22 ديسمبر، 2024 5:16 ص

نظرة في ” عين الأسد ” .!

نظرة في ” عين الأسد ” .!

منَ الطبيعي , وقطعاً انها ليست العين اليمنى او اليسرى لملك الغابة .!!

إذ لا يزال الوقت مبكّراً لتكشف القوات الأمنيّة ومعها قوات التحالف وكذلك الأمريكان لملابسات وخلفية الهجوم الصاروخي على قاعدة ” عين الأسد ” غرب محافظة الرمادي في ساعةٍ مبكرة من فجر الأربعاء الفائت , لكنه وبسرعةٍ معتبرة فقد كشفت مصادر أمنيّة عراقية عصر يوم امس , أنّ كاميرات المراقبة اظهرت مرور المركبة او السيارة التي كانت تحمل منصة الصواريخ دون تفتيشها في” السيطرات ” ! وجرى ايضاً توقيف عدد من الضباط والمنتسبين في الجيش والشرطة للتحقيق معهم حول الهجوم على القاعدة .

بعيداً عن هذه المعلومات في اعلاه , فيبدو من حُسن حظّ الأمريكان وكذلك منفّذي العملية ” ومَن وراءهم او قيادتهم ” عدم وقوع قتلى من الجنود الأمريكان اثناء الهجوم الصاروخي .! حيث القيادة الأمريكية لن تسكت وترّد على ايّ فقدان او سقوط لأيٍ من جنودها حسبما يعلنون ومّما اضحى تقليداً عسكرياً للبنتاغون في حالاتٍ مشابهة حتى في دولٍ اخرى غير العراق .

وعلى الرغم منْ أنّ بعض المحللين السياسيين العراقين الذين استضافتهم بعض الفضائيات العربية حول قصف ” عين الأسد ” قد اجمعوا او أفادوا بأنّ هذه الضربة الصاروخية هي ردّ واضح على القصف الأمريكي لفصائل عراقية مسلحة على الحدود السورية – العراقية < بالرغم من أنّ ذلك القصف الأمريكي كانَ ردّاً آخراً على تعرّض قاعدة ” بلد ” الجوية لضرباتٍ صاروخية , وكأنّ المسألة امست كردودٍ تردُّ على ردود .! , ومع احترام آراء ووجهات نظر اولئك المحللين , لكنّما لا نتّفق معها إلاّ في جزءٍ او جزيءٍ منها , حيثُ من خلال الربط بين المواقف والتصريحات السياسية المتبادلة بين طهران وواشنطن حول العقوبات والملف النووي , وايضا من خلال تتبّع الأهداف والمصالح الأمريكية التي تعرّضت للضربات الصاروخية في الآونة الأخيرة , بدءاً من مطار اربيل وما يحيطه , وثمّ الى قصف محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء , وما اعقب ذلك في توجيه ذات الصواريخ على قاعدة بلد الأمريكية – العراقية ” كما اشرنا لها في اعلاه ” , فبدا واتّضح أنّ خلايا الكاتيوشا و ” غراد ” تستهدف المصالح والأهداف الأمريكية في العراق واحدةً بعد الأخرى < ودونما تكرار القصف على ايّ هدفٍ لمرّتين او اكثر ! > , وبذلك كانت الصواريخ العشرة التي اصابت قاعدة ” عين الأسد ” منتظرة ومتوقعة حسب هذه القراءة . وإذ مجمل عمليات القصف الأخيرة لم تغيّر من الموقف الأمريكي شيئاً تجاه طهران , ولا تجعل او لا ترغم الأمريكيين على سحب قواتهم المحدودة من العراق , فبات في حكم الواقع والواضح أنّ تسديد وتوجيه الصواريخ على اهدافٍ امريكية آخذٌ في الإزدياد , وربما بصورةٍ أشدّ .! والأمر صار قابلاً للمضاعفات المحتملة وغير المحتملة < وكأنّ الطائرات المسيّرة والصواريخ الحوثية على السعودية هي نسخة اخرى او اضافية للسيناريو الذي يجري في العراق بشكلٍ تقريبيٍ او بآخرٍ من ذات الصبغة > .!

وكأنّه من الثوابت أنّ العراق صارَ مسرحاً حربياً للعروض الصاروخية الحيّة , جوّاً ومن الأرض .!