19 ديسمبر، 2024 6:49 ص

نظرية ” تنفش عليكم”

نظرية ” تنفش عليكم”

لاتزال برامج المرشحين ووعودهم حديث الساعة في كل ارجاء الوطن. فالمرشحون جميعا هائمون بحب الشعب حد الذوبان. متفانون في سبيل الذود عنه حد “كطعان النفس”. لاتلهيهم تجارة او بيع من اجل الدفاع عن قضايا الشعب حالهم في ذلك حال العاشق الولهان كما في القصة التالية. القصة  تقول ان فتى عاشقا لفتاة دخل يوما الى دار اهلها. وما ان اقترب من المضيف الذي كان يعج بالجالسين اختلس نظرة من احدى فتحات الباب باتجاه فناء الدار حيث شاهد حبيبته تقوم بـ “نفش القطن”, فما كان منه بعد ان اصبح في مواجهة القوم حتى بادرهم قائلا “تنفش عليكم” بدلا من “السلام عليكم”. ذهل الجميع لهذه التحية غير المسبوقة الا رجلا من الجالسين عرف حقيقة الامر فرد عليه بالقول  “تنفش لهلها”.
نظرية “تنفش عليكم” تتصدر اليوم لوائح الغالبية العظمى من  المرشحين للانتخابات الهائمين بحب الشعب حد الذوبان والواعدين اياه  بـ “المن والسلوى”. ينطبق  هذا على من كانت بيده ,طوال السنوات الماضية, “الصاية والصرامية”. كما ينطبق  على من يريد للسنوات القادمة ان يخطف “الصاية والصرامية”. والاثنان يعلنان اناء الليل واطراف النهار ان منح الشعب المن والسلوى  لايتم الا عبر محاربة الفساد والفاسدين. ابوالـ  650 مليار دولار يقول وبالفم الملان وبكل قوة ورباطة جأش  ان الذي منعه من تقديم اجود انواع المن والسلوى والفستق الحلبي والنسكافى والكابتشينو للشعب هم الاخوة الفاسدون. والفاسدون فسطاطان بلغة اسامة بن لادن وفاسودانان بلغتي .. فاسدون في البرلمان يتهمون من هو هو في الحكومة بان فيه كل “عيوب الشرع”. وفاسدون في الحكومة يرون ان في البرلمان ليس فاسدين فقط وانما دواعش. والمصيبة والمفارقة والطامة الكبرى و”خالة شكو شنو الخبر دكوليلي” ان كلا من الحكوميين والبرلمانيين مؤمنين بالعملية السياسية وامر سلطة الائتلاف رقم 65 واغنية “مشكورة تردين الصدك ما كصريتي” ومشروع الخنساء لتصريف المياه.
كل طرف فيهم يرى انه ابو الشعب والثعلبة وابوسيفين وفضوة عرب بل وحتى ابو دشير. الحكومة مثل البرلمان والبرلمان مثل المعارضة والمعارضة مثل الاثنين وثلاثتهم مولهون هائمون بحب الشعب ويعدونه بمالذ وطاب بمن في ذلك انواع جديدة من البيتزا والهمبركر والكانتاكي. هدفهم واحد وهو اسعاد الشعب. لكن تحقيق هذا الهدف مشروط بمحاربة الفساد. واذا سالنا اي واحد منهم اين الفساد؟  لا احد منهم يقول “لبن امي حامض”. اعطوني بوسترا او شعارا او هتافا لمرشح ممن هم في الحكومة والبرلمان اعترف علنا وعلى رؤوس الاشهاد انه مقصر او يعتذر ويطلب بكل ابوة او اخوة من الشعب منحه فرصة ثانية. لا يوجد شئ من هذا القبيل.        الصور كلها حلوة بعد ان دخل الفوتو شوب صفح الذي جعل القبيحة متوسطة الجمال والجميلة فائقته وجعل المرشح المربرب بفعل اموال سنوات الخدمة الجهادية مربرب زيادة عن اللزوم والمرشح “الهتيان” الذي منح نفسه اما لقب الاستاذ او ابنكم البار او اخوكم “المحتاج جم فلس” يرمم بيها اسنانه او بواسيره “هتيانا” جدا بحيث تحل عليه الصدقة الانتخابية الصغيرة والتي من شانها ان تدفع بلاوي انتخابية كبيرة .     

أحدث المقالات

أحدث المقالات