لم تعد حكومات ما بعد الاحتلال بقادرة على فهم توجهات المواطن الناتجة عن أوجاعه او النابعة من حاجاته ، ولم تك تلك الحكومات تفهم انها تسببت في تشكيل الفقر بحهلها باهمية العامل الاقتصادي في بناء الدول او انها لم تكن تفهم الاقتصاد ، بل ظلت على الدوام حكومات الترف السياسي ، متجاهلة كما يقول ماركس ، ان الفقر لا يصنع الثورة بل الوعي بالفقر نفسه ، ، واليوم أجيال التسعينات يدفعها الوعي بالفقر إلى التمرد والثورة ، وهذا حقها المشروع لقاء المليارات المهدورة لإدامة وجود احزاب السلطة ، او الصرف اللامعقول على تحصينات حفظ أركان النظام واستيراد الات القمع للحفاظ على العهد القديم وقد تناسى حكام بغداد ان الأنظمة القمعية السابقة مارست ذات الدور وذات الأساليب ، ولكنها انهارت أمام ارادة الشعب العراقي ، واليوم تخلق التخصيصات لاستيراد الغاز المسيل للدموع ولا تحاول إيجاد التخصيصات لاستيراد الأدوية وخاصة أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة .
ان التمادي البليد بمعاكسة الشعب ، ومغازلة الأجنبي ، على حساب كرامته ومتطلبات جياته انما هو عامل خلق المبررات لاستمرار التظاهر واستمرار الاعتصام ، وكان حري بالكتل ان تفكر مليا بالشباب العاطل عن العمل والفقر الذي بلغت نسبه الحد الذي فاق المعقول ، وان تعالج أمراض الناس بإقامة المستشفيات ، لا ان تفكر باستيراد الغازات المسيلة للدموع ، لان دموع العراقيين كانت مدرارة بسبب ظلمكم يا احزاب الخراب ، واسالكم ، هل يوجد دار لاتذرف فيه الدموع جراء افعالكم ، سيترككم التاريخ وجها لوجه امام الشباب وعندها لا ينفع غازكم المسيل للدموع ، لانكم انتم من ستسيل منه دموع الندم ….