22 ديسمبر، 2024 2:33 م

نظرية الفلسفة الميتافيزيقية

نظرية الفلسفة الميتافيزيقية

كان اول ظهور لهذا الضرب من الفلسفة في القرن السادس عشر على يد فلاسفة مغمورين وغير معروفين ولم يتقبلها الفلاسفة الكبار الذي عاصروا المطروح منها في ساحة الفلسفة العالمية لذلك واجه روادها الأوائل صعوبة وعقبات كأداء كادت تطيح في طموحهم في جذب الناس إليها وتقبلها وذلك لصعوبة فهم الطروحات الفكرية المتعلقة بها من قبل معظم الفلاسفة الذين نظروا إليها بعين الإزدراء وقلة الإهتمام ولم يلطف في مزاجهم كيانها الهش فكريا ويترعرع ابداعها المحدود علميا في كياناتهم الوجودية 0

فضلا عن هذا وذاك كان الإبهام الأسود والغموض الكالح المطلق الذي كان يحيط  بمكوناتها المعرفية والتي نظر إليها بعض الناس على انها من المكون المتصلب غير القابل على الإطلاق على التمحور في اطار قالب يشيم فيه الفلاسفة نوعا من الليونة والطراوة تساعدهم على فهم  مكنون اسسها التي بنيت عليها بهدف الإطراء عليها من اجل زيادة مساحة قاعدة مرتكزها وتقوية تجذيرها البنيوي عند الناس من المشغوفين بالمعرفة الفلسفية وتبني من طلقاتها في عالم الفكر الفلسفي القديم والمعاصر0

 وذلك لكون عالم الفلسفة عالم محدود وضيِّق القاعدة الإنسانية لعدم استساغة غالبية الناس للفلسفة حتى ان البعض منهم في العالم الإسلامي عدوها على انها مكون نثري تكفيري بسبب عمق بحر الفكر الفلسفي المعقول والمقبول والذي لا يستطيع الوصول الى اعماقه دارسوا الفلسفة وعشاقها ونظرا لعدم قدرتهم على استيعاب بنائها الفكري وفشلهم في تسلق جدارها العالي عبّروا عن عجزهم ذلك بانها كفر ليتخلصوا من عبء التواصل معها  0

لذلك وكثير غيره لا تسطيع المساحة المعرفية الإنسانية المحدودة ذات الطبيعة الإنقلابية المضطربة لا تستطيع استيعاب البعد الفلسفي لهذه الظاهرة الفلسفية عند التوسع في تناوله على طاولة البحث والدراسة والتحليل  0

لأن هذه الأمور تستدعي من الأنسان الذي يصدى للتعامل بها كأدوات لفهم سيقات نسق هذه الفلسفة والتعامل بها كآليات مع الآخرين لكي يصل الى النجاح في توسيع مساحة المتلقين للاستراتيجية النظرية لهذا النوع من الفلسفة غير المستساغ عند عامة الفلاسفة0

لذلك كانت مكانة هذه الفلسفة  بين الناس ضعيفة ومتردية ومهزوزة بسبب تحجر فكرها المطروح وتخشب موقفها من انشط الحياة المادية التي تنظر إليها على انها كيان مزيف يعيش الناس فيه بين احضان الوهم والخيال في حياة ليس فيها شيء ثايت الكتلة ولا محدد الجاذبية ولا واضح الحجم فكل شيء يلفُّه الغموص ويكتنفه عدم الوضوح والتغير فلا شيء يستقر على حال في الزمان ولا في المكان فكل شيء وكل الكائنات المادية في الأرض والسماء معرضة للمحق والزوال او التغير المستمر من حال الى حال 0

واقوى دليل على ذلك هو الإنسان الذي يمر عبر مسار حياته المادية بعدة اطوار من موجود مبهم الكينونة وهو في بطن امه ويرافقه هذا الأبهام طوال اطوار حياته المادية الى الموت وحتى بعدما يدفن يزداد مصيره غموضا وذلك لأن تراب سطح القبر يحول بين حياته في القبر وبين الناس الأحياء 0

 وبسبب هذا الموقف المشحون بالحيرة بين الحياتين الذي يزيد من جهل الإنسان وحيرته كان القدماء يقومون بدفن الأدوات والملابس والأكل والشرب وحتى يدفنون بعض الناس المقربين من الميت معه إذا كان رجلا  يدفنون معه إمرأة لظنِّهم بان الميت يعيش حياة مادية اخرى فيحتاج فيها الى مستلزمات الحياة المادية من غذاء وادوات وملابس وغيرها 0

من هنا كان عزوف الناس الدارسين لهذا النوع من الفلسفة والمهتمين به كان يزداد شيئا فشيئا حتى تلاشت من على سطح كوكب الأرض وافل نجمها حتى هذه الساعة ولكنها قد تبعث من جديد على يد فلاسفة وعمالقة فكروابداع وابتكار يهتمون بها ويعملون بشكل متواصل وحاد من اجل بعثها0

 خصوصا وان لها علاقة وثيقة بنظرية انشتاين في نسبية الوجود لأن هذه الفلسفة هي التي الهمت هذا العالم بهذه النظرية العظيمة التي شكلت قفزة كبيرة وعظيمة في حياة الإنسانية على طريق التقدم العالمي والتطور التكنلوجي0

 وذلك بعد ان كان الناس يتصورون ان كل شيء في الأرض والسماء ثابت الكتلة والحجم والكثافة ولا يتغير ولا يتبدل إلاّ بالموت إن كان كائنا حيا ولا تتغير احواله وصفاته ومكانته إلاّ من طريق عوامل التعرية او التغيرات البايولوجية التي تطرأ على سطح الكوكب وفي الفضاء الخارجي المحيط به إذا كان من الجمادات 0

ولا انسى هنا في مقام هذه المقالة في تأثيرها الواضح على كثير من الفلاسفة في نتجاهم الفكري ومنهم جورج هيجل في طرحه المادي الذي استفاد منه كارل ماركس في ما بعد بعد ان عكف على دراسته ثم استغله في وضع فلسفته في الديالكتيكية المادية فقد كان هؤلاء الفلاسفة وآخرون غيرهم من الفلاسفة ذوي الميولة المادية مثل (جون لوك) في صياغة نظريات فلسفية مهمة جدا تركت اثرا بالغا في مسار معالم انشطة الحياة الإنسانية الأخرى نحو الافضل 0