كل مايدور حولنا من قصص يومية ابطالها سياسيونا الاشاوس تندرج في اطار المثل الشهير”جاك الواوي .. جاك الذيب”. فهذا يريد فيدرالية لانه مهمش وذاك لايريد فيدرالية مع انه مهمش. هناك من يقول “بعد وكت” للفيدرالية وهناك من يقول “فات الوكت” اصلا فقد سبقتنا اربيل ودبي وبرشلونة. هناك من يرى ان الفيدرالية رجس من عمل الشيطان وهناك من يراها “عصا موسى” التي “تلقف ما يافكون”. هناك من يرى ان الدستور اعطى الحق للمحافظات وهناك من يرى ان الحق الذي اعطاه مشروط بموافقة “الواوي والذيب” ومن الصعب ان يتفقا. هناك من يرى ان الدستور هو الحل وهناك من يراه مشكلة تتطلب حلا وبعضهم يرى انها تتطلب قلعا مثل “السن الخايس”. هناك من يعتقد وبعض الاعتقاد اثم ان علينا انتظار انسحاب اخر جندي اميركي لكي نبدا بدلق “مركتنا على زياكتنا”. وهناك من يظن اثما متاثما ان اخر جندي اميركي لاينسحب من البلاد قبل ان يجف اخر بئر نفط عراقي. وبين “الهنا والهناك” يقف كل من الواوي والذيب حائرين لايعرفان راسهما من رجليهما من ياتينا منهما اولا .. الواوي ام الذيب؟ وفي ظل استمرار الخلافات بين الكتل والاحزاب والقوى والفئات على كل شئ في البلاد ما عدا مشترك واحد هو “زيكو البرازيلي” فانه لم يعد امام الواوي والذيب ان يعقدا اتفاقا بينهما يؤجلان فيه هجماتهما المفاجئة علينا الى ان تتفق الاطراف والكتل والاحزاب والفئات فيما بينها. شكرا لكل من الواوي والذيب اللذين منحانا هذه العطوة الى ان نحل مشاكلنا ونتفق على كلمة ولو “نصف سواء” او اذا شئتم “نص ستاو”. ومثلما يعرف سياسيونا الاشاوس فان كل “العطوات” مؤقتة بعضها لايزيد عن ايام معدودات. مع ذلك فانه طبقا للاتفاق الذي عقده كل من الواوي والذيب بدون تدخل الجامعة العربية وما يمكن ان تسفر عنه الخلافات بين موافق على القرار او متحفظ او ممتنع عن التصويت فقد اتخذا قرارا تاريخيا بمنحنا عطوة مفتوحة طبقا لمنطق الاحداث. فالناس تخشى ان ياتي الذيب مع الفيدرالية والواوي مع اللامركزية او بالعكس. والناس تخشى كذلك ان تتطور الامور بعد الانسحاب الاميركي الى ما لاتحمد عقباه بينما يرى اخرون ان الامور قد تتطور الى ما تحمد عقباه لان الاحتلال هو من كان “كاتم” على نفس العراقيين. التحرر من الاحتلال الغى بعد ثمانية اعوام نظرية المحتل المحرر. وهي النظرية التي كان قد صفق لها الكثيرون من باب ان اميركا وان كانت احتلالا الا انها حررتنا من الدكتاتورية ومنحتنا الديمقراطية. وبين الدكتاتورية التي كتمت هي الاخرى على انفاس العراقيين والديمقراطية التي منحتهم حرية ” كاتم الصوت” سالت دماء كثيرة مرة باسم الدفاع عن الدستور الذي اعطانا حق التمتع بالفيدرالية المرفوضة ومرة بالهجوم عليه لانه منع عنا حق التمتع بكل ما اعطانياه لسبب بسيط وهو انه .. نسي ينظم كل ما اعطانا اياه بقانون.