22 ديسمبر، 2024 11:28 م

نظرة تفائلية لمستقبل الناقل الجوي العراقي

نظرة تفائلية لمستقبل الناقل الجوي العراقي

يحفل تاريخ الخطوط الجوية العراقية بامتلاكه تاريخا مشرفا ونظيفا في تأمين سلامة النقل الجوي بعدد من ساعات الطيران الخالية من الحوادث والكوارث ( ولله الحمد ) رغم كل مامر به من احداث تاريخية صعبة أجبرته في ازمنة متعاقبة ان يتراجع مخططها البياني التطوري, هذه الاحداث تنوعت مابين حروب وحصار اقتصادي وتناقص في اعداد الكوادرالمؤهلة لاستلام مسؤولية قيادة الشركة وهي مشكلة حالية واتمنى ان لاتكون مستقبلية !
كان العراق في أعوام ماقبل 2003 يمتلك من خلال الناقل الوطني الوحيد له الخطوط الجوية العراقية الى (17) طائرة لنقل المسافرين تم نقل معظمها إلى أماكن سرية أو دول مجاورة لظروف الحرب , في عام 2007 عندما بدأت الشركة تعيد نشاطها من خلال عملية اعادة بناء وهيكلة اسطول شركة الخطوط الجوية العراقية , رغم التدخلات المدبرة والمقصودة امام عملية اعادة الحياة لهذه الشركة المستمرة لحد يومنا هذا لجعلها شركة ثانوية وخاسرة تعمل على خطوط رحلات لا عوائد مالية منها، وتكتَّفي بالطيران الداخلي أو للدول المجاورة فقط .
أذن الخطوط الجوية العراقية الآن في وضع لا يحسد عليه بسبب هذا التدهور برغم قيام الحكومة العراقية في سنوات مضت وبالتحديد عام 2008 من خلال وضع خطة تطوير لها بالتعاقد مع شركة بوينغ الأمريكية لشراء 40 طائرة جديدة من طرازيها الجديدين 737 و787 دريملاينر وبقيمة كليّة للعقد بلغت 5،5 مليار دولار بالاضافة الى عقدا مع شركة بومباردييه الكندية لشراء 10 طائرات من طراز CRJ900 ذات الحجم المتوسط أو الإقليمي , وايضا التعاقد في نفس الفترة على شراء طائرات من شركة ايرباص العالمية بعدد 8 طائرات اثنتان من نوع A321-214 وستة أخرى من طراز A320-214 , مما أشر (في حينها ) الى جدية في عملية اعادة بناء وهيكلة اسطول شركة الخطوط الجوية العراقية وخصوصا بعد حل قضية التعويضات مع الخطوط الجوية الكويتية , ولكن الواقع غير ذلك فالتدهور الواضح للعيان والتداعيات السلبية التي مرت على الشركة من بعد تلك الفترة ولحد الان ادت الى التراجع في الأداء والمتطلبات والخدمات نتيجة الإهمال والتقصير الذي سببه من كان في المراكز الادارية المتقدمة في الشركة تلك الادارة الفاشلة التي تخفي وراءها صراعا بين كبار المتنفذين في الشركة او الوزارة التي تشرف على عملها (وزارة النقل ) للاستحواذ على المناصب فقط مما أضر بسمعة وتاريخ الشركة بالأضافة الى الهدر الاقتصادي الذي طال البلد ككل باعتبار قطاع النقل الجوي ركيزة اساسية لاقتصاديات العراق .
لذلك وكرؤية شخصية لي للاهتمام والنهوض بهذا القطاع الحيوي فى فترة وجيزة ليصبح في مصاف شركات النقل الجوي الناجحة في العالم من خلال قفزات نوعية تساعد على اختصار الزمن في العمل على توسع ونمو شركة الخطوط الجوية العراقية وكالاتي :

كلنا يعلم ان الخطوط الجوية العراقية هي شركة مملوكة للدولة وبتمويل اغلبه من الحكومة والباقي ذاتي ، لو بدأنا ببرنامج خصخصة هذه الشركة مع الحفاظ على حصة الحكومة 51٪ وطرح بقية الأسهم للقطاع الخاص عن طريق البورصة ستدفع الشركة إلى مزيدٍ من الكفاءة والإنتاجية.
تغيير طاقم الإداري وخصوصا القيادي له والذي كثرت عليها الشكاوى فورا بطاقم شبابي وطني لتنفيذ خطة أنقاذ الخطوط الجوية العراقية من الانهيار.
تكملة اجراءات جلب الطائرات المتعاقد عليها منذ عام 2008 الى الى الشركة فورا وهي بعدد ( 45 ) طائرة وتفاصيلها الاتي :::
20 طائرة بوينغ طراز 737-800
10 طائرة بوينغ طراز 777-200
10 طائرة بوينغ طراز 787-900
5 طائرة بومباردييه طراز C-300

البدء بأنشاء شركات فرعية تابعة للخطوط العراقية بشراكة مع المستثمرين لدعم عمليات الشركة، وتشمل هذه الشركات الفرعية على مراكز الصيانة والتصليح، ومراكز الخدمات التقنية وصيانة المحركات، ومراكز الوقود، وشركات الأطعمة، ومراكز الخدمات الأرضية للمسافرين وتنظيم الطائرات , للمساعدة على تحسين جودة الخدمة المقدمة للخطوط من خلال تخصص كل منها.
أنشاء دراسة لاخراج الطائرات الأقل كفاءة من الخدمة واستبدالها بطائرات اكثر كفاءة .
عقد اتفاقيات نقل جوي لتنظّيم رحلات إلى اغلب مدن العالم بالاستفادة من موقع العراق الجغرافي الرابط بين القارات , مما سيعمل وعلى مدى قصير غير متوقع في ازدياد عدد المسافرين الذين يستخدمون طائرات الخطوط الجوية العراقية على الرحلات الداخلية والخارجية , كما سيزيد من عدد العاملين في الخطوط الى 60% من الموجود الحالي وفي مختلف ادارات الشركة .
لقد تميز سجل الخطوط الجوية العراقية بانخفاض مخالفاته الفنية المؤثرة منذ تأسيسه ولغاية تاريخ بداية اعادة نشاطه عندما بدأت الشركة محاولة أعادة كوادرها للعمل عليها بدون تخطيط مسبق بسبب قلة اذا لم اقل انعدام الكفاءات مما جعل مسيرتها عرجاء , فقد بلغ حدا اشتكى منه الرأي العام وتناولته وسائل الإعلام بالنقد الصريح لمشكلات الشركة دون ان تلقى أذان صاغية لهذه الانتقادات مما يعطي انطباع ان مايحصل شيء مقصود ويستهدف إلى تدهور كلي للشركة مما ينتج هدر اقتصادي وناتج محلي لميزانية الدولة ككل باعتبار قطاع النقل الجوي ركيزة اساسية لاقتصاديات العراق .