23 ديسمبر، 2024 7:14 ص

نعم…نعم…للإصلاح، لكن بشرطها وشروطها…

نعم…نعم…للإصلاح، لكن بشرطها وشروطها…

دخلت مفردة الإصلاح إلى أروقة الساسة في عراق ما بعد الاحتلال، وأصبحت الأكثر شيوعا في خطاب وحديث ولغة السياسيين، والسلعة الأكثر استهلاكا في سوقهم وتجارتهم، فأصبح الشارع العراقي أمام بحر متلاطم من البيانات والخطابات والمواقف التي تحمل بين موجاته مفردة الإصلاح والتي سرعان ما تنكسر أمام النزعة النفعية التي تتحكم في صناعة قرارات ومواقف الساسة ومن يقف ورائهم، وهذا ما يدفع العاقل إلى نفض يديه من جدوى تلك الخطابات والشعارات والبيانات…إن دخول مفردة الإصلاح وبقوة في صالة السيرك السياسي وتلجلجها على ألسنة الساسة وزعمائهم لم يأتِ عن رغبة حقيقية منهم في الإصلاح، ولم ينطلق من إيمان وعقيدة راسخة، وإنما ينبثق من رؤية انتهازية وركوب لموجة الإصلاح وتخدير وتغرير وتبادل ادوار، بعد أن أيقن الساسة وكتلهم ومن يقف ورائهم من الأقطاب والمحاور اللاعبة في الساحة العراقية بخطورة الموقف وذهاب مصالحهم وتبدد مخططاتهم فيما لو استمرت تظاهرات الشعب التي انطلقت منذ سنة، فكان ركوب موجة الإصلاح من قبل الانتهازيين بمثابة حشر مع الناس عيد…وهكذا صار الجميع يتحدث اليوم عن الإصلاح، حتى مَنْ كان عدوا للإصلاح والمصلحين، ومؤسسا وداعما وحاضنا ومدافعا للفساد والمفسدين ، حتى مَنْ كان يرى الحديث عن الإصلاح هو من وحي البعثية والصدامية والقاعدة والداعشية وغيرها من التهم الحاضرة والجاهزة التي لصقت وتلصق بمن انتقد وحذر ورفض الفساد وحكومات الفساد وقدم التضحيات من اجل ذلك..عندما يتحول الإصلاح إلى شعار يرفعه الانتهازيون والمتقمصون لمواقف المصلحين فاعلم إن الإصلاح الحقيقي يذبح بسكين الإصلاح الانتهازي التغريري، لأن الإصلاح الواقعي يحتاج إلى رجال ومقدمات وظروف ومسببات أهمها إزالة الفساد والمفسدين، نعم نحن مع التغيير والإصلاح الجذري الكلي الذي يؤسس لحكومة مدنية عادلة خالية من كل المتسلطين السابقين، وينعم فيها جميع العراقيين…، ومع الإصلاح الجذري الذي يفتح الباب على مصراعيه للكفاءات الوطنية الصادقة لممارسة دورها بحرية لبناء وطنها وخدمة شعبها، نحن مع التغيير والإصلاح الجذري الكلي الذي يعالج مشكلة النازحين والمهجرين، ومع الإصلاح الجذري الذي يبني منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء ..نحن مع التغيير والإصلاح الجذري الكلي الذي يقطع دابر المليشيات وقوى التكفير ومن يدعمها، ويقطع دابر التدخلات الخارجية الشرقية والغربية، ومع الإصلاح الذي يعمل على إخراج إيران من اللعبة العراقية باعتبارها المحتل الأخطر الأشرس، وهذا هو ما تضمنه “مشروع خلاص” وما دعا إليه مرارً وتكرارً المرجع العراقي الصرخي في مواقفه وخطاباته وبياناته ومنها قوله في سياق جواب له على استفتاء رفع اليه تحت عنوان “اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار ” حيث كان مما جاء فيه ما نصه : ((ـ طالما نادينا بالإصلاح وكتبنا الكثير عن الإصلاح وسنبقى نؤيد وندعم كلّ إصلاح، نعم نعم نعم…للإصلاح ، نريد نريد نريد…الإصلاح ـ ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة…)).نعم، نحن مع التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص…