28 ديسمبر، 2024 11:56 م

نظرة على الواقع الصحفي

نظرة على الواقع الصحفي

نقف عند آخر ما تعرض  له احد الزملاء ،الصحفي زامل غنام الزوبعي الذي `ذبح بدم بارد وألقي برأسه أمام بيته ولا احد يعرف لماذا ؟! وهل هناك تحقيق أم أنه لا يعتبر إنسان أصلا، وكذا حالة الصحفيين اللذين تم اعتقالهما بسبب فقدان مفكرة وزير الدفاع وهما المصور محمد فؤاد و افضل جمعه وبعد إن قاما بتسليمها إلى مدير إعلام وزارة الثقافة عبد القادر السعدي زج بهما في  السجن  وتم طرد مدير إعلام  الوزارة ،ولا نتحدث عما  تعرضوا إليه فالكل يعرف ما يحصل هناك في المعتقل !؟.
وهذا  تقرير صادر عن لجنة حماية الصحفيين يؤكد أن عدد الصحفيين الذين استهدفوا بالاغتيال وصل إلى أعلى مستوياته قياسا بكثير من الذين قتلوا بعمليات عسكرية، فلقد عدة العراق أسوأ دولة في العالم  من حيث نتائج التحقيق في حالات قتل الصحفيين.
بدورها نددت منظمة مراسلون بلا حدود بقتل الصحفيين وكانت قد أدرجت العراق في المركز 145 فيما يخص حرية الإعلام ، وذكر التقرير إن عدد الصحفيين خلال فترة الحرب على العراق بلغ أكثر من 250 صحفيا وكشفت التقارير أن 110 صحفيين و47 شخصا ممن يعملون في مجالات الإعلام  المختلفة قتلوا على أيدي مجموعات مسلحة في مختلف المحافظات، بينما تسببت القوات الأمريكية بمقتل 16 صحفيا و6 مساعدين لهم في تبادل إطلاق نار في نقاط تفتيش أو غارات جوية، فيما يتحمل الجيش مسؤولية قتل ثلاثة صحفيين.
ويؤكد تقرير لجنة حماية الصحفيين في نيويورك أنه لم تتم محاكمة أي فرد إلى حد الآن! ولم يتحمل احد مسؤولية قتل الصحفيين، وهذا ما يثير القلق من ضعف إجراءات التحقيق والمتابعة لجرائم الاغتيال العديدة. مع وصول عدد شهداء الصحافة إلى أكثر من 375 اعلامي .
العالم يضحك على ما يجري وخاصة عندما يكون البلد في مؤخرة التصنيف العالمي في كل المعايير المهمة لإعطائه ابسط الحقوق ولكن لا احد يفكر به لأنه ، منبوذ ولكن عندما يصل الآمر إلى صناديق الاقتراع والانتخابات تهل علينا الوعود من جديد فقط لكي يبقى من هم على الكراسي جالسين عليها بدون أدنى لحظة تفكير في كونهم سيرحلون كمن سبقهم فهل يتعنتون ويصرون على المناصب ؟! التي لابد إن ترحل من  دون رجعة وعندها لا يفيد الندم على الشعوب والأوطان ولازالت تعصف بأبناء الشعب ،وهو لم يفكر للحظة واحدة عندما يقصر بمصير شعبهم ماذا يمكن إن يحل بهم، وعندما وضع العراق في المراتب المتأخرة حسب التصنيفات  فحل بالحادية عشر ليكون متخلف بكثير من الأمور وهناك من يشغله بالتفجير والقتل والطائفية حتى ضاعت معها حقوقه وراحت الطلبات إدراج الرياح، وللذي يقول إن الانتخابات جرت بيد الشعب وهو نفسه اختار من سلطه على رقبته ،فهل يستطيع الشعب إن يحل رقبته ويختار من جديد، أم إنها كتبت عليه إن يبقى على نفس الحال وينتهي الآمر بقمع الناس والذل والحرمان الذي يلحقه وينشغل الساسة بالملايين من الدولارات التي لا يعلم احد أين تذهب؟ المشهد يوضح الحقائق والأوضاع تسير إلى مصير اسود فمتى يصل الشعب إلى معرفه المؤامرة ويقف وقفه لإرجاع وإنصاف حقه؟!.

يقينا إن الصحفيين سيكونون في العام الجديد وكما كانوا في الأعوام الماضية في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان وإيصال صوت المعذبين في الأرض إلى العالم الخارجي ، غير آبهين بحوادث  القتل التي ستطالهم . وتشير الحوادث من الآن إن هذا العام سيكون عاما دمويا صعبا على الصحفيين إذا أخذنا بازدياد الأزمات والاضطرابات واتساع رقعة الحروب والمصادمات .
ويبقى الصحفيون في المقدمة، يقارعون الظلم والجور ويبقى الطغاة أعداء الحرية والديمقراطية عينا لمراقبتهم وملاحقتهم للحد  من نشاطاتهم، فعندما اندلعت التظاهرات والاعتصام في الرمادي وباقي المحافظات في العراق، حصلت حالات منعت السلطات فيها الصحفيين من الوصول إلى ميادين المظاهرات والاعتصامات، وفي الأيام الأخيرة ، تعرضت مكاتب فضائيات في بعض المحافظات لنفوذ الحكومة إلى غلق مؤقت ثم توج بتوجيه إنذار شديد إليهم.
نقول تحية إجلال وإكبار إلى أرواح الشهداء الصحفيين الذين فارقونا في هذا العام والأعوام التي سبقته، والنصر للكلمة الحرة الشريفة والصادقة لله در الصحفيين المدافعين عن الحق والإنسان والقضايا العادلة أينما كانوا ووجدوا ولكم العلياء في كل مكان وزمان.