22 ديسمبر، 2024 3:43 م

نعيم عبد مهلهل قلب يسع العراق ..

نعيم عبد مهلهل قلب يسع العراق ..

كلما .. أتأمل كتابات وموضوعات الكاتب الكبير نعيم عبد مهلهل ، تملآني الغبطة ويداخلني شعور بالفرح غير معتاد عليه .. من قابليته على التقاط الموقف وتوظيف المفردة بشكل عجيب .. سالت مرة .. ما نوع هذة الكتابة التي نهجها نعيم .. فجاءت الاجابات متنوعة ، قسم كبير منها لا يقنعني بل لا يعجبني .. وفي الاونة الاخيرة تصدى لان يكتب حول ابناء العراق ممن عرفهم او لم يعرفهم الا من خلال آثارهم ، وبدأ بابناء الناصرية .. وكان منصفا جميلا كعادته .. وهو على وشك ان يصدر عدة اجزاء من هذا السفر . حيث صدر له الجزء الاول من دار ميزوبوتاميا هذا العام 2017 ..وكان باكثر من ثلثمائة صفحة .. ذكر اخوة واهل واصدقاء له من الناصرية . وان ما يقدمه نعيم يعكس عظيم حبه لوطنه وابناء مدينته التي حقا تفخر به وتفتخر، ومدى سعة ثقافته التي تُفصح عن مدى موهبته وقدرته على ممارسة فعل الكتابة. كما إنها تدلل على مغزى الرسالة وما يهدف إليها الكاتب وحجم إحساسه وحرفية امتهانه لفعل الكتابة. رغم انها لعمرك عملية معقدة تحتاج لمواصفات خاصة لاتقتصر على الموهبة وتطويع مفردات اللغة ،وأنما على الاكتساب المعرفي المتواصل الذي يصقل الموهبة في عرض الأفكار والآراء بأسلوب لغوي واضح وسلس ليسهل على القارئ اقتناص الفكرة بعيداً عن متاهات السرد التاريخي ( الحكواتي ) الذي يصيبه بالممل والضجر من متابعة القراءة. لذلك وبذلك وجدت اجابة لاسألتي . وكما هو معروف بانك ان تكـون كـاتـبـاً ناجحـاً ليـس شـيء مستحيـل ولاحتـى صعـب , بـل عليك ان تسلك الطريق الـذي يُسمـى السهـل المُمتنـع , وهذا ما يفعله بدون تكلف او انه يجعل القاري يمل هوينفر منه . ونعيم كان راقيا فـي ايصـال افكـاره المفيـده وايصـال كلمـة الحـق بشكـل جميـل للجميـع, ولم يكن منحـازاً وكان يستخـدم مهـارتـه فـي الكتـابـه فـي امـور جميلـه محببة . وعندما يعرض سيرتك كأنه يعيش معك أو تعيش معه ، إنه ذلك النعيم الذي ينجح في جعل تعبيرات وجهك تتغير مع تغير الصفحات فمرة ابتسامة ، ومرة مسحة حزن ، ومرة علامة اهتمام وتأثر .. وكان يبتعد عن التكلف ، يتناول موضوعاته بطريقة مبتكرة هي أقرب إلى البساطة والواقع بحيث تتوصل من خلال كلماته إلى انه يحبك وانت تبادله المودة بشكل حميمي
وعادة ما يبعد عن اصدقائه الذين يتناولهم في الكتابة .. الاحباط بل يشحنهم بالتفاؤل الذي يبعث روح والأمل في المستقبل ويحفزهم ، فلا يكاد القارئ ينتهي من موضوعه الابشحنة من الهمة العالية والرغبة في العمل الجاد .. بلى تشعر مع نعيم من خلال كلماته بأن كل جملة تحتاج إلى تأمل ، وتحمل بين طياتها معانٍ كثيرة ، إنه الأسلوب الأخاذ ، السلاسة والبساطة ، ملامسة الواقع ، الحديث الإيجابي ، التجديد في طريقة الطرح والمعالجة ، إنه الاختصار غير المخل ، والاختيار الموفق ، إنه الإخلاص قبل هذا وذاك ، حتى إذا فرغت من سرد حكايته حولك شعرت بإحساس جديد ربما أعطاك دفعة من التفاؤل والإيجابية .. او جعلك تراجع حساباتك مع نفسك . . وقد أراح خاطرك من أمور حيرتك .. واسبغ عليك مفهوما ًجديداً للحياة .. نعم انه ابو نور المقتدر في كتاباته الواسع الثراء اللغوي لا تعانده المفردة .. المحبوب في مدينته ..الغريب عنها نتمنى له العود الحميد .. والحمد لله رب العالمين