23 ديسمبر، 2024 12:24 ص

نعم لابد من موقف دولي حازم تجاه التدخلات الايرانية في العراق

نعم لابد من موقف دولي حازم تجاه التدخلات الايرانية في العراق

لم يعد بالامکان التستر على قضية التدخلات السافرة والمرفوضة للنظام الايراني في الشٶون الداخلية العراقية قابلا للقبول بعد أن تجاوزت المسألة کل الحدود وصارت قضية معروفة للقاصي قبل الداني خصوصا بعد أن أکد التقرير الاخير لبعثة الامم المتحدة في العراق على حساسية وخطورة الاوضاع فيما لو إستمر عبث النظام الايراني وواصل تدخلاته في هذا البلد خصوصا بعد أن بات جليا بأن التدخلات الايرانية هي الاخطر عليه وإن تأثيراتها السلبية تتجاوز کل الحدود والمقاييس.
هذا التقرير الذي دعا الى اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق العدالة، ويوصي بإجراءات حماية للمتظاهرين، وحث على إنصاف الضحايا، حيث طالبت جنين بلاسخارت، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يوم الأربعاء الماضي في كلمة لها بمجلس الأمن، بوقف سفك دماء المحتجين، وبوضع حد لعمليات اغتيال النشطاء والمتظاهرين. وقالت إن”الأمم المتحدة تعلم أن العراق يمر بمرحلة انتقالية، لذا يجب توفير الكثير من الأموال لإنجاح مهمة البعثة” مضيفة بأن”الأمم المتحدة لن تسمح بقتل الناس لأي سبب”، ودعت إلى “العمل بجد لتحقيق مطالب المتظاهرين”، مشددة ومستطردة وکأنها توضح بأن کل ماقد قالته آنفا يتعلق بالدور المريب للنظام الايراني في العراق عندما شددت على ضرورة أن”يزيد المجتمع الدولي ضغوطه على إيران وعدم السماح لها بالاستمرار في أدائها الحالي”، وهذا الکلام يبدو واضحا أشد الوضوح عن الدور السلبي للتدخلات المشبوهة للنظام الايراني في العراق والذي تشير له الامم المتحدة لأول مرة وهو تطور ملفت للنظر لايجب أبدا عزله عن سلسلة تطورات ذات علاقة بالملف الايراني من أهمها وأخطرها إن هناك إتجاه دولي واضح المعالم من أجل تدويل قضيتين حساستين في الملف الايراني وهما قضية مجزرة صيف عام 1988، وکذلك قضية إغتيال المعارض الايراني البارز الدکتور کاظم رجوي في سويسرا وإعلان أسماء قتلته ال13، وتبدو في الافاق إن هناك أمورا على الصعيد الايراني يمکن أن نأخذها على أکثر من محمل.
الموقف الذي أعربت عنه بلاسخارت، ليس بموقف غريب وشاذ بل إنه موقف کان يجب إعلانه قبل هذا الموعد بأعوام خصوصا بعد أن تجاوزت التدخلات المشبوهة للنظام الايراني کل الحدود المألوفة وبشکل خاص خلال الاعوام الثمانية من الولايتين الکارثيتين لنوري المالکي واللتين دفعتا الاوضاع في العراق الى مفترق بالغ الخطورة بعد أن منحت الاولوية الکاملة للدور والنفوذ الايراني في العراق وصار السفير الايراني في العراق وکأنه المندوب السامي البريطاني أيام الانتداب البريطاني للعراق، وهذا مايعيد الى الاذهان تصريحا ملفتا للنظر لزعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، عندما أکدت في عام 2004، بأن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمئات المرات”، وإن إلقاء نظرة على الفترة المحصورة بين عام 2003 و2020، يٶکد بأن ماقد قالته السيدة رجوي هو عين الصواب والحقيقة ولذلك فإن هناك أکثر من ضرورة لموقف دولي حازم تجاه تدخلات النظام الايراني في العراق لأنه من الصعب جدا على الحکومة العراقية المخترقة أساسا من قبل وجوه تابعة للنظام الايراني أن تفعل شيئا حيال ذلك.