26 نوفمبر، 2024 10:18 ص
Search
Close this search box.

نظرية الزومبي العراقي

نظرية الزومبي العراقي

الحياة والموت وجهان لعملة واحدة، هذا عنوان العراق اليوم، فالزومبي او ما يسمى (بالكسالى) وهو جثة متحركة تأثرت وتحركت بوسائل سحرية وتكون خالية من الوعي الذاتي، فالعراق اليوم اصبح كذلك بسبب الظروف والعوامل التي كان يعانيها ولازال يعانيها بمختلف جوانب الحياة وخاصة تأثير الحروب والتطرف المذهبي والعقائدي ومخلفاتها وجذورها المظلمة المتقوقعة داخل العقل والفكر والحالة النفسية لشخصية المجتمع، مسببة الجوع والنقص والحرمان لمختلف الأطراف، فالزومبي العراقي ليس مدرك لأفعاله وتصرفاته لأنه قائم على أساس سياسي سحري، هدفه الوحيد التغذية المسيطرة عليه بشكل كلي، فعنصر عدم الاهتمام والمسؤولية متفشي بشكل واسع وعلى إطارات مختلفة (مجتمعات وقوميات وأحزاب) تتصنع مفهوم الادراك الحياتي ومبادئه، لذا سوف اضرب امثلة متعلقة في الموضع وثم ارجع الموضوع الأساسي.

تضافرت الأيام والسنين ومعاناة الحروب تجذرت بصميم العقل العراقي واعدت عناوين للأخبار، فالحياة والموت لأفارق بينهما لانهما عنواننا(يله هي موت وحدة)، فهناك الكثير من الأمثلة بمختلف الديانات بموضوع إعادة الموتى الى الحياة، ولكن سوف نذكر فقط جانبيين واحد وهو الدين الإسلامي فذكر القران الكريم بمجمل آياته ومنها قصة النبي عزير وهو أحد انبياء بني إسرائيل عن موته ومعجزة إحيائه بعد 100 سنة من موته، والقصة تقول أن الله سبحانه وتعالى طلب من عزيرا ان يذهب الى قرية فوجدها خرابا بدون ناس فاستغرب من طلب الله تعالى, فوقف ينتظر ان يحيها الله سبحانه وهو ينتظرها اماته الله وهو نائم ثم أعاده بعد 100 سنة في قوله تعالى:

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 259)

ولا ننسى طبعا قصة أهل الكهف الذين اعادهم الله للحياة بعد مماتهم ب309 سنين، فهذه الأمثلة خير دليل عن إعادة الموتى الى الحياة، اما بالشأن العراقي نجد الاحياء اموات كل يوم يمارسون موتهم بشكل عفوي وسلس ولا يتهربون من مسؤولياتهم رغم موتهم، فوجد ان الزومبي يكون تحت سيطرة سيده الذي اعاده للحياة حيث يكون مسلوب الإرادة والعزيمة والطموح وخاصة مبدا الوطنية الحرة، فاغلب السياسيين يتخذون نظرية الزومبي بشكل واسع لاستقطاب اعداد هائلة من عديمي الإرادة والوطنية في ان واحد (اضرب عصفورين بحجر واحد)، فيكون التعامل معهم سلس وليس فيه صعوبة يعني ( لو قلت لهم يمين يرحون يمين او يسار يرحون يسار ) لا يفقهون شيء من الحياة سوى الاكل والشرب والعب هذا مبدئهم جميعا ولا تقل هناك اغلبية صامتة، هناك أسئلة كثير تطرح داخل وعيك الذاتي(نفسك) ومعظمها استفهامية، ولا حلول لها رغم التقدم العمري والثقافي، فلم تسأل نفسك سؤال( الى متى تبقى هكذا؟)، لقد احتل الخطاب السياسي والحروب المتعاصرة بقلب الوطن والمجتمع العراقي احتلال قمعي للعادات والمبادئ التي عشنا عليها وورثناها من ابائنا واجدادنا وهي البسالة والفطرة ، أصبحت حياتنا نعيشها بمصطلح الواسطة او( العرف) والتملق وحب الذات وعدم الاكتراث بالحق فقد اصبحنا وحوش انفسنا نتحارب معها كل يوم ولا سبيل لها من دوامة الظلم والاستبداد والعنصرية التي اوهمنا بها أصحاب النظرية وعلى مستويين التشريعي والقضائي بالدولة، اما الجانب الثاني وهو الفايروس الزومبي

حيث يقوم الفايروس بتحويله الى شخص منوم كليا ويتبع بذلك اوامر غيره وفي هذه الحالة يقوم الشخص بتتبع شهيته وليس وطينته، كما ذكرت سابقا، يعني المسألة غرائزية وليست عقلية لذلك نصنف انفسنا على مبدا حيواني وليس انساني.

وهذه النظرية ظاهرة نادرة للغاية ومجهولة الأسباب ظهرت في العقد الأخير بعد دراسات أجرتها مراكز العقلية التابعة للمؤسسات السياسيين وتوابعهم المتملقين ومختبراتهم التي وصلت الى نتيجة اجروها على عقول البشر وليس على فئران التجارب لانهم متأكدين من تطورها العلمي بسبب تراكم الضغط العقلي والارادي على شخصية الفرد العراقي، وجعلهم مسيرون وليس مخيرون(تغير ارادي خلقي) حاش لله، فنتيجة هذه العمليات ظهرت اضطرابات فيزيولوجية و افراط في تعاطي الادوية والمسكنات التي تغير الوطنية وتضعف تركيزها اتجاه البلد وتعمل أيضا على تأجيج الروح القتالية وقولبتها نحو النزعة الطائفية والعنصرية كما حدثت في الغرب بزمن الاستعباد اتجاه الافارقة، وهذا ما نراه الان في العراق.

فالنتيجة واحدة وهي البقاء الى الأقوى أي باتباع قانون الغابة وهو القانون المطبق بين كل القوانين العرفية والاصولية التي حث عليها الدستور العراقي بتشكيله من اقوى منظمة عملت على تهريب وتدليس الحق وإظهار الباطل، فالاحتكار المستوطن في السلطة الحكومية يجب ابادته بمبيد نووي غير قابل الى التجزئة العرفية او الحاكمية، وإلغاء نظرية التي تسيطر علينا وعلى عقولنا وافكارنا وارادتنا وعزيمتنا التي اضمحلت بسبب تعطشهم الى حب المال والتسلط، والابتعاد عن التملق والمجاملة في سبيل المصلحة الشخصية الفردية التي الغت أسس البنى التحتية القائمة عليها الدولة الفاشلة في حكمها وادارتها الى البلاد.

إذا كيف نعالج أنفسنا من نظرية الزومبي؟ نعالجها بالتغيير وسن قوانين تحاسب الظلم وظالم، ولتحرير ارادتنا وإطلاق صوت عزيمتنا وعدم التجاور والتعاقد للمصلحة الفردية وإطلاق روح بسالتنا وقوة طموحنا التي تربينا عليها، وتحقيق احلامنا وامالنا للأجيال القادمة لبناء دولة يسودها السلام والتعايش فيما بيننا وترك النزعة الطائفية المملوءة بالكراهية والحقد، فيجب ان نهدف للمصلحة العامة بشكل جذري واساسي لتحقيق ذات طموحة ومبتكرة.

أحدث المقالات