أيها الأخوة لا نريد القول إن بلادنا تعيش بلا آمال في العزة ًالخير هذا بالرغم من محاولات الصرف الهائلة عن هذه الآمال المتمثلة في إغراق السوق الإعلامي بفرق المضحكين والهازلين والهواة والعابثين من كل لون وجنس وبالمحاولات الحكومية والسياسية في كافة بتمجيد بطولات الثقافة والرياضة وغيرها وبالصرف الباذخ جدا على كل هؤلاء وحرمان الجادين من أي عون ينعش جسدهم ويقوي ما هزل منهم لسنا معترضين علئ ذلك بل نسأل عن ماهو مهم من اهم أقول بالرغم من كل ذلك فإن المجتمع مازال متعلق بأماني في تحقيق ماهو اصلح ولكن هذه الآمال ضائعة بين فريقين فريق يمثله زعماء سياسيون ماديون لا يقدرون قوة الاخرئ ولا يحسبون لها حسابا وبنظرهم المادي يرون البعد الشاسع بين آمال المجتمع وواقعه المرير من تسلط عليها وتأخرها في مضمار الحضارة والقوة فلا يرون حلا إلا الاستسلام والإذعان للواقع والرضى من الأمر بما يقسمه لهم الاخر ثم وصف الذين يرون إمكانية تحقيق آمال المجتمع بالخبال والمزايدة والغوغائية والهوس الديني هذا إذاأحسنا الظن بهم .
وفريق آخر لا يحسب للأسباب حسابا ولا يقدر الواقع الذي نعيش فيه ويظن أننا نعيش في فراغ وأن مجرد انتسابنا إلى التدين ورغبتنا في الخير أن ذلك كاف للوصول إلى أمانينا وتحقيق أحلامنا.. ومثل هؤلاء مثل الذين يحملون روحا بلا جسد وأمنية بلا واقع ومثل أولئك مثل الذين يحملون جسدا بلا روح ووسيلة بلا هدف ولا غاية وإذا تعمق الخلاف بين الفريقين اتهم الماديون مخالفيهم بالسير في ركاب الاخرين والتمسح في الدين من أجل السيادة والحكم واتهم الآخرون أهل السيادة بالسير في ركاب الأعداء والتشبث بالكراسي وتضليل المجتمع عن أهدافها ودفعها إلى الذل والهوان خدمة لأعدائها .
فنقول متى يعرف صناع القرار السياسي في بلادنا كيف يوالون بلدهم ويحبون شعوبهم متى يعرف هؤلاء القادة والزعماء أن العز والسيادة لهم في الدنيا والآخرة طريقها الإيمان والعمل الصالح وأن اللعنات ستلاحقهم إلى قبورهم إن هم تخلوا عن مهمتهم التي خولهم الله إياها وهي الأمانات .