التاريخ العراقي الحديث يبين لنا أن أغلبية الاحزاب السياسية التي تشكلت بُعيدَ تأسيس الدولة العراقية الحديثة قامت بالتتابع ،وانتهت بالتتابع، خلال مراحل الحكم المتعددة ،التي مرت ببلادنا. لكن الحزب الوحيد الذي امتلك القيمة المؤهلة للبقاء والمواصلة والديمومة هو الحزب الشيوعي. رب من يسأل عن السبب ،خاصة وأن هذا الحزب تنزّه ، وما زال نزيهاً حتى اليوم، من الناحية المالية، كما هو حال البعض النادر من الاحزاب العراقية الاخرى. قامت ماليته منذ تأسيسه ،حتى اليوم، على اشتراكات اعضائه وتبرعات اصدقائه بعكس بعض الادعاءات المعادية للشيوعية التي قامت على نقص الدليل . كما أن الحزب الشيوعي جابه الكثير من الاضطهاد والقمع، العلني والسري، بقصد حرمانه من مادته الفكرية الغزيرة ومن ثروته في كوادره الكفؤة ومن حكمةِ قادتهِ وتجاربهم ، الذين صهرتهم ساحات المظاهرات والاضرابات العمالية والانتفاضات الريفية و نيران منصات الاعدام ووسائل التعذيب المجنحة في اقبية الأجهزة البوليسية.
أكتب اليوم هذه السطور من خلال تجربتي السابقة في العمل الشيوعي منذ 65 عاما ، منذ كانت قد انتشرت اكاذيب وصور زائفة عن اخلاقية الشيوعي العراقي وعن نضالاته وعن الصاق تهمة العمالة السوفييتية بالحزب وبقادته. سرعان ما اندحرت وزال خزين تلك الادعاءات من الاعلام المعادي . قضيت زمنا طويلا من حياتي لصيقاً بالحزب الشيوعي خلال ربع قرن من الزمان في بعض الفترات وقريباً منه في فترات اخرى ثم عدتُ لصيقاً به ، حتى في الفترات التي كنت بعيداً عنه، ظلت حياتي كلها تحمل ذكريات قوية فيها الكثير من الرواء والمشاعر والأحاسيس المتغيرة بفعل الزمن. ذكرياتي عن الشيوعية في طفولتي هي غيرها في مراهقتي، وفي فترة المراهقة هي غيرها في مرحلة نضوج الشباب، وهي في الشباب غيرها في الكهولة والشيخوخة، لكن الزمن ظل يعلمني شيئا واحدا أن (هوية الحزب الشيوعي العراقي) ظلت (هوية واحدة) استقرت عليها الشخصية الإنسانية داخل الحزب رغم كل التحولات والتغيرات التي مرت على الوطن.
من المعروف بداهةً أن لكل حزب من الاحزاب الوطنية (هوية خاصة) تكشف رؤيته للحياة وموقفه من العالم والانسان. في وسع كل قارئ أن يبحث في وطنه العراقي ، دائماً، عن أفضل الأعمال النضالية وعن أحسن الهويات الوطنية. الكثيرون يسألون: هل هوية الحزب الشيوعي العراقي كانت واقفة في الصدارة الوطنية خلال 81 عاما من حيث قيمتها الفكرية ومن حيث ما واجهه من معضلات وما قدمه من تضحيات وما نشره من أفكار وما قدمه من أعمال..؟ أم أن القضية التي شغلته وسيطرت على تفكيره طيلة عمره لم تكن ذات علاقة بالشخصية الانسانية الفردية، بل بالروح الوطنية الجمعية الاصيلة..؟ هل أن التحولات والتغيرات الكثيرة في المسيرة الطويلة كانت في مظهرها وجوهرها قضية (هوية) أم قضية (اجتماعية) أم كلاهما ..؟
هذا هو السؤال الكبير الذي تحاول مقالتي ، هذه، الإجابة عليه .
