نظرية ألمؤامرة في العقلية ألعربية!

يضع ألعرب هزائمهم وتخلفهم على شماعة مؤامرات ألدول ألكبرى.ولكن مراجعة بسيطة لتأريخنا ألقديم وألحديث ؛سيعطي أجابات لالبس فيها .أن معظم مأساتنا هي صناعة محلية. عندما أختلف سلاطين دول ألطوائف في ألأندلس فيما بينهم على ألمكاسب وألمطامع ألدنيوية ؛ضيعوا ألأندلس وقضوا على ألدولة ألعربية وألأسلامية في قلب أوربا ألمسيحية.وذلك بتعاونهم مع قادة ألأفرنجة ضد بعضهم ألبعض ألأخر ؛ مما أعطى فرصة ذهبية لملوك وسلاطين أوربا بطرد ألعرب وألمسلمين من قارتهم ؛فأين نظرية ألمؤامرة هنا ؟!!.أجهاض ألدولة ألوطنية ألتي قامت في أعقاب ثورة تموز؛كانت بسبب أستقواء بعض ممن شارك فيها بألأجنبي عربيا ودوليا ؛فقد أستغل ألقومجية وألبعثية ألحرب ألباردة بالأستقواء بمصر عبد ألناصر وبالمخابرات ألأمريكية وألبريطانية .ذكر أسماعيل ألعارف وزير ألمعارف في حكومة ألشهيد عبد ألكريم قاسم في كتابه {أسرار ثورة تموز 1958}.بأن ألسفارة أليوغسلافية أبلغت وزارة ألخارجية ألعراقيه ؛بأن هناك مجموعات من ألمعارضة ألعراقية تقوم بزيارات محمومة ألى ألسفارة ألأمريكية في لبنان حيث كان مبنى ألسفارة أليوغسلافية يقع بالقرب منها .وقد ذكر حسين بن طلال ملك ألأردني لمحمد حسنين هيكل في كتابه{خريف ألغضب} أن وكالة ألأستخبارات ألأمريكية كانت تبث أسماء قيادات ألحزب ألشيوعي وأماكن سكناهم لتصفيتهم وكذلك ألتصنت على ألأتصالات بين ألشهيد قاسم وقيادة ألجيش وتنقلها ألى ألأنقلابين!!.فأين ألمؤامرة هنا .عراقيون أستعانوا بقوى خارجية بألأستقواء على أبناء جلدتهم لتسلم ألسلطة.ألحرب ألعراقية ألأيرانية وأحتلال ألكويت ؛كان قرارا عراقيا بأمتياز؛صدرت قرارته من حكومة ألبعث ألصدامي .أستغلته ألدول ألغربية وبعض دول ألجوار لصالحها في تدمير ألبلدين وأستنزاف قدراتهم الأقتصادية وألبشرية وكان ألرابح ألأكبر فيها ألغرب وأسرائيل !!فلماذا نضع أللوم على ألدول ألكبرى ؟!!.وموقف ألزعيم ألراحل قاسم بعدم أستخدام ألقوة في قضية ألكويت كان صائبا لأنه جنب ألعراق ألكوارث وأكتفى بتأكيد عائدية ألكويت للعراق ؛وألذي ساهمت ألأخيرة فيما بعد في مساعدة ألأنقلابين في أسقاط حكومته ألوطنية.ألحرب ألباردة وصراع ألنفوذ كان قائما منذ ألأزل ؛ولكن تمسك ألشعوب بأوطانها يفسد ألمؤمرات ويبعد ألشر عنها بحكمة قادتها.ألحرب أللبنانية أشعلها مواطني ألداخل ولكن كل مكون أستعان بقوى خارجية عربية ودولية لحسم ألمعركة مع خصومه .وبسبب تشرذم شعوبنا شيعا وأحزابا على أسس طائفية وعرقية وأثنية ؛جعلت بلداننا عرضة للتدخلات ألخارجية .فسويسرا مثلا تتألف من أربع مكونات ؛ألمانية وفرنسية…ألخ ولكنها حافظت على بلدها من ألحروب ألتي جرت في أوربا خلال ألعقود ألماضية وبقيت محايدة بعيدة عن ألصراعات .وأذا كان ألنفط ومصادر ألطاقة ألسبب ألوحيد لتدخل ألدول ألعظمى ؛فأن ماليزيا وأندونسيا وسنغافورة وألهند وبروناي ستكون أكثر عرضة لنظرية ألمؤامرة؛ لأن أندونيسا وبروناي دول مصدرة للنفط وألدول ألثلاث ألأخرى ذات قدرات أقتصادية متطورة !!.فلماذا لاتشملها نظرية ألمؤامرة ؛وليس بعيدا عن ذلك كوبا ألقريبة من سواحل فلوريدا حافظت على أستقلالها أمام ألبعبع ألأمريكي؛ألسبب هو تماسك شعوبها وحكمة قادتها في تجنيب بلدانها ألدمار وألخراب. أيران ألشاه وفلبين ماركوس كانا من أصدقاء أمريكا ؛فألأول كان شرطي ألخليج لحساب ألعم سام ؛بينما كانت ألفلبين تعج بالقواعد ألأمريكية وماركوس كان عميل لها؛ولكن عندما ثار ألشعب ألأيراني وألفلبيني على عملاء أمريكا في هذين ألبلدين لم تتدخل أمريكا لصالحهما؛ لأن شعوب ألبلدين كانوا متحدين ولا يوجد منفذ لأمريكا وألغرب لأنقاذهما!! .ما يطلق عليها بثورات ألربيع ألعربي حولت شعوب ألمنطقة ألى كائنات تجرب عليها كافة ألأسلحة ألتدميرية؛وربما قريبا سنؤرخ لتاريخ دول عربية أختفت من خارطة ألعالم ؛وأصبح ماتبقى من سكانها لاجئين في كافة أرجاء ألمعمورة .من ألدول ألمرشحة للزوال هي سوريا فحجم ألأسلحة ألتدميرية ألتي يملكها طرفي ألنزاع في قتل ألشعب ألسوري وتدمير كافة مؤسساته ؛تزودها دولا عربية وأقليمية ودولية للطرفين ؛بسبب أنعدام ألحكمة وغياب ألعقل لحكام هذا ألبلد وجهل مكوناته للجرائم ألتي ترتكب بحق شعب أعزل ؛أصبح ضحية مطامع حكومة دكتاتورية وأمراء ألحرب ؛وجميعهم يبحثون عن ألسلطة وألمال على حساب شعب أعزل.وكل منهم يرمي أللوم على دول ألجوار وألمؤامرات ألدولية .وكما يقول ألمثل ألشعبي {ألما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيرة}؛أو {وما حيرت ألخسران ..ألا بارد ألعذر}وصدق ألقائل {ألعرب أرانب للأجانب ولأخوتهم أسود بكل قضية!!}.