23 ديسمبر، 2024 2:39 م

نظرة عقلانية في فلسفة سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي

نظرة عقلانية في فلسفة سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي

العالم كله يعرف من هو سماحة الشيخ اليعقوبي سواء في العالم العربي أو الإسلامي فالشيخ هو سليل أسرة علمية دينية كانت السباقة في الحفاظ على سيرة الرسول وأهله الأطهار ( رضوان الله عليهم ) فوالده الشيخ موسى اليعقوبي خطيب وشاعر أصدر مجلة الإيمان في محافظة النجف الأشرف خلال ستينيات القرن المنصرم وجده الشيخ محمد والملقب بشيخ الخطباء وله الفضل في تدريس فن الخطابة التي يحتاجها أي خطيب ليكون بالمستوى المطلوب والشيخ من أصول عربية عريقة تنتمي لعشيرة الأوسي الاصيلة .
الميزة التي يتميز بها الشيخ اليعقوبي والتي تختلف عن بقية المراجع هو أنه رجل علمي قبل أن يكون حوزوي فهو خريج كلية الهندسة جامعة بغداد للعام 1982 وهذا ما يجعله ينظر للأمور من منظور علمي ديني وهنا لا بد أن نذكر إن تقدم العالم حتم على رجل الدين مهما كانت درجته أن ينظر للأمور بمنظار علمي فليست كل الأمور الدينية تبتعد عن العلم وهنا يمكن لنا أن نقول إن الشيخ المرجع اليعقوبي هو بمثابة الرجل التنويري الأول في عالم المراجع مع الحفاظ على التوازن ما بين العلم والشريعة ، التوفيق بين العلم والشريعة يجعلنا ننظر للشيخ اليعقوبي بمثابة رجل فيلسوف ديني وهذه الخصلة تجعلنا نقف وننحي لرجل يجمع بين العلم والشريعة ، الكثير من الناس يعتقدون أن رجل الدين بعيد عن العلم ورجل العلم بعيد عن الدين ولكن لو كان أحدهم يجمع ويوفق بين العلم والدين فهذا يكون بمثابة الجامع بين العلم والدين ونحن المسلمون في هذه الفترة احوج إلى التوفيق بين العلم والدين ، فكلما كان رجل الدين له خلفية في الأمور العلمية كلما كان قطع الطريق على الحاقدين أسهل وبنفس الوقت كان الأكثر اقناعا حتى لمن تأثر بالعلم دون الدين ، لذا أنا أرى من وجهة نظري الشخصية إن رجل الدين يجب أن يكون ملما بالعلم كما هو الدين ، فالعلم والدين وجهان للعقل ومن منا لا يحتاج إلى أحد الوجهين فالعلم له مكانة في عالمنا لا مجال لنكرانه والدين ايضا له مكانة روحية في عالم الإنسان والتوافق بين الاثنين غاية إنسانية، لو تصفحنا موقع سماحة الشيخ سنجد إن الشيخ ملم بكل تفاصيل الحياة فهنالك النصح والارشادات والتي تدخل في زاوية العلم الاجتماعي وهنالك الالمام السياسي والشرعي والأخلاقي والديني وهذا إن دل فإنما يدل على سعة فكر الشيخ وتبحره في الأمور العامة والخاصة التي يحتاجها المسلم لإكمال مسيرته في الحياة طلبا لرضى الله ، النقطة التي أراها جديرة بالاهتمام والذكر هي إن الشيخ رجل بعيد عن اثارة النعرات الطائفية بين المسلمين من خلال الفتاوى وهذه الميزة بالذات تجعل الشيخ في موقف قوي حتى أمام إخواننا من المذهب السني ، فالشيخ يريدها إسلامية لا طائفية ومن خلال هذه القراءة أجد أن الشيخ اليعقوبي هو الوريث الشرعي للمرحوم آية الله محمد حسين فضل الله ( رضوان الله عليه ) ، الإسلام بحاجة الى عقول متنورة واجبها هو تنوير عقول العامة بطريقة شرعية علمية حتى تحاول أن تخلع ثوب التمسك الجاهل ببعض العادات والتقاليد ولكن دون الضرر بفحوى النصوص الدينية وسيرة الرسول والائمة الاطهار ، وهذا التنوير بالذات يحتاج الى رجال دين يجمعون بين العلم والشرع، فالعلم هنا بمثابة النبراس الذي ينير لنا الطريق والطريق بمثابة الشرع للوصول إلى الغاية المطلوبة ،  لا أريد ذكر الأسماء لبعض الشخصيات الدينية التي ظهرت في الآونة الاخيرة ولكن لو أراد أحدنا أن يكتشف مدى عمق العلم في ثنايا عقول الذين أصبحوا بعد الاحتلال مراجع أو هكذا يقول اتباعهم لوجدنا الفرق واضح بين رد الشيخ اليعقوبي وبين ردود الأخرين على نفس السؤال ومن خلال عرض الردود على العقل سنرى الفرق واضحا بين الردود العلمية الشرعية المقبولة وبين الردود الغامضة التي تريد بالمسلم أن يكون منصاعا دون العقل لفتاوى رجال الدين وهذا برأي كاتب السطور فيها الضرر أكثر من الفائدة ، لقد منحنا الله العقل لكي نستخدمه استخداما صحيحا حتى نكون في الجانب الأدمي لا أن نكون منصاعين دون أن نكون مفكرين ، فالدين هو العقل والتفكير والتمحيص والنظر إلى الامور بطريقة انسانية لا بطريقة التلقين الاعمى والتقليد البالي المتخلف ، فلسفة الشيخ اليعقوبي هي بمثابة انارة للعقول وهذه الإنارة هي بالذات كما يريدها الله عندما جعل البشر يشاهدون نور الله في قلوبهم قبل عيونهم وهنا تكمن الفكرة التي تقول إن العقل هو البوصلة لأعمال البشر التي تدفعه للذهاب إلى الطريق الصائب وليس الركض خلف رجال دين لا نفهم منهم ماهية الفتوى .
وللحديث بقية .
[email protected]