طيلة 81 عاما من عمر الحزب تشكلتْ سلسلة من الوقائع والحقائق تكفي، بذاتها، لتقديم حجة مقبولة قدمها الشيوعيون العراقيون أن بقاء حزبهم كان وما زال مؤهلا في موقع متميز، لا لآنه خبير في مهمات النضال اليومي ، وليس لأنه يضم مناضلين خيرين في قاعدته، وحكماء صلبين في قيادته السياسية، وليس لأن أفكار الحزب تميزت باهتمام مزدوج ، بمصالح الشعب كله وبمصالح الوطن كله فحسب ، بل السبب الرئيسي هو أن الحزب أصبح تجمعا شعبياً وجد نفسه مناضلا وفق قاعدة (الخير المشترك) المنطلق من نشاط أعضائه ،من أجل (الخير المشترك) للشعب كله. هذا هو الهدف ، الذي يسعى إليه الوطن العراقي بنفسه والشعب العراقي بنفسه بعد أن تبين لهما أن الحزب الشيوعي يحمل هوية الوسائل والغايات لتزويد الوطن والشعب بأجهزة النضال الخاصة ، أي بــ(الهوية) التي علمته (أن النضال فن) و(المعرفة السياسية علم) و (المناضل الشيوعي مهندس سياسي ) يستهدف عملاً طيباً يعمله الإنسان لخير الإنسان.
في ثلاثينات القرن الماضي كان تماوج الجماهير الفلاحية في العراق، مع الجماهير الكادحة في المدن الكبيرة والصغيرة في انحاء البلاد كافة ، يطالبون بالعدالة التي رفعت شعاراتها ثورة العشرين، واحتوى بعضها دستور بعد تأسيس الدولة الحديثة. لكن كل مدينة وقرية وضاحية كانت تشهد تجمعات فيها سخط على الحكومة .. كان بعض العمال يعون واقع حالهم ويتجمعون في جمعيات ونقابات بحثاً عن حياة جديدة خالية من وقاحة السلطة وسلاحها الموجه الى صدور المطالبين بالحرية، والحق، والعدالة، الذين يقابلهم رجال حكوميون لا ضمير لهم ولا شرف، بل يواجهون اضرابات العمال وتمردات الفلاحين بأخلاق الضواري الوحشية . ازاء هذا الواقع كانت مجموعات من المثقفين الواعين، المتسمة بالصدق والتنوير، قد وجدت نفسها أمام مسئولية وطنية كبيرة ،مسئولية الدخول إلى التاريخ العراقي الحديث لتوعية، العمال والفلاحين وعموم الطبقة الكادحة والطبقة الوسطى وتجميع رؤاهم المستقبلية ،بمنطق واحد موحد، بهوية واحدة موحدة، تحمل قيماً ومعايير وأفكاراً قادرة على دمج مصالح (الفرد) بمصالح (الجماعة ) حيث يمكن تجميع الصفات الشخصية بالصفات الوطنية الجماعية ليكمل بعضها بعضا .
في ثلاث مدن عراقية رئيسية ( البصرة والناصرية وبغداد) كانت مجاميع من الشباب يتجهون نحو التعرف على الفلسفة الماركسية. أخذوا في دراسة بعض سردياتها، بنوعٍ من حماس الشباب، لتشكيل حلقات أولية ذات صلة بالمظاهر الثقافية، والاجتماعية، والسياسية ، والاقتصادية ،عن تطور بلادنا في الفترة اللاحقة لنهاية الحرب العالمية الاولى وعقب تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، وبعد بدء العمل بمشروع الدستور الأول (دستور عام 1925) مع ظهور حالة من التفاؤل البهيج باحتمال ظهور نظام الحرية والديمقراطية. نتج عن ذلك تجانس ثلاث حلقات بارتباطات حقيقية في ثلاثة أمكنة من العراق، كما يلي:
(1) أول الحديث عن الأنساق والتصورات الماركسية. جرى بين مجموعة من الشباب في مدينة البصرة حيث بدأت في هذه المدينة بوادر نشوء غايات استعمارية محددة لجعلها ميناءً مهماً لاستيراد وتصدير البضائع لصالح الطبقات الاحتكارية البريطانية والغربية، فصار الخط التطوري في البصرة قائما على إنشاء ارصفة الموانئ والسكك الحديد، والبحث عن المصادر الطبيعية مثل نباتات عرق السوس المستخدمة في صناعة الأدوية و البحث عن منابع النفط كشريان رئيسي في تغذية الصناعة الرأسمالية كلها . كان وجوه حلقة البصرة الماركسية قد شملت عدداً من المثقفين الشباب منهم: عبد الحميد الخطيب، وزكريا إلياس، وسامي نادر مصطفى وعبد الوهاب محمود.
