ما الفوضى الخلاقة ؟ ومن اين جاءت ؟
يبدو ان مفهوم نظرية الفوضى الخلاقة اقرب الى مفهوم الادارة بالازمات في المجال الاستراتيجي مع وجود اختلاف في الاليات والوسائل ولعل ابسط تعريف لهذه النظرية هو( انها تعني حالة سياسية او انسانية تكون مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الاحداث )والجدير بالذكر ان هذا المصطلح كان قد عثر عليه في احد ادبيات الماسونية القديمة حيث ورد في اكثر من مرجع كما اشار اليه الباحث الامريكي” دان براون” وينسب الى الاب “ديف فيلمنج” بكنيسة المجتمع المسيحي في مدينة بتيسبرج ببنسلفانيا قوله ان الانجيل يؤكد لنا ان الكون قد خلق من الفوضى وان الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكيفية هذا الامر الا اننا متيقنون ان الفوضى كانت خطوة مهمه في عملية الخلق .
ويؤكد مارتن كروزرز ( وهو مؤسس احد المذاهب الجديدة في علم النفس )ان الفوضى احد العوامل المهمه في التدريب والعلاج النفسي فعند الوصول بالنفس الى حافة الفوضى يفقد الانسان جميع ضوابطه وقوانينه وعندها من الممكن ان تحدث المعجزات فيصبح قادرا على خلق هوية جديدة بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة تساعد على تطوير البيئة المحيطة به .
وفي كتابه عن الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية يقول عالم الاقتصاد شامبيتز ليس القديم بالرأسمالية هو الذي يفرز الجديد بل ان ازاحته التامه هي التي تقوم بذلك معتبرا المنافسة الهدامه تدميرا يساهم في خلق ثورة داخل البنية الاقتصادية عبر التقويض للعناصر الشائخة والخلق المستمر للعناصر الجديدة .
ويعد مايكل ليدين العضو البارز في معهد امريكا انتربرايز اول من صاغ مفهوم الفوضى الخلاقة او الفوضى البناءة او التدمير البناء في معناه السياسي الحاليوهو ماعبر عنه في مشروع التغيير الكامل في الشرق الاوسط الذي اعده عام 2003م وهذا المشروع يرتكز على منظومة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لكل دول المنطقة وفق استراتيجية جديدة تقوم على اساس الهدم ثم اعادة البناء .
[email protected]