لا يشك أي عراقي بان الطماطة هي سيدة الطعام العراقي ودليلنا إن البقال لا يبيع من خضاره شيئا إن لم تكن الطماطة حاضرة في سلعته المعروضة حتى يصل الحال أحيانا إلى إن يبيعها بدون ربح او بخسارة مع فرض التسوق لبقية الخضار منه.
إلا إن حبيبتنا الطماطة لم تعد كما كانت سابقا حالها حال أكثر الأشياء التي فقدت طعمها ولونها فتارة تراها جميلة المظهر وهي المستوردة منها ولكنها بدون روح الطماطة أو كما يسميها الشاميون رب البندوره وتارة أخرى تراها صفراء او تالفة ونادرا ما ترى تلك الامورة ألعراقيه الأصيلة التي كلها خير وبركة لأنها لون وطعم ونظارة وحتى التالف منها طيب .
الحالة العراقية ألان تنطبق عليها نظرية الطماطه, ففي السياسة والفكر والتعليم والجيش والشرطة ,في الصناعة والزراعة والتجارة والمقاولات والتعهدات.في الأدب والشعر والكتابة , في الإعلام والفضائيات والجرائد والمدونات يمكن تمييز من هو الأصيل ومن هو الدخيل لكن يجب الاعتراف هنا بان سهولة التمييز تعتمد على شدة الأضواء المسلطة في كل مجال.وسنتكلم أولا في السياسة.
في السياسة شاهدنا على مدى سنوات كيف قدم كثير من عناترة السياسة وتقدموا المشهد الإعلامي في الفضائيات واخذوا يقدمون ويحللون وينظرون وأوجعوا رؤوسنا وتفكيرنا ولكنهم أفلوا بعد حين وبعضهم غادروا البلد بعد ان هبشوا من المال العام ما استطاعوا إليه سبيلا وبعضهم انزوى في دوائر الدولة بمنصب مستحدث من عليه رفاقه يسترزق منه من حين لأخر.أما الآخرين القادمين بعد سقوط نظام صدام حسين والذين مازالوا مواظبين على تصدر المشهد السياسي العراقي فمنهم ولأنه دخيل ولأسباب أيدلوجيه تراه أناني كأنه ورث الحكم من بوش ويريد صياغة الشعب على مقاسه ومنهم آخرين اصلاء تشم فيهم النجابة و تحس باساهم وتلامس كلماتهم الجروح ولكنها غير قادرة على منح البلسم لعدم تمكنها من إنتاجه.
وشاهدنا كذلك سياسيو الداخل من مختلف الطوائف والأعراق وهم في الغالب الأكثر تعبيرا وقبولا في أطروحاتهم وان اختلفوا . لكننا نستطيع إن نشعر بان مقارباتهم تحمل من الرغبة الحقيقية في التقدم ومغادرة حالة الفوضى وتقديم صياغة هوية عراقيه للبلد والتطلع لتقليل الخسائر النفسية والاجتماعية التي عاشها المجتمع وإعادة بعض أواصر لحمته التي أصيبت في مقتل.
إلا إن ذلك لا يعني وجود من ركب الموجة من الوصوليين والانتهازيين ممن يسمون سياسيو الداخل ولكن هذه طماطة خايسه لا ينفع بيها لا طب ولا دواء ورميها أفضل.