23 ديسمبر، 2024 1:23 م

نعي المناضل الأستاذ محمد هادي الحبوبي

نعي المناضل الأستاذ محمد هادي الحبوبي

فقد العراق والأمة العربية رجلا من أغلى الرجال , وأشجع الرجال , وأكثر سياسيي العراق نزاهة وطهراً ونبلا , هو المناضل الأستاذ المحامي محمد هادي الحبوبي سليل الدوحة العلوية وابن النجف الأشرف والعراق والعروبة , أمضى حياته بكل أيامها مهموماً بشؤون وطنه ومعاناة شعبه وذلك منذ أن تفتح وعيه السياسي طالباً في كلية الحقوق بجامعة القاهرة , ثم مناضلا مطلوباً لأجهزة أمن النظام العراقي السابق التي شمل بطشها كل وطني غيور لم يتفق فكره ورؤيته السياسية مع شطحات فرعون ذلك الزمن , وبرغم تقلبه سنوات طوال في المنافي فإنه وقف بحزم ضد الغزو الأميركي للعراق ورفض مصافحة الأيدي العميلة التي رأت في ذلك الغزو منفذا للسطو على ثروات العراق والعبث بمصيره , وقد دعي مراراً وتكراراً لينال حصة من الفريسة وذلك بالمشاركة بما سمي بالعملية السياسية , فكان رده حاسما ومحرجاً لمن دعاه , إذ أبى تلويث اسم العائلة التي ينتمي إليها , واستهول الإساءة إلى الروضة المحمدية التي يتحدر منها , وعاب على النخبة السياسية في العراق تمسحها بآل بيت محمد لتغطية لصوصيتها واستهتارها بشعب العراق , فكان بحق سليل جده محمد وأبيه علي بن أبي طالب ونموذجاً لخلقهما العظيم وتعففهما عن الدنايا وتواضعهما الجمّ , وزهدهما بزخرف الدنيا , وكبرياءهما المنزّه عن التكبّر ؛ إن قصة نضال السيد محمد الحبوبي وسيرة حياته العطرة  قد يستغرق كتابتها صفحات بلا عدد , وحسبي هنا هذه الكلمات التي لا تفيه حقه ولا توازي قدره , ولكن يشفع لها أنها صادرة من قلب أدماه رحيل محمد