ما يمكن وما يتيح ملاحظته بسرعةٍ على سرعة التغيّرات والتبدّل في تصريحات القادة الإسرائيليين بدءاً من نتنياهو ونزولاً او ” انحداراً ” الى كبار جنرالاته , عن المدّة المقبلة التي ستستغرقها الحرب الى نهايتها , والتي ما لبثت أن تغيّرت وما انفكّت تتغيّر , فتتراوح الى الإعلان بأنها قد تطول لشهرين , وثمّ جرى تمديدها الى 6 شهورٍ في يوم امس , لكنّ التمدد والإستطالة دفعتهم للقول ” نهار اليوم ” بأنّها ستستمرّ على او الى مدى هذه السنة الجديدة 2024 .!
تغيير هذه المواعد واستبدالها الى ما هو اطول وأبعد , ليس سوى جزءٌ مكشوفٌ ومُتعرٍّ من الحرب النفسية وحرب الأعصاب , بغية محاولةٍ لإثباط معنويات المقاتلين الفلسطينيين واستنزافها نحو او بأتجاه ” عدم الفائدة في الإستمرار بالمقاومة .! ” .
إنّ ما دمّرته اسرائيل في قطّاع غزّة على مدى نحو ثلاثة شهور < وبما لم تشهده برلين في هجوم الحلفاء في الحرب العالمية الثانية – وبأعتراف مصادر عسكرية غربية واخرى اعلامية > , وما تفنّنت به بذهولٍ في مجزرة القتل الجماعي لكلّ الفئات العمريّة , وممارسة الحرمان الفريد والأول في عصور التأريخ , من منع ماء الشرب والمستلزمات الضرورية القصوى للعيش للسكّان الفلسطينين في القطّاع , وخصوصاً بعد تمكّن دبابات الجيش الإسرائيلي من الدخول الى بعض مناطقٍ من القطّاع وحتى في مدينة غزّة , ودونما نفيٍ الى شراسة المقاومين الفلسطينيين وما يسببوه من خسائرٍ فادحة في الأرواح والآليات للجنود الإسرائيليين , فالوقائع العسكرية التجريدية والموضوعية , لا تبيح ولا تسمح بتحديد مدّة زمنية فائقة الطول كالتي يعلنوها ويغيروها الأسرائيليون ” لإحتلال ” مدينةٍ مساحتها 45 كم مربع او لقطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كم مربع فقط .! , فهذا مُعيبٌ ومرفوضٌ بالإجماع والتزكية وغير مقبول في العلوم العسكرية لأيّ جيشٍ من الجيوش < ولا نريد القول لأيّ جيشٍ جبان .! ومدعومٌ بكلّ القُدرات التسليحية والإستخبارية الأمريكية والبريطانية > , ونتجنّب ونتحاشى الإشارة الى ما يُشار له في الأخبار عن وصول امداداتٍ لوجستية – غذائيةٍ من دولة عربيةٍ محددة , ولا نمتد الى دولةٍ اخرى تطرّقت اليها تلك الأخبار .!