(2) ثاني الحديث عن تلك الأنساق والتصورات الماركسية قد جرى في مدينة الناصرية ذات القواعد الفلاحية المتصارعة مع ملاك الاراضي، حيث المشكلة الوطنية الأولى هي معاناة الفلاحين ، مما دفع المثقفين الماركسيين فيها إلى دراسة وتحليل المشاكل الفلاحية، الفردية والجماعية، الاقتصادية والسيكولوجية. كما صار البحث متركزاً لدى مجموعة الناصرية على جميع الأزمات في الشخصية الوطنية العراقية كنموذج قريب ممثل للشخصية العراقية في جميع المدن العراقية الاخرى . كانت مجموعة الناصرية تضم متناقشين شبان هم : يوسف سلمان يوسف(فهد ) وغالي زويد وأحمد جمال الدين.
(3) في العاصمة بغداد كانت مجموعة ثالثة تجمع قدراتها لاستيعاب أفكار وتجارب الماركسية ،من خلال رؤيتها الوطنية، لواقع الجماهير العراقية وآدابها وتراثها. انصرفت هذه المجموعة الى البحث عن الصيغ والاشكال التنظيمية، التي بإمكانها أن تخلق تنظيماً حزبياً قادراً على القراءة الاجتماعية للواقع الشعبي العراقي، والإحاطة بكافة المعضلات المفروضة على هذا الواقع . كانت هذه المجموعة تضم: حسين الرحال، عوني بكر صدقي، مصطفى علي، محمد أحمد المدرس، عبد الله جدوع.
كانت الحلقات الثلاثة تبحث عن شيء منظم موحد البناء قادر على توفير الشروط ،السياسية والاجتماعية، لكي تجعل (الفرد) متمكناً من اخضاع ذاته وفكره ومسعاه ونضاله الى متطلبات (الفكر المشترك) وإلى (لمسعي الوطني المشترك) و(العمل الجماعي المشترك) لخلق حقيقة جماعية ،بهويةٍ وطنيةٍ واحدةٍ مشتركةٍ، تنظم العلاقة بين الفرد العراقي وكل المجتمع العراقي. كان اقدام النخبة على العمل من أجل ايجاد حزب يأتي من خلال برنامج ونظام داخلي قادرين على تحويل (عقل الفرد) الى جزء من (سلوك جماعي) .
في 31 – 3 – 1934 حدثت ظاهرة في العراق لا نظير لها ، فقد شع نورٌ جديد النوع ، في وضح ذلك النهار ، من مجموعة شخصيات عراقية، قليلة العدد، أرادت أن تخلق لها مكاناً مرموقاً في ساحة النضال الجماهيري. حمل هذا الحدث كلاماً اساسياً في بيانٍ انطلق من عقل عراقي خالص فخور بنفسه وبحروفه في سبيل نشر ذلك النور في كل المدن والارياف في بلاد الرافدين، التي كانت في ذلك اليوم ملفوفة بالظل والظلام ،بالجهل والخرافة . كان هدف تأسيس الحزب الشيوعي العراقي أن يفتح عيون الكادحين العراقيين بأكبر وأوسع مدى، من أجل أن تكون بلادنا حضارية ،وأن يكون شعبنا سعيداًن وأن يكون وطننا حراً.
