18 ديسمبر، 2024 6:54 م

نظرة على رسالة السيستاني

نظرة على رسالة السيستاني

تتعرض المرجعية بين الحين والآخر لهجمات، من المخالفين لتوجهاتها، التي تصب لصالح المجتمع العراقي، بمختلف مسمياته ودياناته وطوائفه..

كانت المرجعية دائما هي الناصح، سيما رسائلها أيام الإنتخابات، فتنصح بانتخاب الصالح الذي يخدم وليس الشخوص الفاسدة، التي دائما ما حذرت من إنتخابهم.. وحددت ضرورة اعتماد مبدأ “المجرب الفاشل لا يجرب” لكن أبت بعض الطبقات إلاّ المخالفة.. سبق ذلك موقف شديد منها حين قالت كلمة فيها كثير من الغصة واللوم “بُحَتْ أصواتنا” وتلك كانت في آخر إنتخابات جرت .

اليوم وحسب المجريات والتحرك في الساحة، هنالك من يريد حرف البوصلة، سواء بالأموال أو بالتهديد والوعيد.. وهناك من يرغب أن يرتمي بحضن الشيطان، وهو متيقن أنه فاشل لا محالة، لكنه يعتقد عكس ذلك، كونه يمثل خطا دينيا وهذا الخط من ثوابتهِ انه لا يلتقي بالمحتل أبداً، لكنه يعاند ويسلكه ويعتقد أنه يمثله، والتخبط الذي أدخل نفسه فيه نال النفور من كثير من طبقات المجتمع العراقي، وهذا واضح من خلال الإفرازات الذي بدأت تتضح معالمها من خلال النتائج الواضحة .

لا يمكن التكهن بدقة بالنتائج في العملية الديمقراطية أبداً، مهما كانت القاعدة الجماهيرية التي ينتمي لها، والجمهور الذي يتعكز عليه، لأن الإنتخاب قناعة فردية، وتمثل الشخص الناخب، وليست ديكتاتورية أو توريث كالملكية، ولا يمكن الإعتماد على الإستفتاء والعدد الذي تسجله الوعود، بل النتائج النهائية التي ستكون القول الفصل، والمسار الذي ينتهجه التيار أو الحزب هو الكفيل، بجذب الجمهور أو دفعه للنفور..

التظاهرات الأخيرة أفرزت سلوكيات، كان يفترض أن لا تحصل، بل كان الوجوب النصح وتقديم المشورة، التي تصب في صالح العراق ومواطنيه، بدل الحزب أو التيار أو الكتلة التي ينتمي لها .

التهجم الذي ظهر أخيراً من بعض الشخوص، الذين ينتمون للتيار الصدري، خارجة عن الأخلاقيات، التي يوصي بها الإسلام بمنظومته الأخلاقية، وهي بالطبع مستهجنة ولا يمكن قبولها سواء منه أو غيره، كذلك إتهام جهات أخرى بعيبهم هم، فيعتبرون أنفسهم منزلين من السماء، والأمنيات التي يحلمون الوصول اليها لو حصلت، ستعم الفوضى ولن تقوم لنا قائمة، لأنها ستغرق الشوارع بالدماء، لان تلك السلوكيات بان بعضها من خلال التظاهرات، ولا يمكن نسيان، ما قام به بعض الضالين منهم، كتعليقهم الشاب هيثم البطاط في ساحة الوثبة..

الغريب في الأمر، أن كبيرهم ينادي بحل الحشد الشعبي، ونسي أو تناسى أن التشكيلات العسكرية المنفلتة، العائدة له تستلم رواتبها من تلك الهيئة، وهي لا تلتزم بمعظم الأوامر والنظم العسكرية المناطة بها من حماية العراق، ولو أرجعنا الوقت لأيام الفتوى، فهم لم يشتركوا بالعمليات العسكرية التي حررت الأرض من براثن الإرهاب التكفيري “داعش” ومن لف لفها من باقي التنظيمات الإرهابية، التي فتكت بالمناطق التي إحتلتها، بل بقيت في سامراء، ويعتبرون أنفسهم خارج نظام الحشد، الذي يطالبون بدمجه أو حله، حسب تمنيات أمريكا ودول الخليج، التي ترتجف من قوة وصلابة الحشد .

هنالك أصوات متنوعة من الملحدين وما افرزته تشرين، من المثليين والمرتبطين بالسفارة الأمريكية، وباقي السلسلة من السفارات، التي تتدخل دوما بالشأن الداخلي للعراق، بغرض جعل الفوضى مستديمة ولا نهاية لها، بمقاطعة الإنتخابات والتحريض على إنهائها، وهذا بالنتيجة يؤدي لصعود نفس الفاسدين الذين أفرزتها تصرفاتهم، التي سجلتها عليهم النتائج، متناسين أن الجمهور العراقي لا ينفك من المتابعة، إضافة للسوشل ميديا الذي كشف كثيرا من الشخوص وفسادهم، سواء على مستوى الوزارات أو المدراء العامين وباقي المناصب.. فلنتعلم من دروسنا السابقة، كما نصحتنا المرجعية .