23 ديسمبر، 2024 9:13 ص

نفاق الأحزاب العربية والعراق

نفاق الأحزاب العربية والعراق

كانت ولازالت الأحزاب الدينية تتخذ من الدين والقرآن مصدرا لتسيس مبادئها وعقيدتها السياسية فوجهت الأتهام للأحزاب القومية بأنها شوفينية وللأحزاب العلمانية بأنها ملحدة تريد القضاء على كل ماهو اسلامي واستخدمت وسائل عديدة , منها غاية في الخسة ومنها غاية في الرقة والشفافية مستفيدة من أضطهاد الأنظمة العلمانية او القومية أو الدكتاتورية ومتكأة على الدعم الأمريكي المفتوح ماديا ومعنويا وتعدى ذلك الى تجيش أئمة الجوامع لتجنيد أكبر عدد من الشباب ومنهم جهلة وأميين وطلاب جامعات وعمال , تركوا أعمالهم ودراستهم وأهلهم في سبيل أكذوبة أسمها الجهاد في بلدان تعاني من الفقر والجوع والأمية ,

مثل أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ولم يتجراءوا على شن حرب ضد أسرائيل والفرس المجوس كما يسمونهم وبلغت سفالة رؤوساء العشائر ورجال الدين مطية بيد قادة الأحزاب الأسلامية و أن يسلحوا ميليشيات أتسمت بالغدر والعنف ضد الناس الفقراء ويطلقوا عليها اسماء الصحابة أو مواقع حربية أسلامية ليجندوا أكثر الشباب البرىء تحت شعار الشهادة والدخول الى الجنة ومعانقة الحوريات التي اصبحت أضحوكة على ديننا وأسلامنا وكأن الجنة مأخور كبير يشرف عليه الله ,بل وتمادوا بأغتصاب النساء في سوريا والعراق وبيعهن بسوق الجواري وهن في موقع أخواتهم من الناطقين بالضاد هذا الحرف الذي يجمعهم مع المواطنة العربية, وكان أكثر من فجر نفسه من الشاذين والساقطين والذين يعانون تمزقا عائليا ومرضا نفسيا , في حين أرسل قادة الأحزاب ورجال الدين أبنائهم لبلدان الكفار ليتنعموا ويحصلوا على الشهادات العليا , وكانت حرب القادسية القذرة التي أراد فيها الأرعن صدام حسين أن يسير على خطا صلاح الدين الأيوبي ليموت مليوني مسلم, ثم ليعقد صداقة مع المجوس الذي حاربهم ويسلمهم طائرات العراق المدنية والحربية .ثم حرب أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن والكل تصرخ ( الله أكبر ) كذبا وزورا ونفاقا لانظير له في تأريخ أمتنا الأسلامية التي تخطو نحو نهايتها بين الأمم لتصنع مجد أمريكا بتغيير خارطة الشرق الأوسط .

لقد خلت الأحزاب القومية والدينية والعلمانية من أية دراسة علمية للحركات الفكرية في الأسلام منذ سقوط الدولة الأموية وحتى نهاية االدولة العباسية وماتلاها من قيام دول ودويلات أتخذت من الأسلام بشقيه السني والشيعي سلاحا ضد الحكام والسلاطين وتدخل العنصر التركي والفارسي في ذلك الصراع ولم تغربل تلك الحركات أو تحلل أهدافها لنشر العدل والمساواة والقضاء على الجوع والأمية بل حاربتها بغباء رهيب كونها حركات خارجة على السلطان والحاكم المسلم الأحمق الذي يمتلء قصره بالجواري والغلمان وأدنان

الخمور وأنواع الفجور , فخلقوا من شعوبهم طوائف تكره بعضها البعض وفشل البعث في العراق وسوريا من توحيد أمة العرب وفشل القوميين في مصروليبيا واليسارين في اليمن والعراق من تأسيس نظام ديمقراطي لضعف في ولائهم لقضية شعوبهم مثل ولائهم لدول أخرى رغم وجود منظرين وفلاسفة لكنهم مغرقين في الخيال والمديح والنفاق , أن عالمنا المعاصر خلا من أنبياء وحيهم من السماء وخلق قادة تجاوزوا الأنبياء بأصلاحاتهم وسلوكهم وكان وحيهم من الأرض , فبزغت روسيا والصين وكوريا من مجتمعات زراعية الى مجتمعات صناعية ينافسوا أمريكا وأوربا ونمت كوبا من ميليشيات مقاتلة الى دولة عصرية تصدر السكر والتبغ وتعتني بالصحة والتعليم ولايوجد بها آمي واحد ورفض أحفاد الفايكتغ السير على خطا أجدادهم القراصنة فخطوا نظاما جديدا للحياة ورفاهية الأنسان واصبحوا من أرقى دول العالم بل ويحلم كل عربي ومسلم أن يكون بينهم في حين ظل العرب المسلمين يختلفون بحماقة وجهل من هو أحق بالخلافة الأسلامية الى أن اصبحت دولهم بيد القادة الحرامية من بلدانهم ومن بلدان أخرى , ليسرقوا ثروات بلادهم وليزيدوا الفقر فقرا ويحجون لبيت الله الحرام عهرا وليبكوا أمام أضرحة شهداء آل البيت نفاقا.

أن شبابنا العربي فضل الهجرة والمخاطرة بالنفس وبأطفالهم وعوائلهم بدلا من أن يساهموا بأسقاط أنظمة يقودها لصوص و أن يبنوا جنة على الأرض والبعض الأخر من الحمقى , تركوا زوجاتهم وعوائلهم متطلعين لحوريات في جنة ليس لها وجود أصلا من خلال مهزلة الجهاد ونساء يتطوعن للنكاح علانية ,وأخرين ناثرين أجسادهم بحماقة ليقتلوا الفقراء , بدلا من أن يساهموا ببناء جنة على الأرض للأنسان والأجيال القادمة .

العنف مرفوض في المجتمعات الحضارية والدين الذي يعتمد على تجنيد أبنائه بدافع المجد والجهاد وأتباع تعاليم السلف الصالح الجامدة والمنحرفة, لهو دين مهدد بالأنقراض حتما مثلما أنقرضت أديان وأمم وهدمت معابد الكهنة الذين يكذبون على الناس .فهل وعى السنة والشيعة أن الله دائما يكره وينتقم من سفك دم برىء ولتكن لكم في الشعوب التي أستخدمت الحروب وبادت أمثولة .