9 أبريل، 2024 6:51 ص
Search
Close this search box.

نظريات  تنفخ في الرماد

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعترف مسبقاً وقبل الدخول في اصل الموضوع باني ضد نظرية ( التوازن الوطني) التي يسعى البعض الى تطبيقها في النظام الاداري العراقي.
 وهذه النظرية  الجديدة التي لم نسمع لمثيلات لها في اغلب دول العالم تأتي متناغمة مع تسمية ( العراق الجديد) الذي ابتكر وابتدع العديد من الاجراءات ليلبس هذه الثوب من دون ان يعي المسؤولون عواقب قضية التجديد في العراق.
فنظرية التوازن الوطني تعني ببساطة توزيع المناصب والوظائف الحكومية على مكونات المجتمع  العراقي بحسب الاحصائيات التي غالباً ماتكون وهمية او عشوائية لكل مكون والتي تبدو عادة  من النظرة الاولى بانها حاجة ملحة لعبور مرحلة محددة او فك الاشتباك في دهاليز الصراع المزمن على اشغال الكراسي ,وبالتالي تحقيق العدالة المفقودة حسب مايعتقدون في انصاف من هو مظلوم من المكونات في المنظومة المجتمعية العراقية والوصول الى تكافؤ متوازن في ادارة  الدولة بما يجسد على ارض الواقع نظرية اخرى هي  ( الشراكة الوطنية) في صيانة الدستور وصناعة  القرار.
 وقد تم تشكيل هيئة خاصة  لتطبيق نظرية  التوازن الوطني يديرها مسؤول كبير وتتفرع منها مكاتب عديدة يشغلها موظفون واداريون ومتابعون وبرواتب مجزية,  وشغلت التصريحات الرنانة دفاعاً عن هذه النظرية شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى وكانها قارب النجاة الذي سيبحر في الامواج المتلاطمة الى شواطئ الرفاه والامان او انها ستكون الحل السحري لكل مشاكل الحكومة  والمجتمع على حد سواء اقول ان هذه  النظرية محكوم عليها  بالفشل قبل الوصول الى نهايات نتائجها لانها ترسيخ فعلي لقضية اخطر من التوزيع الوظيفي هي الطائفية التي لعبت دوراً كبيراً في تشتيت الرأي العام الوطني وتسببت في جريان سيول من الدماء الزكية الطاهرة التي مازالت اثارها  تعصف بالكيان الوطني العراقي  فلماذا نبحث عن التأجيج من جديدة ولماذا ننفخ في الرماد مرة اخرى لايقاد النار؟.
 علينا ان نتجاوز كل ما يرتبط بمكون وننسى المحاصصة  ونغادرها ونلغيها تماماً من قاموسنا السياسي لأنها أم المصائب,ولانها اقوى وسيلة جذب الى الخلف ودعونا نبحث عن الكفاءات في اشغال هذا الموقع او ذاك ,الكفاءات وحدها ولاشيء سواها وان  نضع صفة الهوية الوطنية هي المعيار الاساس في عملية الاختيار بعيداً عن حل المسميات الاخرى.
 وينبغى تكليف العراقي اي عراقي بغض النظر عن التوصيفات الممجوجة لاية مسؤولية كانت صغيرة ام كبيرة ضماناً اكيدا لغلق بوابات التناحر او الشعور بالتهميش وليس نظريات التوازن.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب