منذ أن فتحنا أعيننا على الدنيا ونحن نسمع بأن من أهم طموحات المواطن والشاب العراقي هو أن يتعلم ويكمل دار أو معهد المعلمين ليصبح معلم !, أو يقبل في أحدى الكليات المرموقة ليصبح مدرس , أو مهندس , أو طبيب , أو يتخرج من الكلية العسكرية ليصبح ضابط في الجيش الوطني أو سلك الشرطة لخدمة وحماية الوطن والشعب أولاً , ومن ثم يطمح أن يكون له راتب ودخل مرموق يستطيع من خلاله شراء قطعة أرض في أحسن الأحوال تكون بمساحة 500 م مربع ؟, وفي أسوئها لا تتجاوز الـ 200 م مربع ؟ كي يبني له ولعش الزوجية وطن صغير داخل هذا الوطن الكبير المترامي الأطراف , الذي يسكن 70% من مواطنيه في بيوت للإيجار وفي كهوف وعشوائيات لا تصلح حتى للحيوانات غير الأليفة .. !!!,
هذه هي .. أي أمنيات وأحلام المواطن كانت إبان الطفرة الاقتصادية الانفجارية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ؟, أما بعد الدفرة الاحتلالية فأصبح المواطن يقبل حتى بـ 50 م مربع يبني له ولعائلته بشق الأنفس شقة متواضعة ويبني فوقها مشتمل كي يقوم بإيجاره لتأمين دخل ثابت يعينه على النهوض بتحمل أعباء وتكاليف الحياة المريرة في العراق الجديد الذي أهدر فاسدوه ( سياسيوه ) أكثر من 1500 مليار دولار نقداً وعداً .. ما عدى سرقة أراضي ومباني وحتى مدارس وجامعات وممتلكات وعقارات الدولة العراقية , بالإضافة لعقارات وأملاك الموطنين العاديين وموظفي ومدراء ووزراء الحكومة السابقة , والذين أكثرهم أما .. اعدموا أو قتلوا أو غيبوا أو هربوا أو هجروا أو نزحوا أو دفنوا وهم أحياء في دولة الإمام الغائب ودولة العدل الإلهية الشيعستانية !؟, تلك الدولة التي باتت الحياة فيها جحيم لا يطاق بسبب الفساد والإفساد والقتل والسلب والنهب والسطو المسلح في وضح النهار , وحدث ولا حرج عن غلاء المعيشة وسوء إدارة جميع مرافق ودوائر ووزارات ومدارس وجامعات ومستشفيات الدولة العراقية الجديدة !, وبسبب الفساد المستشري في جميع مفاصل ليس الحكومة والبرلمان والقضاء .. بل حتى في مفاصل التركيبة الاجتماعية العراقية , والذي طال جميع مكونات الشعب العراقي من زاخو وحتى المطلاع .
حقيقة الأمر استوقفني سؤال وإستفسار من أحد المواطنين العراقيين عندما تسائل …
(( اذا كان موظف بسيط في الدولة العراقية الديمقراطية الفتية لا يستطيع بمرتبه الذي يرتفع بازدياد سنوات الخدمة، أن يشتري بيتا في العاصمة بغداد ؟, وأنا أضيف من عندي لا بل حتى في أبعد قرية من القرى النائية العراقية , ولو بعد 25 عاما من الخدمة. فكيف استطاع هذا السيبندي .. هم من عندي !,”أمين” العاصمة السابق نعيم عبعوب بعد خدمة وظيفية لا تتجاوز الـ 7 سنوات , ومنصب أمين عاصمة لأقل من 4 سنوات !؟
أن يشتري الأملاك التالية :
1- قصر عملاق في منطقة العرصات وسط بغداد.
2- فيلا مطلة على البحر بمدينة ( جنارجيك ) في محافظة ( يلوا ) في تركيا.
3- شقتان فخمتان في العاصمة اللبنانية بيروت سعر الواحدة مليون ونصف المليون دولار.
4- اكثر من 23 سيارة بموديلات حديثة.
5- اكثر من 300 قطعة ارض في محافظة بغداد وحدها ( كلها كانت مسجلة كمتنزهات في عهد النظام السابق قام عبعوب بنقل ملكيتها الى شخصه )
هذا عدا ما لم نعرفه من أرصدة في البنوك وما تم تسجيله باسم زوجته وافراد عائلته من عقارات وأموال وقطع اراض !؟؟؟)).
ونحن أيضاً لا نتسائل فقط ؟, بل نؤكد بما لا يقيل اللبس بأننا إذا جمعنا هؤلاء الذي جاؤوا بعد الاحتلال من رئيس الجمهورية الأول الشيخ المهيب الركن غازي عجيل الياور مروراً بشارون طالباني ووصولاً لفخامة المعصوم الحالي … وجميع رؤوساء العصابات ( الوزراء ) وإلى أصغر موظف فاسد مرتشي ومزور شهادة في دولة كل واحد بكيفه … وقسمّنا عليهم هذا المبلغ .. أي الــ 1500 مليار دولار , نجد أن العراق وشعبه ما زالوا مطلوبين فلوس , ويحتاجون على أقل تقدير 14 عام قادم كي يوفوا لهؤلاء الجماعة ثمن التحرير والتغيير ورد الجميل والفضل الكبير لهم ولأسيادهم على إزاحة النظام السابق !؟, الذي أصبح شماعة هؤلاء اللصوص والقتلة وديدنهم وجوابهم الجاهز عندما يلومهم أو ينتقدهم أحد … موزين خلصناكم من صدام ومن حزب البعث …!؟؟؟وكل عام ودولة أتباع آل البيت باقية وتتمدد وبالرفاه والبنين والمتعة والحنين …!