لم يعد الامر خافيا , كل الامور اصبحت واضحة وضوح الشمس ,ولم نعد نحتاج ,,, روحه للقاضي ,,, ولانحتاج الى تبويب وتقسيم وفهرسة للشخصيات السياسية في العراق , وما نحتاج نعطي لكل واحد ,,, طينته بخده ,,, بل علينا ان نطين الجميع …. وفق قاعدة بسيطة … وربما تصل عند البعض حد السذاجة ….. اذا ما ادبروها … خلي غيركم يفظها…
فالسياسين العراقيين غير قادرين على احتواء بعضهم ولا قادرين على حل مشاكل الشعب البسيطة او المعقدة , ويتعاملون بكيفيات عجيبة غريبة , تراهم ينتقدون من يخالف الدستور المختلف عليه , ويعودون هم لمخالفة الدستور… والانتقائية باتت امر مشاعا كل حسب هواه ومزاجه.. الاتهامات في ما بينهم بالعمالة للخارج لا تنتهي … وجميع ظنون الشعب بهم سيئة وبدرجة كبيرة بسب ولائهم للخارج …. ومن هل المال … حمل جمال ….
ومن خلال تلك اللاثقة المعقولة نستطيع ان نحدد انطباع اولي مفاده ..
· ان جميع الاحزاب والحركات السياسية بكل توجهاتها …تحمل طابعا ثأريا وطائفي وقومي , وتعتمد هذا الاثر برسم سياستها وتوجهاتها…بشكل مفضوح…. ولا يحتاج الى لبيب لفك طلاسمها..فهو ببساطة امر لايصعب على احد استبياته حتى من فقد البصر والبصيرة , وتلك الاحزاب والحركات والتجمعات تتربص بالمواطن وتتحرك عن اي زلة وان كانت غير مقصودة …. وهم غير مبالين بالاصلاح الشامل وكأن هذ الامر لايعنيهم او ليس من طبيعة عملهم …ما يعنيهم ويشفي غليلهم ويريح اعصابهم هو رفع مناسيب التوتر والخوف والموت لكل العراقين كل قدر تعلق الامر به …. فهم مبهورين بقدرتهم على صناعة الموت ومقدماته الرهيبة… ولهم القدرة الكبيرة على الاختفاء تحت مراسيم وبيات الرفض لاستباحة الدم والكرامة والرزق …وهم القائمين على هذا الامر ليلا ونهارا..
اثبت وبما لايقبل الشك ان الغالبية العظمى من تلك الطبقات السياسية لاتعرف ولا تحاول ان تتعلم كيفية ادارة الدولة … ولا يمتلكون رؤى واضحة ودقيقة لهذا المفهوم … وترك الامر على سياسة رد الفعل والسياسة التجريبية واشرك الناس وتجييش عواطفهم عند الفشل او حا ل توجيه اللوم والنقد اليهم … فلا تكتيك منقطع ولا ستراتيج دائم … ويبدو انهم رفعوا شعار …. خليها على الله …. ولانهم لايعرفون السياسة العامة للدولة ولا طبيعة عمل مؤسساتها العامة..فتراهم يتهافتون على تولي المناصب وسرقة المال العام بلا رحمة…ويبدو انهم مرتاحين جدا لان يبقى الوضع على ماهو عليه …ويدركون ان لااحد يستطيع ايقاف هذا التداعي مهما كان ثقله او وزنه السياسي او الروحي ….
يتوضح من يوم الى اخر … مدى ارتباط تلك القوى الساسية والاحزاب باجندات اجنبية سواءا كانت من دول الجوار او من الدول البعيدة … ويبدو ان هذا الامر يأخذ منحنيين …اولهما ارتباط رسمي لايخجلون منه البته..ومنه خفي لايعلن عنه ابدا…والمنحى الاخر ارتباط عاطفي وروحي … لايحتاج الى دليل او قرينة لتأكيده فكل يغني على ليلاه ضمن المقام او الطور الذي يراه مناسبا …لكنه بالتاكيد هو انحياز غريب ضد الوطن وطعن مباشر لكل القيم والاخلاف المتوارد عن هذ الامر … وبدأو يستمرؤن شعارات كان الشعب العراقي لم يسمعها … وان حصل وسمعها عرضيا يعتقد ان من قالها مجنون ومع ذلك يصاب بالغثيان … مثل شعار تقسيم الوطن…..اما النهب الواسع النطاق للمال العام … وتوقف الخدمات للمواطنين اصبحت وكانها امر واقع لابد من الرضوخ اليه …وقبوله وعدم الاعتراض عليه … تلك هي انطباعات بسيطة واولية عن حال السياسين وطبقاتهم في العراق… ومن يخوض في الاعماق بالتاكيد سيصدم من هول المفاجأة …. وربما سيكتب بالمانشيت العريض نعي الوطن …