التراث الاسلامي تراث غني بكل معارف الحياة وبكل معاني الكلمة ، تزدحم بمفرداتها العريقة والعميقة التي تنهض بالانسان كانسان قبل ان يعتنق الاديان لانه ارقى ما خلق الله على الكون وسيدهم محمد صلى الله عليه واله ، فالانسان عندما خلقه الله عز وجل خلقه من غير ديانة مخصصة وبدا يرسل له الرسل والانبياء لكي ينير له الطريق في الدين والدنيا والاولى والاخرة .
مفردات الدين الاسلامي باعتباره خاتم الاديان تعرضت لهجمة شرسة على يد بني امية من حيث الكذب والتدليس بل وحتى المدح الكاذب للنبي محمد صلى الله عليه والله ظاهرا الا انه ينطوي على نوايا خبيثة ظهرت الان تبعياتها عندما يستدل بها المنحرفون لاستهداف الدين الاسلامي .
وانشغل المسلمون تار بالتناحر فيما بينهم وتارة التخبط في الدفاع عن الاسلام ، وهم بين هذا وذاك اصبحوا لقمة سائغة في افواه الاعداء ، بالرغم من انهم يملكون كنزا من المعلومات والثقافات والمعارف التي تغلق الباب على الاعداء ، وهنا جاءت كلمة الامام الرضا عليه السلام لتمهد الطريق امام كل اعلامي او داعية او خطيب او كاتب ليعتمد هذا الاسلوب ، وكلنا سمعنا وقرانا رحم الله من احيا امرنا ، وهنا احياء الامر جاء بعبارة رائعة من الامام عليه السلام الا وهي ” يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا” .
التعلم اولا ومن ثم التصدي للتبليغ فماذا تتعلم وماذا تبلغ ؟ لا تبلغ الخزعبلات ، لا تبلغ ما يثير الطرف الاخر ، لا تبلغ من غير ان تفقه ، لاحظوا عبارة الامام عليه السلام لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا ، ومن هم يتبعونهم ؟ الناس ، اي كل انسان لم يذكر ديانته وهذا هو الواقع فالعقلاء من كل الاديان عندما يتطلعوا ويطالعوا تراث الاسلام بروح مجردة من العواطف تجده يثني على الاسلام فان لم يعتنق الاسلام تجده داعية ومدافع عن الاسلام بالرغم من اختلاف ديانته عن الاسلام ومثل هؤلاء الكثيرين ممن دافعوا عن النبي محمد صلى الله عليه واله بل اصبحت لهم اقوال خالدة يرددها المسلمون وللاسف اقولها نحن اولى بان نظهر محاسن الاسلام .
هنالك وقائع وحوادث في الاسلام تضع حجر الاساس لحضارة راقية للاسف نحن نلتفت لها انشائيا ومشاعريا دون اعطائها حقها في الابعاد ، خذوا على سبيل المثال في معركة بدر عندما اسر المسلمون بعض المشركين جعل رسول الله (ص) فديتهم ان يعلم كل اسير عشرة مسلمين ويطلق سراحه ، ما اروع هذا التصرف الذي له دلالات بعيدة المدى ، فالاسلام يؤكد على التعليم ( ونحن يوم واحد في الاسبوع فيا لله ويا لخلية الازمة) الامر الاخر الاسلام ليس دين عنف بالرغم من انهم مشركون لم يطلب منهم النبي محمد اعتناق الاسلام او القتل، بل تعليم المسلم واطلاق سراحه ، لم يستخدمهم كورقة للضغط على الطرف الاخر كما هو الحال في البلدان التي تدعي التقدم والحضارة جعلت الانسان ورقة تفاوضية ، وبعضهم تعرضوا لشتى صنوف التعذيب لاجل غايات خسيسة .
هذا التراث الاسلامي الذي يخدم نفسه بنفسه من حيث وسيلة نشره ومعارف نشره وما علينا الا تتبع خطواته بايمان صادق من اجل عقيدتنا ، وهذا هو السهم القاتل لكل مكائد الاعداء وهذا ليس كلام لترطيب النفوس بل هو الواقع ، لاحظوا الدوائر الصهيونية كيف تغتال العقول المتعلمة المسلمة وبشتى الوسائل ، الم نسمع عن علماء عراقيين تم اغتيالهم من قبل الدوائر الصهيونية؟، وهل يعتقدون ان ايران لديها محسن زاده واحد ؟ وهل تعتقدون بان الصهيونية ستكف ولا تفكر بجرائم اخرى ؟
الى كل وسائل الاعلام اجعلوا منهل علوم مهنتكم تراث الاسلام ، احسنوا اختيار المعلومة التي تخدم الانسان وليس الطائفة ، استعينوا بالخبرات الخيرة مهما كان توجهها عندما تكون صادقة في التعامل معكم ، ضعوا خطوطا حمراء على كل منافق يمهد الطريق لاعداء الاسلام للتشهير بالاسلام . ودائما حجتكم الكلمة الحسنة المفعمة بمحاسن اهل البيت عليهم السلام .