمة بدر هادي العامري هدّد يوم الاثنين المنصرم، بالانسحاب من المعركة التي تخوضها القوات الامنية وفصائل مع مجاميع “داعش” في حال اي تدخل دولي مباشر في العراق وتحت اي مسمى. (وكالة انصار).

في بيانه الاخير أوعز فيه السيد مقتدى الصدر في الفقرة ثانيا منه الى انصاره المتواجدين الآن في ساحات القتال والمواجهة ضد داعش بالأنسحاب من القتال بأسرع وقت ممكن في حال ما لو تدخّلت القوات الامريكية بضرب داعش برّا او بحرا، بالمباشر او غير المباشر، لأنه وحسب تعبيره وفتواه ( الاستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام). حيث قال: على المجاهدين في أي منطقة من مناطق العراق المغتصبة.. في حال تدخّل القوات الامريكية او غيرها برّا او بحرا ، بالمباشر او غير المباشر الأنسحاب من تلك المناطق بأسرع وقت ممكن. فالأستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام. وقال مخاطبا الحكومة العراقية في الفقرة اولا من بيانه: على الحكومة العراقية عدم الاستعانة بالمحتل أيا كان ولو بحجّة (داعش) فلا وجود لها إلّا في المخيّلة بل هي صنيعة الامريكي والعقليّة الاستعماريّة التفكيكية.

المتعارف شرعا واخلاقا ان تغيير القرارات وتبديل المواقف السياسية والوطنية ممكن ان تكون بناءا على متغيّرات عملية او مقتضيات ميدانية تستوجب التغيير او وفق ما تتطلّبه المرحلة او تقتضيه الحاجة التي المفروض ان تكون فيها منفعة البلاد ومراعاة لمصالحها او بما يمكن ان يسهم تغيير الموقف او تبديله بجلب الخير والمنفعة على البلاد، ودفع المفاسد عنها في أقل التقادير.
جميعنا نعلم ونعرف جيدا وكما أُشيع إعلاميّا سواء من خلال القنوات الفضائية او من خلال وكالات الانباء، وحتى من خلال ما رأيناه وسمعناه وقرأناه وفهمناه من كتابات الكثير من الكتّاب في الصحف والمواقع الالكترونية، بأنها لم تستطع القوات العراقية المحتشدة من الجيش والحشد الشعبي بمعيّة حركات ومليشات معروفة طوال اكثر من ستون يوما من دخول مدينة آمرلي.. إلّا بعد أن وفّرت القوات الامريكية لها (سقفا جويا). وايضا الجميع يعرف ويعلم جيدا ان جل ان لم تكن كل المليشيات ومنها سرايا السلام التابعة لتيار السيد مقتدى قد شاركت بهذه العملية العسكرية. فمالذي جرى الآن.. ماهو الأمر الذي أستجد حتى صرنا نرفض التدخل الامريكي بالمباشر او غير المباشر؟ وكيف تم تحرير آمرلي حسب الأدعاء ان لم يكن بفضل الامريكي؟. ثم مَن الذي كنتم ولاتزالون تقاتلونه هناك اذا كان داعش مجرّد وهم وليس حقيقة..؟.
حسب إستقراءنا للواقع السياسي المحيط بالعراق والمنطقة، ان هذه التغيّرات التي صدرت من قبل بعض السياسيين في العراق في هذا الوقت بالذات والتبدّل في المنهج والقرار والموقف أنما جاءت متزامنة ومتناغمة مع رفض ايران التدخل الامريكي في العراق و وفق ما تتطلّبه مصالح ايران في المنطقة. وما هؤلاء السياسيين الاجندة إلا جنود شطرنج تحرّكهم ايران متى ما شاءت مجرّد أوراق ضغط تستخدمها ايران على حكومة العراق.

وإلا ما هذه السذاجة التي يستمر بعضهم ويحاول تمريرها وتأكيدها في عقليّة الشعب العراق وهم يعرفون والشعب العراقي ايضا يعلم ويعرف جيدا، ان قرارا سياسيا واحدا لاغير لن تستطيع الحكومة العراقية أتخاذه ابدا ما لم توافق عليه الخارجية الامريكية..؟. فعن أي أنسحاب نتحدّث وعن أي مقاومة وأي احتلال نقاتل، والعمالة والتبعيّة وصلت الى النخاع؟.

الشيء الآخر الملفت والمفاجيء بنفس الوقت ان التبدّل لا ينحصر بهؤلاء السياسيين وتغيير مواقفهم وقراراتهم وسلوكهم بل طال حتى مسمّى أصل القضية، فهذا (داعش) الذي هو مختصر لـ (الدولة الاسلامية في العراق والشام) تحوّل بين ليلة (غربية) وضحاها (شرقية) الى (الدولة الاسلامية) فحسب!!.

ماذا يخبّيء لنا القادم..؟ الله سبحانه وحده يعلم.
 

أحدث المقالات