23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

إستفتاء أقليم شمال العراق واقع لا محالة , ألا أنه ليس للانفصال عن العراق .. وهو مجرد حفظ ماء للوجوه ومصداقية للحزبين الديمقراطي والاتحاد أمام الشعب الكردي المظلوم .. والتمدد الجغرافي وإجبار العشائر العراقية العربية والتركمانية , وحتى المسيحيين والايزيديين للمشاركة في الاستفتاء تحت واقع الترغيب والترهيب , أمر مخجل ومعيب , وقد يعود بالضرر الفادح على أكراد العراق قبل غيرهم .. لان القيادتين في أربيل والسليمانية تريدان عرض نتائج المشاركة والاستفتاء على الدول المحيطة والاوربية وأمريكا .. وهذه الغاية التي تبرر الضغط المتواصل على سكان كركوك وخانقين وديالى وسهل نينوى وربيعه ..
لم يتصور السيد مسعود البرزاني أن يستعيد العراق عافيته , والمدن التي أغتصبها داعش .. لذلك , رسم مستشاروه ( من غير الكرد ) , خارطة لدولة كردية مستقبلية , وضعها البرزاني في أحدى قاعاته , وبشر بها جميع الاكراد في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأرمينيا , متوهما أن أربيل ستكون العاصمة الابدية للدولة الكردية القادمة , ومتناسيا كره الدول المجاورة , لاقامة هكذا مشروع فتنوي , قد يؤدي الى صراع قومي كبير بين فئات المجتمعات التي يتوزع فيها الاكراد ..
الحوار , وليس العناد هو الطريق السليم لحل المشاكل ما بين الحكومة الاتحادية وأقليم شمال العراق , وأن نفط الشمال هو للعراقيين جميعا , مثلما هو نفط البصرة وميسان , والبيشمركه هم جزء من المنظومة العسكرية العراقية , وهي بأمرة القائد العام للقوات المسلحة , وموازنة الاقليم تحسب بظروفها , وليس ثابتة ومحددة , ولعن الله من منح القيادتين الكردية موازنة ال 17 بالمائة , وجعلها من الفرائض الخمس ..