9 أبريل، 2024 11:19 ص
Search
Close this search box.

نعمة السماء لم نستثمرها بعد فغرقت البلاد والعباد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثير من النعم التي انعم الله تعالى علينا بات الاسراف فيها على قدم و ساق و لم نتمكن من التعامل معها لجعلها اكثر ديمومة وفائدة لا سيما نعمة المطر التي تحيا الارض به ولولاه لساخت الارض وجدبت وهلك البلاد والعباد . ان المطر ايامه موسمية ومعروفة في بلادنا ولم نستطيع استثماره لايام الصيف القائضة في حين توجد بلدان دائمة المطر وفي كل فصول السنة  فتمكنت من السيطرة عليه باستخدامه ليس للشرب وسقي المزروعات فحسب وانما في مجالات  توفير الطاقة الكهربائية ، لذا بان الخلل واضحاً من خلال عدم وجود خطط عملية للاستفادة من المطر . مررنا في فترات جدب خلال العقدين الماضيين ولم نعد الخطط للاستفادة من المطر الذي يسقط  اليوم بكميات تتجاوز الـ   ( 35 ) ملم لتصل الى (65 ) ملم مما سببت غرق معظم مدن العراق لا سيما العاصمة بغداد والتي اضحت بيوتها عائمة وبحيرات مائية تحيط بها من كل مكان . كان العام الماضي حافلاً بهذه المشاهد وسقوط العديد من الدور على اهلها واستنفرت كافة اجهزة الدولة لتدارك هذه النعمة التي اصبحت كارثة وعادت الكُرة نفسها اليوم وبات اهل بغداد محاصرون والماء داخل بيوتهم ، والمؤسف حقاً ان مراصد الانواء الجوية قد اكدت  ان هذه السنة ستكون مثل سابقتها في تساقط كميات الامطار . السؤال المطروح ماذا عملت الدوائر البلدية طيلة سنة كاملة وهل ان المواطن البغدادي سيقتنع بتصريحات امانة بغداد ان كميات الامطار خارج امكانياتها وقدراتها وطاقاتها ؟ ، أليست الارصاد الجوية قد انبئتكم عن كمية الامطار التي ستسقط والمسؤولون يرددون ( وضعنا الخطط ولن تغرق العاصمة مثل العام الماضي ) ، وها  قد غِرقت بغداد من جديد فأين خدمات الطوارىء التي تم اعدادها  لسحب المياه . اعتقد ان الموضوع ليس تساقط امطار بهذه الكمية وانما تهالك البنى التحية وعدم وجود مشاريع كبيرة تتناسب مع حجم السكان المتزايد فضلاً عن عدم تبليط معظم محلات بغداد وجرف الاتربة والاطيان  مما يتسبب انسداد خطوط الناقلة للمياه وبالتالي ستبقى المشكلة قائمة . في حين نجد  كل كتلة او تيار تفتخر بمسؤوليها عند تبوأهم مراكز السلطة والقرار في العاصمة وعند اول زخات مطر يظهر عجزهم في تقديم خدماتهم للمواطنين وانقاذهم من نعمة اصبحت نقمة تضر بهم . في المقابل نجد مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ ان شوارع بغداد قد فُرغت من المركبات بشكل قسري وتخلصت السيطرات من عبىء الازدحام اليومي،  وفي نية مجلس بغداد  وامانة العاصمة الموقرة توزيع زوارق صغيرة لتنقل المواطنين بدلاً من توزيع حاويات النفايات في الازقة والشوارع  والبيوت .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب