قراءة في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الحلقة الأولى — الوضع الدولي
مقدمة
في 29\2\2024، القى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً سنوياً ويمكن القول عنه انه خطاب يختلف عن الخطابات السنوية الماضية من حيث المضمون لما فيه من تحديد واضح وصريح ومهم للمشاكل الاجتماعية… تحديداً وهو بنفس الوقت يمثل برنامجه الانتخابى لكافة المجالات المختلفة لعام 2030 ولا يستبعد من ان يكون البرنامج حتى عام 2036.
ان الانتخابات الرئاسية في روسيا الاتحادية سوف تجري لمدة ثلاثة أيام، 15-17\3\2024، ونعتقد، ستكون نسبة المشاركة للمواطنين في روسيا الاتحادية اكثر من 80 بالمئة وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يفوز في الجولة الأولى وسوف يحصل على اكثر من 70 بالمئة من اصوات الناخبين فهو يمثل حزب السلطة، حزب روسيا الموحدة الحزب الحاكم من عام 2000 ولغاية اليوم ويأتي مرشح الحزب الشيوعي الروسي في المرتبة الثانية بخصوص حصوله على نسبة الاصوات وبفارق غير قليل بالمقارنة مع مرشح حزب روسيا الموحدة ولهذا اسباب موضوعية…، اما بقية الحزبين المشاركين في الانتخابات الرئاسية وهما حزب جيرنوفسكي، وحزب (( المواطنين الجدد)) فستكون نتائجهم متواضعة من حيث المبدأ وهما حزبان حليفان لحزب روسيا الموحدة، علماً ان حزب العدالة الروسي لم يشارك في الانتخابات الرئاسية واعلن تأييده للرئيس بوتين.
ان قراءة خطاب الرئيس بوتين سيقيّم من خلال نقطتين رئيسيتين وهما: الوضع الدولي والوضع الداخلي وتحديد اهم الأفكار التي تم طرحها في النقطتين. لقد اعطى الرئيس بوتين اهمية كبيرة للوضع الداخلي لما فيه من مشاكل اجتماعية كثيرة والتي تواجه المجتمع والاقتصاد الروسي وتحديد وجهة نظري الخاصة حول الحلول الجذرية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع والاقتصاد الروسي.
الوضع الدولي ::
ان من الأفكار التي تم طرحها من قبل الرئيس بوتين حول الوضع الدولي تكمن بالآتي :
اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان القوى الخارجية تهدف الى تفكيك روسيا الاتحادية وتحويل بلدنا كماحدث ويحدث في اوكرانيا وهذا غير مسموح به وبنفس الوقت حذر بوتين بما يسمى بالغرب الراسمالي من احتمال تطاولهم على روسيا الاتحادية واكد ان روسيا الاتحادية لا ولن تسمح بالتطاول على سيادتها واستقلالها وامنها الوطني وقال لدينا السلاح الحديث ( كينجال، بيسيدون، سركون سارماد، اسكندر…) يكفي لردع اي قوة اجنبية تحاول الاعتداء على روسيا الاتحادية. لقد اشار بوتين ان قادة الغرب يريدون مباحثات معنا للحد من الاسلحة الاستراتيجية وبنفس الوقت يدعون وبشكل علني على الحاق الهزيمة العسكرية لروسيا الاتحادية في اوكرانيا وكما اكد ايضاً ان روسيا الاتحادية دولة نووية والهدف الرئيس لهذا السلاح هو حماية امن وسيادة واستقلال روسيا الاتحادية بالدرجة الأولى وهو قوة ردع مشروعة لروسيا في حالة تعرضها لهجوم خارجي.
لقد اكد بوتين، ان روسيا الاتحادية لن تبدأ باستخدام السلاح النووي الا في حالات خاصة ومحددة ومنها، وقوع هجوم نووي خارجي ضد بلدنا او تدخل عسكري للناتو في اوكرانيا ضد بلدنا وفي الحالتين يمكن لنا ومن حقنا استخدام السلاح النووي وبرد سريع للدفاع عن وطننا وحتى لا يستطيع اعداء روسيا الاتحادية من ان يقوموا برمش عيونهم نحن لن نهدد الغرب بسلاحنا النووي ولكن نحذر من تطاول الغرب من ارسال جنودهم وتقديم الاسلحة الحديثة من طائرات ف-16 او صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى للنظام الحاكم في اوكرانيا وهذه الاجراءات وغيرها ان تحققت سوف تعقد الوضع والعلاقات مع الغرب وينذر ذلك بمخاطر جديه على كافة شعوب العالم.
لقد نبه بوتين بعض قادة الغرب الراسمالي الذين يلوحون وبشكل غير مباشر باستخدام السلاح النووي وهذا اخر ما لديهم من سلاح ضدنا ولكن هؤلاء القادة لم يعانوا الحروب وتعقيداتها ومخاطرها ونتائجها ( المقصود فرنسا، بريطانيا…) وكما اشار بوتين حول وجود العقلية القديمة في الغرب الراسمالي والتي لا تزال متمسكة بعقلية قديمة الا وهي قيادة العالم والقطب الواحد، ان هذا الحلم قد انتهى والعالم اليوم يعيش نظام تعددية الاقطاب وهذا يصب لصالح شعوب العالم كافة بما فيها شعوب الغرب الراسمالية.ان احلام قادة الغرب لا يمكن أن تتحقق حول الحاق الهزيمة بروسيا الاتحادية ولا يمكن لدولة نووية ان تلحَق بها هزيمة عسكرية. لقد اوضح بوتين، نحن ضد عودة سباق التسلح من جديد وضد خطر توسع الناتو شرقا ولن نكرر تجربة الاتحاد السوفيتي حول سباق التسلح والذي كان مخصص له نحو 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السوفيتي وكما اكد بوتين نحن مستعدون للتفاوض مع الجميع ولمصلحة شعوب العالم لمعالجة القضايا الهامة والرئيسية مجتمعة وليس كما يريد البعض من اختيار بعض القضايا التي تخدم مصالحة الخاصة بالدرجة الأولى.
يتبع