23 ديسمبر، 2024 12:40 م

نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!

نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!

العُراق يُقارع الأزمان والخطوب , فهو وجودٌ مُقارع , وصوتٌ مُصارع , وفعلُ أمرٍ ومُضارع , ومرفوع عين لا مَكسورها , وبالأمجاد بارع.

العُراق لن يتخلى عن حرف من حروفه , أو نقطة من نقاطه , ولن يتنازل عن ذرة من جباله وسهوله ووديانه وصحرائه.

العُراق نبض الكينونة في قلب الأرض المتصل بأسباب الوجود الكوني والحياة المطلقة , برحاب الإمتدادات الكائنة في فضاءات اللامنتهي والأبد.

العُراق نقطة أزل , ولحظة صيرورة , ومهماز إبتداء لحياة أريد لها أن تدوم , برغم الأسباب التي تحاول أن تدمرها , وتمنعها من الخطو إلى أبعد من حدود الزمان.

العُراق رحم الولادات الإنسانية , ومهبط الأفكار السماوية , وأنوار حضارية إنتشرت في المعمورة وشيدت رموزها الإبداعية المتنوعة.

العُراق جوهرة الأرض وقلبها وعزيز تربتها , وصميم أصلها وقوتها ومفتاح خزائنها , ومِقود سفينتها في بحار الكون الهائجة.

العُراق تحققت فيه أولى خطوات البشرية وأول علاقة حب إنسانية.

العُراق الذي أصغى لصرخة أول طفل أنجبته حواء , واحتضنه ورعاه وشحنه بالطاقات اللازمة للنماء والبقاء.

العُراق جذبَ سفينة الحياة في زمن الطوفان وأمسك بها , ووفر لمن فيها منطلقات الإبتداء الجديد على أرض دافئة حنونة معطاء.

العُراق ترعرع على تربته أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام , وحمل راية ربه إلى البشرية وأعطاها لأبنائه من بعده.

العُراق تخاطب السماءُ الأرضَ بلسانه , وتبارك فيه الفعل الصحيح , وتعاقب على الفعل القبيح.

العُراق أبو الحياة والحضارات , وحاضن الصيرورات والإبتداءات الإبداعية.

العُراق يحمل راية العدل والحرية والرجاء , والنقاء والمحبة والألفة والصفاء , وفيه بذور أنوار السماء.

العُراق رأس الأرض وعنقها وقلبها , ومصدر قوتها وقدرتها على الدوران.

العُراق أول الأوطان , ومنبع الجنان , ومبعث الحب والأشجان , ورائد البناء والعمران.

العُراق أوجد سومر وأكد وآشور وبابل وحضارات عريقات قبلها , وإستقطب طاقات الفعل البشري الخلاقة لصياغات تأريخية , ذات آثار عظيمة تفخر بها الأرض وتباهي معالم السماء.

العُراق مبعث الفتوحات الإسلامية , وموطن بهاءات الحضارة العربية , وعلى ثراه ترعرع المجد الإسلامي , وتعاظم الوجود الفكري والعطاء الإبداعي الأصيل , الذي أغنى البشرية وأخرجها من الظلمات إلى النور.

العُراق تتكلم كل ذرة من ترابه عن دورها في الحياة , وتجلياتها وتفاعلاتها مع الأحياء , التي مرت على هذه البقعة الكريمة المباركة , الغنية بالخير والفضل والأمل والحب والرجاء.

العُراق يحكي فيه كل شارع وبيت وحارة عن تأريخ مشرق وضوء فكري ساطع , أنار دروب البشرية وفتح لها مغاليق أبواب المعرفة والإدراك والوعي السامي الصحيح.

العُراق يحتضن في تربته أئمة الدين والدنيا , ورايات المجد والحرية والعز والبركة والإيمان ,

وطن القباب الذهبية والمنائر التأريخية الواقفة بجلال تباهي النخيل , وتدعو البشر للإرتقاء بروحه ووعيه إلى حيث السماء الرائعة وصوت الله الخلاق العظيم.

العُراق بلد النخيل والمياه والسهول والجبال , والحب والحنان والرأفة والرحمة والأمل والسناء.

العُراق درة الأرض وبسمتها وصوتها المتناغم مع صوت السماء.

العُراق وطن تنساب فيه الحكايات والألوان مصهورة في بودقة الرافدين , وشعبه سبيكة إجتماعية لا تذوب ولا تنفصل عناصرها عن بعضها , لأن جينات إنسانها متمازجة بعزيمة تأريخية مطلقة ومتماسكة بشدة , لتصنع وجودا شعبيا فولاذيا وقوة تدحر صولات القوى والقدرات العدوانية.

العُراق وطن البهجة والإمعان , وسراج الأزمان , وحلة الدنيا والأكوان.

العُراق العُراق!!

فهل تعرفون قيمة العُراق , ودور العُراق , وروح العُراق , وقلب العُراق؟!!

العُراق وطن الأوطان , وحُلة الأزمان, يبقى العُراق وتتهدم الجدران , ويتهاوى من عليائه البهتان!!

هكذا التأريخ يحكي , فالعُراق للعًراق , وكلّ غيمة تلقي بحملها وترحل ويبقى العُراق!!

فاستفيقوا من أهاويل الإفتراق!!

نعم إنه العُراق , فارفعوا عين العراق!!!