17 نوفمبر، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

نعم البند السابع قتل صديقي !!

نعم البند السابع قتل صديقي !!

استعان بي لانقله في سيارتي الخاصة الى مستشفى الاشعاع الذري في شارع المغرب في بغداد واخبرني ان هذا اليوم سيأخذ الجرعة ماقبل الاخيرة من العلاج كما ورد على لسان احد الاطباء المتخصصين ممن يتابعونه حالته المادية شبه معدمة ويعمل كعامل بناء ( يوم اكو شغل وعشر ايام ماكو ) اصيب بمرض بعد تشخيص عدد من الاطباء اتضح ان صديقي مصاب بمرض السرطان وكما هو معروف العلاج يكون بواسطة جرعات من الاشعة الكيمياوية في المستشفى المذكور
عدد الجرعات التي يتناولها صديقي المريض 21 جرعة على مدى ثلاثة اشهر انتهت الثلاثة اشهر وانتهت الجرعات واخبروا صديقي ان عليه ان ينتظر لينال الجرعة الاخيرة والتي تعتبر آخر جرعة تعطى للمريض وبعدها سوف يتم القضاء كليا على المرض وبينما كان ينتظر ان يخبره الطبيب موعد الجرعة الاخيرة تفاجئ صديقي بكتاب صادر من المستشفى الى وزارة الصحة وحينما سئلنا الطبيب المختص عن جدوى هذا الكتاب اوضح لنا ان الجرعة الاخيرة يجب ان تعطى للمريض خارج العراق وفي تركيا تحديدا لان هذه الجرعة تعطى للمريض عن طريق جهاز لا اتذكر اسم هذا الجهاز ولكن الطبيب لفظه باللغة الانكليزية وكان مصطلحا طويلا لذلك لم احفظه ، انتابني الفضول بهذا الخصوص فتحدثت للطبيب وعرفته بنفسي فتعاطف معي وانطلق يتحدث تفاصيلا حيث قال ان المريض الواحد يكلف الحكومة العراقية 3400 دولار كنفقات سفر واقامة في تركيا بينما هذه الجرعة تعطى للمريض الاجنبي اي ممن لايحمل الجنسية التركية ب 1200 دولار داخل تركيا ، كان الفضول يدفعني اكثر لاسئل الطبيب ( يعني اشكد سعر هذا الجهاز ؟ معقولة حكومة ودولة مثل العراق متكدر تستورد مثل هذا الجهاز ؟ شنو هذا جهاز لو طنطل ؟ ) اجابني الطبيب لا هو جهاز ليس كما تتوقع هناك اجهزة موجودة لدينا كصحة اغلى بكثير من هذا الجهاز ، ( عجيب لعد شنو السبب ميستورده المالكي ؟ ) اجاب الطبيب ان هذا الجهاز متعدد الاستخدامات حيث يستخدم لمثل هذه الحالة التي يشهدها صديقك المريض كما ويستخدم في مجالات الطاقة النووية ووووو و انطلق الطبيب يشرح التفاصيل وكيف ان في هذا الجهاز اجزاء ممكن ان تكون كذا وكذا فضلا عن انه يمكن ان ينتج عنه كذا وكذا الا ان وصل الطبيب ليأخذ نفسا طويلا ليقول وبموجب البند السابع الاجباري الذي بموجبه لا يسمح للعراق باستيراد مثل هذا الجهاز ويمنع ادخاله الى العراق اصلا ….. عموما كان على صديقي المريض ان يأخذ الكتاب الى الوزارة لاستكمال الاجراءات وفي اليوم التالي ذهب صديقي المريض الى الوزارة كتابنا وكتابكم وصادر ووارد ابلغوه بان سفره سيكون بعد 3 اشهر علما ان جميع التكاليف على نفقة وزارة الصحة العراقية ومضى شهرين و3 ايام من الموعد المقرر الى ان فتك المرض بصديقي وتوفاه الله .. هذه حادثة شهدتها بنفسي
وربما يمر على هذه الصفحة طبيب او اي شخص من ذوي الاختصاص ليتحدث لنا عن هذا الجهاز وما هو اسمه وكم يبلغ سعره .. لست بصدد التملق او التمجيد باي شخص كان سواء رئيس وزراء ام وزير خارجية ام غيرهم لانني اعتقد ان هؤلاء لا يتعدوا ان يكون واحدهم موظف ولكن علينا ان نثني على كل من بذل جهدا لاجل ان يخرج العراق من هذا البند اللعين الذي فرض على العراق والعراقيين بسبب غباء وجهل وعنجهية المقبور الهدام وزبانيته مما جعل العراق والعراقيين يدفعون ثمن تلك التصرفات على مدى سنين طوال فمبارك للفقراء من العراقيين خروج العراق من البند السابع .

أحدث المقالات