(1)
لا شئ يخالف الدين ورجاله أكثر من المنطق والعقل
(فولتير)
الدين عباره عن وهم
(سيجموند فرويد)
الإيمان الراسخ هو عدو للحقيقة أكثر من الكذب
(فريدريك نيتشه)
كل الأديان هى نصب تذكارية للخرافات والجهل والوحشية
(بارون دي هولباغ)
(2)
نظرية خلق الاله واحتكاره واستعباده خدمة للكهنة….
هي نظرية الوساطة الدائمة وفي جوهرها عبودية الاله المزيف للكاهن!!!
لقد اصبح الوسيط خالقا للاله لاعبدا له!!!
تلك النظرية عمادها وعمودها الفقري الوساطة بين البشر والالهه! خدمة لمصالح الكهنة!
-كلما كان الاله جبارا وقاسيا وكلما اسبغت عليه صفات البطش والانتقام والعذاب الدائم….
كلما رضخ الناس لوساطة الكاهن من اجل الخلاص!!!
-وكلما رضخ الناس بارهاب الاله ووعيده ووعده بالجنة زادت اموال الكاهن ونزواته وشهواته وسلطاته.
ليس غريبا ان نرى فانتازيا الاله واساطير الكهنة التي تصوره بشكل ينسجم تماما مع سايكلوجية الكاهن لتحقيق اكبر قدر من المنفعة والسلطة وتلك الاساطير متغيرة ومستمرة ودائمة وتتغير من عصر لاخر غير ان جوهرهما واحد ويحمل وسيلتين لاثالث لهما الترهيب والترغيب!.
لقد انتهينا في واقع الامر الى ان الكاهن هو من صنع الاله وشكله حسب مقتضيات المصلحة.
لقد اصبح الاله المزيف في واقع الامر عبدا عند الكاهن!!!!
(3)
في بلاد الخراب التي تربى فيها الجميع على دفع الخاوة للكاهن او رجل الدولة او السياسي او شيخ العشيرة او رجل العصابة او المليشيا….
يعمل كل الناس تقريبا وسطاءا لكسب رزقهم!- فالوساطة هي نموذجهم الذي يحتذون به…
وجوهرها ان الجميع يسرق الجميع بالقوة او المروة والاخطر فيها انها اصبحت عرفا وثقافة!! متاصلة..
– رجل الدين وسيط بين الناس والله
– السياسي وسيط بين رجال الاعمال ودوائر الدولة
-شيخ العشيرة وسيط بين عشيرته والعشائر الاخرى
– عضو الحزب وسيط بين الناس والحكومة
– موظف الدولة وسيط بين الناس والمدير
– العلاس وسيط بين الناس والعصابات
– تاجر المخدرات وسيط بين الناس ودول الجوار
-رجل المليشيا حارس لنظام الوسطاء وفي خدمة من يدفع اكثر منهم
– الطبيب وسيط بين المرضى والمختبرات والصيدليات
– المحامي وسيط بين القاضي والناس…. الخ
الوساطة اصبحت فن وابداع وتالق وطريق حياة!!!….
(4)
كلما زادت الاموال المنهوبة من خلال تلك الوساطات كلما تشعبت وتعمقت وتمددت نظرية الوساطة.
واصبحت تحتاج الى صنع الهة جدد ومراسيم جديدة وشعائر خرافية متجددة واحتفالات لايعرف لها اصلا من فرع مادامت تحقق عوائد ضخمة اقتصادية وسياسية وطائفية وعرقية لمن صنعها واطلقها.
في النهاية اصبح الاله يقوم باداء دول الجلاد المرعب او الرحيم المعطاء بثمن!
والوسيط اصبح خالقا للاله لاعبدا له.
وثمن الخلاص من جهنم ودخول الجنة الموعودة هو اموال طائلة تجبى لشيطان على الارض يرتدي ملابس غريبة قديمة فلكلورية تعطي المهابة المطلوبة لشخص اسمه رجل الدين وواجبه جبي الاموال لنفسه اولا وتدمير حياة الناس الطبيعية وتقدمهم ثانيا بنشر الجهل والتخلف والمرض والفاقة والعوز حتى يكون هو القاضي والجلاد والطبيب والمهندس والمحامي – المخلص لهم باعمال ارهابية وبقراءة الادعية الصفراء والخزعبلات والخرافات التي هي عدة عمله!…وقبل كل شيء وساطته المحكمة مع اله لايراه ولايسمعه ولايكلم احدا سواه!.
ذلك الاله ممنوع عليه ان يلتقي او يكلم او يوحي لاحد غير الكاهن!!!!- والا فسدت العملية كلها ولم تعد هناك حاجة للكاهن!!!
تلك هي نظرية احتكار الاله العبد
الامر الاخر ان الاله يجب ان يحتجز عند الكاهن والا فان تواصل مع الناس كشف كذب الكاهن!
(5)
عندما تجد ان هناك مجتمعا لاوجود للوسطاء فيه فاعلم انه مجتمع متطور متحرر كل الافاق مفتوحة امامه
وعندما تجد مجتمعا الكل في وسطاء للكل فاعلم انه مجتمع الشيطان يخنق نفسه رويدا رويدا او بسرعة.
الدرب الوحيد للخلاص هو انهاء مجتمع الوساطة بكل اشكاله…
هذا لن يكون الا بتقديس العمل والحب والحياة والمتع وتدنيس الملكية الخاصة الفاسدة التي هي منبع كل الشرور في الحياة..
مهما كان المال قليلا لايجمعه الانسان بمثل شراسة الجشعين الا كانعكاس لحياة الانسان القلقة من المستقبل ومن الفاقة والعوز والجوع في عصور لم يكن هناك ضمان لشي…
ولكن تلك الملكية اتسعت وزادت عن حدها لحد انها اصبحت وسيلة للسلطة ودرا شرور الاخرين وفي النهاية كانت اساليب جمع المال قد اصبحت قذرة بشكل لايصدق…بل اصبح الغني عبدا للمال وليس سيدا له!.
مجتمع يضمن للجميع المساواة والحرية والعمل واللامن والتامين هو الخطوة الاولى لانهاء قانون الوساطة سيء الصيت.. وانهاء سيطرة الاله الغاشمة المزيفة.