كانت طروحات شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، في تأسيس الدولة العادلة، لبنة ومساهمة مهمة، من خلال توضيحها وتثبيتها لدور الأمة، في اختيار الولي الفقيه، من خلال التدقيق عن وجود المواصفات، التي وضعها الشارع المقدس، كشروط أساسية فيه، وتقديم المشاورة الصالحة للحاكم الإسلامي..
كان شهيد المحراب (قدس) مفكرا، وقائدا دينيا سياسيا واجتماعيا، يحمل رؤى وافكار عصرية، فيطرح نظريته ويسعى لتطبيقها، ويعمل بشكل عملي لتطبيق افكاره على ارض الواقع، وكان متأثرا بشكل مباشر، بالسيرة النبوية والإمامة..
لقد استطاع شهيد المحراب، ان يحقق ويأسس للدولة العادلة، من خلال نشاطه الديني والسياسي والجهادي، وكان يؤمن بالديمقراطية ويؤكد على الانتخابات، واهمية ان تكون حره نزيهة، تمثل كل اطياف الشعب، وهو من اوائل من دعا الى الاصلاح والتجديد، والانفتاح حتى على من يختلف معهم..
لقد انتج جهاده ثمارا عظيمة، فمنحنا تيارا يستحق أن نفتخر به، وترك لنا منهجه ورؤيته، التي منحتنا جسرا للعبور على كثير من المنحدرات، والأزمات التي يمر بها الوطن ويواجها المجتمع، ومنحنا فكرا يشكل جسراً تلتقي عنده كل أطياف الشعب العراقي.
إننا يا أبا صادق على دربك سائرون، وعلى العهد باقون، ولرايتك رافعون، وبمنهجك ملتزمون، وعلى سبيلك وسبيل آبائك صامدون، وللشهادة والتضحية مستعدون،
فليس المطلوب من الانسان، الاصطفاف إلى جانب زيد او عمر، وإنما المطلوب منه أن يكون مع الحق، بعد البحث والتمحيص عنه، لا أن يقول: أنا حيادي ومستقل، فمثل هذه المفاهيم لم يأت بها الله، فلا يوجد في القرآن الكريم من أوله إلى آخره، ولا في السنّة مفهوم (مستقل) وإنما توجد عناوين الالتزام بالحق، الوقوف إلى جانبه والدفاع عنه، والدفاع عن العدل والالتزام بالصواب، فالإنسان الحيادي يقصم ظهر الحق بحياده.”