كانت تلك المجموعة ،القليلة العدد، قد اعلنت انحيازها ، فكرياً وعملياً ، إلى المجتمع العراقي كله، باعتمادها على نمط التبادل الفكري بين افراد المجتمع العراقي من خلال وجود التاريخ المشترك بين ابناء الشعب العراقي ،على اختلاف عقائدهم ،وأيديولوجياتهم ،ومذاهبهم ،واقوامهم . كان نداء إلى العراقيين، جميعا، إلى فهم مشترك ، لصياغة توافقٍ، متبادلٍ، مشتركٍ ، مقبول من الجميع، يتجنب أي مأزق بين هذه الفئة العراقية أو تلك. كما يتجنب تصعيد أي اختلاف أو خلاف قد يدمّر العلاقة الأخوية بين جميع المواطنين . تميزت مجموعة تأسيس الحزب الشيوعي بصياغة استمارة طلب الانضمام الى الحزب الشيوعي بقدرة مقصودة على تجاوز صعوبات التكوين التعددي في المجتمع العراقي . ركزت الاستمارة على تجسيد اسم طالب الانتماء باختياره الشخصي لاسم حزبي ، وعلى سنة ولادته، حيث لا يُقبل عضواً في الحزب إلاّ من كان عمره 18 سنة فاكثر . كانت الاستمارة تطلب لمحة خاطفة عن ثقافته ول شأن لها بأصوله الدينية أو العرقية. لكي تعزز الثقة والتعاون بين الجماعات العراقية المتنوعة دينيا ومذهبيا وقوميا .
في علاقات اعضاء الخلايا واللجان الحزبية نشأت ، منذ البداية ، أيضاً، بيئة متمدنة متحضرة. علاقة الشيوعي بالشيوعي الاخر (علاقة رفاقية) تنعدم فيها المكانة الطبقية ،والألقاب والمذهبية . كل واحد ينسجم مع الآخر الى ابعد الحدود. كل واحد يقدم نموذجاً فريداً في العلاقة الأخوية والإنسانية . اجتماعات الخلايا واللجان تسودها مشاعر المودة والعطف، ليس فيها أي شكل من أشكال التصادم الديني او المذهبي او القومي. الجميع يشعرون بجدية الانتساب للهوية الوطنية الواحدة . كل عضو شيوعي يجد لذة في ممارستها وفي الدفاع عنها . كل انفعال داخل الخلية يكون بسبب الدفاع عن هوية الحزب الوطنية. كل وجدان شيوعي ينذهل أمام شيء شيوعي واحد هو (الهوية الوطنية). كل شيوعي يعيش حياته بسعادة حين ينضوي تحت الهوية الشيوعية ويمر المرشح الذي يتأخر قرار عضويته بأزمة نفسية من نوع ما تدفعه للمطالبة بها.
قصة (الهوية الوطنية) داخل الحزب الشيوعي، هي قصة تستحق الوقوف الطويل عندها. إذا كان الباحث الموضوعي حنا بطاطو قد قدّم في كتابه عن الحزب الشيوعي بعض تفاصيل الأصول العرقية والمذهبية لبعض قادة الحزب في فترات مختلفة فكان يجدر به أن يستوفيها بالوصف الموضوعي الكامل لأن تركيب عضوية اللجنة المركزية في فترات اشار إليها في كتابه، لم تكن مخططة ولا محددة من قبل اي قائد في الحزب أو في اية لجنة من لجانه ، بل كانت منبثقة بالأساس من السمة الوطنية للهوية الشيوعية، حتى صارت سيرة حياة كل عضو قيادي في الحزب الشيوعية مستعدة لتضحية كاملة في سبيل الحفاظ على الهوية الوطنية . لم يكن يوسف سلمان يوسف او زكي بسيم او ستار خضير او سلام عادل أو محمد صالح العبللي او شاكر محمود أو عايدة ياسين، وآلاف غيرهم يخافون من الموت بطريقة لا تفصلهم عن هويتهم الوطنية .
