23 ديسمبر، 2024 3:36 ص

نظرة خاصة على احداث الأمس!!

نظرة خاصة على احداث الأمس!!

منذ صبيحة يوم امس والمجتمع العراقي وخصوصا الجمهور البغدادي , في حالة ترّقب مركّز ومصحوباً بحالةٍ اخرى من التوتّر النفسي ” استمرّت الى منتصف النهار تقريباً ” بعد هدوءٍ نسبي في الأخبار ” , وكان مؤدّى معظم ذلك هو التعطّش للتعرّف على مزيد من الأخبار , وصورٍ واضحة عن الموقف ولاسيّما النتائج المرتقبة والتي اختلفت التقديرات الأولية عنها بين شرائحٍ واخرى لدى الجمهور .

لن نتطرّق هنا الى بداية ونهاية العملية في اعتقال خلية او مجموعة اطلاق الكاتيوشا في احدى المزارع القريبة من منطقة الدورة , حيث انتهت تلك العملية بسرعةٍ فائقة وأنجزت الهدف .

ردُّ الفعلِ كان اكبر كثيراً من الفعل .! , ولم تتوقّع قيادات الأجهزة الأمنية ولا الرئاسات في المنطقة الخضراء أن تكون المجاميع المسلحة في قلب المنطقة الخضراء ومن حولها ايضاً وكأنه اقرب الى محاولة تطويقٍ وإحاطة ! . ولعلّ الغريب في الأمر أنّ وسائل الإعلام اجمعت على استخدام عبارة < اقتحام المنطقة الخضراء > , بينما الإقتحام يعني إما أن يكون عنوةً وبوسائل العنف , او ربما بأستسلام القوة المكلفة بحراسة وحماية مداخل وبوابات المنطقة الخضراء أمام المهاجمين , ولانريد أن نذهب او نتوغّل بعيداً بالقول او الإفتراض بأنّ هنالك عملية تواطؤ من بعض عناصر الحماية لتسهيل دخول المسلحين وبكثافة , رغم أنّ هذا الأحتمال ضعيف , لكنّ الأخبار تشير بشكلٍ او بآخر الى احتمال تزوير بطاقات ” هويات او باجات ” السماح بدخول الخضراء , وهل يمكن تزوير هذا العدد الكبير منها وبعجلاتهم ومركباتهم المسلحة .!؟

ومنذ صباح الأمس والى ما تجاوزَ ساعات النهار , كانَ التشويش الإعلامي هو سيد الموقف , عبر نشر اخبارٍ متضاربة ومضللة تمحورت معظمها عن تمكّن القوة المهاجمة على تحرير معتقليها من سجن مكافحة الأرهاب الواقع في الخضراء , لكنّ المصادر الرسمية نفت ذلك تفصيلاً وجملةً , وتضمنت ايضا عن احتلال او اقتحام ” قصر السلام ” – مقرّ رئيس الجمهورية والذي استعادته قوات مكافحة الإرهاب , بالأضافة الى محاصرة منازل ومكاتب مسؤولين في تلك المنطقة الرئاسية , وبقيت تلك الأخبار تدور وتتكرر ولكن معظمها كان في وسائل التواصل الإجتماعي اكثر منه بكثيرٍ في القنوات الفضائية . وبهذا الصدد فكانت شبكة الإعلام العراقي والقناة الفضائية العراقية – الرسمية هي الأضعف في التغطية والبث والأخبار, وبدت كأنها حيرى فيما تقول او ما ينبغي ان تقول .! , وكان الإرتباك واضحاً على صمتِ سادتها وقادتها .!

الى ذلك , فالأشدّ مدعاةً للدهشة وإثارةً للإستغراب أن كلّ زخم وكثافة الأخبار الصحيحة والمضللة لما جرى من مجرياتٍ ساخنة داخل المنطقة الخضراء , فإنَّ ايّاً منها لم يُشر الى ” وكأنه تجنّبَ ” ذِكر او الإشارة الى ايّ عملية اطلاق نار .! وكأنَّ الإقتحامات واحتلال الأهداف , واستعادة تلك الأهداف قد جرت بطريقةٍ سلميّة بما يتناغم ويتواءم مع التحضّر والحداثة المدنية والإنسانية .! , هذا وإنّ كلّ ما تصفّحناه وشاهدناه واستمعنا اليه من احداث الأمس ” ومن كلا الطرفين ! ” فأنه الأقلّ من القليل , ولازال الكثير الذي قد يتأخر نشره وعرض حقائقه على الجمهور , ولذلك اكثر من مسوّغ وليس مبرّر .! , وهنالك ايضاً رُزمٌ و حزمٌ من الإتصالات المكثفة بين الأطراف القريبة والبعيدة من الأزمة او المعركة من جهةٍ , وبين رئيس الوزراء السيد الكاظمي , والتي لايمكن الإشارة اليها في المدى المنظور القريب , وفقا للمتطلبات الأمنيّة والسياسية على الصعيد الداخلي والحزبي .!

وبعودةٍ عابرةٍ اخرى الى الشقّ الأول لإعتقال منتسبي خلية صواريخ الكاتيوشا واحتلال مقرّهم السرّي , فمن المتوقّع أن تطول التحقيقات ” الى حدٍ ما ” بهذا الشأن , بغية انتزاع اكبر قدرٍ من المعلومات والجزئيات الأمنية والأستخباراتية ذات العلاقة , والى ان يحين موعد الإنتهاء منها , فليس مستبعداً وقوع ايّ مفاجآتٍ مضادة بهذا الشأن , رغم انها ضعيفة الوقوع !

في رأينا , ومن الزاوية الإعلامية الحادّة , فأنّ الأهم من كلّ ما حدث من احداث , هو الإستفادة القصوى ” لكلّ الأطراف ” في معالجة نقاط الضعف التي حصلت, ومحاولة تلافيها , فما حدثَ يمكن أن يتكرّر بشكلٍ اكثر صعوبةً وتعقيداً .!