23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

نظرة شبهُ فاحصة في الوضع الراهن !

نظرة شبهُ فاحصة في الوضع الراهن !

مصادفةً او بدونها , وربما مع كلتيهما .! , ولسابقةٍ لم تحصل من قبل , ومنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 , يجري دعوة العراق لحضور اجتماعات هذا المجلس الذي انعقد امس في الرياض , حيث وجّه امين عام المجلس ” عبد اللطيف بن راشد الزياني ” الدعوة لوزير خارجية العراق السيد فؤاد حسين لحضور هذا الإجتماع الوزاري , بالرغم من أنّ العراق ليس عضوا في مجلس التعاون , ورغم محاولاتٍ سابقة قبل دخول العراق للكويت في سنة 1990 , لكنها جوبهت في الرفض او عدم قبول الطلب العراقي .! وبغضّ النظر عن الأبعاد اللائي تكمن خلف ذلك .. وربما تقتضي اشارةٌ عابرة او سريعة هنا , بأنّ امين عام المجلس ما كان له ان يوجّه لدعوة العراق هذه المرة , لولا موافقة من كافة ملوك وأمراء الدول الأعضاء , وبتحفيز من إحداها على الأقل .!

وبالرغم من أنّ الأهداف المعلنة لهذا الأجتماع اقتصادية وتتعلّق بأوضاع المنطقة ” وازمة اليمن بشكلٍ خاص ” وقضية الربط الكهربائي للعراق مع بعض دول الخليج , إلاّ أنّه من الواضح أنّ البُعد السياسي لهذا الإجتماع قد يفوق اسباب واهداف انعقاد هذا الإجتماع , بجانب ما يوفّره من لقاءاتٍ ثنائية مع الوزير العراقي , وما قد يسفر عنها في وقتٍ لاحقٍ او قريب .! , ولا شكّ أنّ الداني والقاصي او كليهما على ادراكٍ مسبق بأنّ حضور العراق لإجتماع المجلس الخليجي , إنّما يثير غضب وانزعاج احزاب السلطة او احزاب الإسلام السياسي ولا نحبّذ تسميتها بمسميّاتٍ مذهبيةٍ او طائفيةٍ لا تمثّل كافة شرائح واطياف العراق .

بعيداً عن كلّ تفاصيل ذلك , وبمسافةٍ لا تُقاس ولا يُقال عنها < شمرة عصا > وفق تعبيرٍ شعبيٍ دارج – رغم ضآلة استخدامه مع الأجيال الجديدة من الشباب .

فالتأمّلُ بتركيزٍ سياسيٍ – اعلاميّ , لابدّ أن يجد صعوباتٍ ادراكيةٍ ما , كيف أنّ السيد مصطفى الكاظمي الذي ترأس مؤتمراتٍ دوليةٍ واقليمية وعربية خلال الأسابيع القلائل الفائتة , اذا ما كان على درايةٍ وحساباتٍ مسبقة بأنّ السلطة سوف تفلت من بين يديه في الإنتخابات المقبلة , وخصوصاً عدم انتمائه لأيّ احزاب وتكتلات وكتل سياسية في البرلمان .! ويبدو جليّاً والى حدٍ كبير أنّ رهانه على انتخابه المفترض او المتوقّع سيكون على المستقلين من جماهير الناخبين , وعلى شرائح واسعة من متظاهري تشرين ” السابقة والتي اعقبتها ” وسيّما في بغداد والمحافظات الجنوبية . بجانبِ ذلك , وبالرغم ممّا يجري من محاولات غلق منافذ وثغرات التزوير في الأنتخابات , وهي محاولاتٌ من المحال ان تغدو مطلقة , وحيث أنّ الأحزاب المهيمنة على كلّ الأنتخابات السابقة لها ما لها من سُبلٍ وقُدُرات تفوق قُدُرات مراقبي الأمم المتحدة بنطاقٍ واسع وشاسع .! , وحيث أنّ الأنتخابات المقبلة تكاد تمسى مسبقاً وكأنها محاطة بأحجيةٍ طلسميةٍ بنسبةٍ ما , من حيث ما سيجري وما ستفرزه النتائج , إلاّ أنّ الدعم الدولي والعربي البائن لحكومة الكاظمي وبما يتناغم ويتواءم من تطلّعاتٍ جماهيرية في انحاء العراق , فلابدّ أنّ له حساباتٍ وثُقلٍ , لكنها ليست مطلقة وقد تفقد وزنها في لحظةٍ مفاجئة ! , والوضع الإنتخابي برمّته او مجمله له ارتباطاً بين الولايات المتحدة وجارة العراق الشرقية .!