23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

نعم .. قالها هيكل !؟

نعم .. قالها هيكل !؟

هزت الأوساط الإعلامية أمس الاول ما قاله  الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل لصحيفة الاهرام عن (الربيع العربي) ووصفه ” بانه ليس ربيعا” بل “تقسيم للعالم العربي” و “إعادة السيطرة على ثرواته ” متهما  دولة قطر بتمويل المخطط…؟
على اثر تلك التصريحات سارعت قناة الجزيرة بإيقاف التعامل مع الكاتب الكبير هيكل معتبرا تلك التصريحات بأنها تطاول على (كَطر)..
ولو راجعنا تصريح هيكل لوجدناه مطابق تماما للواقع فما يحدث ليس ربيعا على الاطلاقا وإنما(أمراً دُبر بليل).
فلقد قلنا مرارا وتكررا ان مراكز صناع القرار في الغرب عموما وجدوا ضالتهم في نقمة الشعوب العربية على سياسات حكمهم الذين أسرفوا في (توريث) الحكم ونهبوا خيرا البلاد على مر السنين الماضية وبالتالي فان سيناريو(الربيع) كان جاهزا تماما للإطاحة بالدكتاتوريات القديمة(القذافي وبن علي ومبارك ) وربما القائمة تطول وتطول…
وهذا ليس غريبا ان تتخلى الدول الكبرى عن عملائهم من حكام  العرب ولكن الاغرب من ذلك ان تجد ذات الدول الاستعمارية عملاء جدد ولكن بنكهة إسلامية وبالتالي فان ستضرب عصفورين بحجر واحد…
العصفور الاول هو جعل خيار الاسلاميين لجى الناخبيين الاول وبالتالي فانها ستنجح بنقل المواجهة من اراضيها الى الاراضي العربية وتجعل النخب الاسلامية على المحك وبالتالي فان فرص فشلهم تزداد بزيادة سعي الاسلاميين الى السيطرة على البلاد ونهب ما (لــذ وطاب) من خيرات بلدانهم.. وربما سيكون العصفور الثاني اكبر اذما علمان بان الدول الغربية تسعى الى سيناريوهات تقسيم الوطن العربي الى دويلات طائفية من لون واحد وبالتالي فانها ستتحقق امور اكبر خصوصا اذما عرفنا ان الإسلاميين غالبا ما يكونو (متعنصرين) او( متخندقين )في أطار مذاهبهم بعيدا عن الأولويات الوطنية..! أوليس الوطن وعاء العقيدة مثلما يقال..
ان مخطط تقسيم البلدان العربية بدء يقترب من التفيذ تماما من خلال المؤشرات الاولية التي تؤكد ان آلاون قد حان بالنسبة لكثير من الدول وبالتالي فلا مفر من تلك السيناريوهات المظلمة التي ستجعل الاراضي العربية مشتعلة وقد تؤدي الى حروب داخلية بين البلدان بسبب الانتماءات المذهبية او في حالة الصراع على الثروات داخل البلد الواحد.
على الشعوب العربية ان تدرك بان الخلاص من الدكتاتوريات أمر مطلوب ولكن الأفضل من ذلك ان تبقى الدول موحدة لكي تحافظ على كياناتها وقواها ، فالتناحر الطائفي او القومي لا يخدم تماما  أبناء البلد الواحد  عموما والأمة الإسلامية على وجه الخصوص.