كانت اقسى الاتهامات قد وجهت الى الحزب الشيوعي من مختلف اصناف اعدائه في محاولة لتصويره انه موصول قسراً بالأممية الشيوعية تارةً، وبالاتحاد السوفييتي تارةً اخرى، أو انه غير موصول الجذور بالواقع العراقي، أو انه ينسب الى هذا المذهب او ذاك من المذاهب السياسية، التي يختلف الناس في تفاسيرها. في الخمسينات مثلا كنت اسمع وأقرأ نماذج دعايات متعسفة تلصق بالشيوعية في محاولة للتأثير السيكولوجي على الشباب، لمنع انتسابهم لعضوية الحزب أو حمل هويته. كان أعداء الشيوعية ينشرون بمختلف الوسائل مضامين واكاذيب لتصعيد العداء ضد الشيوعية باعتبارها ثقافةً وروحاً لا تعيش بأحاسيس الناس والمجتمع. لكن الصراع مع الزمن ومع الأعداء ظل برهاناً في الحياة العراقية الواقعية كي يجد الناس حقيقة الهوية الوطنية الثابتة في الحزب الشيوعي. لقد حرر زعيم الحزب (فهد) نصاً عن هذه الهوية ( لقد كنت وطنياً وعندما أصبحت شيوعياً صرت أشعر بمسؤولية اكبر تجاه وطني).
بهذه الصورة ظلت استراتيجية التحيز التام إلى (الهوية الوطنية) داخل الحزب الشيوعي العراقي من خلال استراتيجية الدمج بين (الفرد) و(الجماعة) بين (المواطن) و(الوطن). وقد استطاع الحزب الشيوعي العراقي طيلة 81 عاما أن يحقق تميزاً اجتماعياً ايجابياً من خلال حِراكه النضالي بأعضائه المبدعين، السياسيين والثقافيين، ومن خلال حِراكه الاجتماعي – السياسي بهوية عراقية واحدة وثيقة الصلة بمصالح الشعب العراقي كله، كأساس للمكانة الاجتماعية الواحدة في وطن متعدد الثقافات والحضارات، محققا بذلك هيبة نضالية كبرى ومكانة نضالية كبرى أيضاً، من دون أن تنحى ثقافته أي منحى تعصبي في كفاحه الوطني الطويل ، حيث انجذب الى جميع المواقف الوطنية التي يكون فيها الوطنيون الاخرون على حق وكفؤين في توفير وسائل العمل النضالية، الذاتية والموضوعية.
في الزمان الحالي حيث نشاهد جميعا وجود اتجاهات وأفكار نمطية سائدة في مجتمع الانقسام الطائفي والعرقي ، حيث التعصب المذهبي والمحاصصة الحكومية والبرلمانية ،التي أوجدت حتمية (التعصب) داخل المجتمع ،مع الاسف، فأن ثقافة (الهوية الوطنية) للحزب الشيوعي ترفض تلك الاتجاهات، ولا تقر بقبولها ،خاصة وأن العالم من حولنا كبير جداً ومعقد جداً، مما يجعل الأحداث السياسية في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط ،كلها، في غاية التصلب والصعوبة . لذلك سيظل الحزب الشيوعي حاملاً لهويته الوطنية الخالصة لأنها الهوية الوحيدة القادرة على تجميع القدرات الوطنية للتخلص، وإلى الأبد، من اضطراب الصراع بين الهويات الطائفية والعرقية ،لإنقاذ الوطن العراقي وشعبه من التعصب الطائفي ومن انماط المحاصصة الشكلية والاعتماد على محصلة خبرات وتجارب وتفاعلات الديمقراطية كسبيل وحيد للتطور والتقدم وتامين الحرية للفردية والسلم الاجتماعي .