14 نوفمبر، 2024 7:21 ص
Search
Close this search box.

نظرة إلى مفهوم الزواج في الإسلام

نظرة إلى مفهوم الزواج في الإسلام

﴿ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ﴾[البقرة: 30].

الإسلام منهج حياة وليس دينا منطلقا من نزوة أو غريزة وان كان فيه نظام لإشباع الغرائز كالنوع والتملك وحب السيادة والبقاء، لكن الغريزة وجدت لضرورة وليست هي الضرورة، فالمرأة ليست وسيلة متعة وإنما المتعة للجنسين من لوازم إبقاء السلالة، من اجل هذا فالقانون والتشريع يهدف لتنظيمها وليس لاتباع طغيانها، وعندما يتحدث الخالق عن سلالة فهو يتحدث عن مهمة وتكليف وتأهيلللمرأة والرجل، وحينما أراد الله أن يكون الدرس في الخطأ والذاكرة قال آدم وفق المنظور القرآني، وعندما عبر عن تنفيد الفعل قال أزلهما، إذن القرار لاثنين كي يدخل التنفيدوهو إنذار لحواء أن لا يغلبها حبها لزوجها فتتبع في الخطأ وإنما تعينه على تصويب الراي والقرار

الفرق بين النكاح والجماع:

النكاح كلمة عربية فصحى تعني الحياة الزوجية بتفاصيلها وليس الجماع فقط، لان الجماع كلمة معبرة عن إشباع غريزة النوع وبقاء النوع يعتمد على استثارتها لتكون الحياة في المخلوقات الحيوانية بتسميات متعددة، والجماع كلمة تعبر عن العلاقة الجسدية سواء بالزواج أو بغير زواج أو أي علاقة بين اثنين تعبر عن إشباع الغريزة.

الغاية ومعنى البلوغ:

البلوغ هو امتلاك الإنسان لأهليته سواء كان امرأة أو رجلا… والبلوغ في وظيفة الآدمية ليس القدرة على التزاوج وإنما شرطه إنسانا عاقلا فاهما مدركا يعلم ما يتعهد به وما مهامه وما يعطي من مواثيق، والا لجاز عقد المجنون ذكرا أم أنثى، فالأصل هو المهمة المنطلقة من الإرادة جاعل في الأرض سلالة مكلفة بعمارة الأرض وإحيائها ولها منظومة عقلية واعية (اعلم ما لا تعلمون)فلا عقد بين شريكين إلا بأهلية فما بالك والعلاقة بين الزوجين في الإسلام رفقة فليس من قانون عادل يجبر إنسانا أن يستعبد باستغلال فطرته ومشاعره ويقبل الإهانة وهو لا يردها لان القانون لا يسمح له وينسب هذا القانون لخالق عادل لان هذا سيحدث خللا، فقد يكون الزوج ليس صالحا ويجبر على الصلاح خوف هجره والا سيهجر ويكون عبرة لمن يعتبر.

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.

هنا دلالة أخرى على أن الأهلية العقلية والفكرية والإحساس المتبادل من شروط عقد الزواج، أما ما اجتهد به البشر ودونما نص أو ثابت فهو محض اجتهاد لا يلزمبل يعاد النظر به كزواج من هي دون البلوغ الفكري وليس البلوغ الجنسي فقط

فالمرأة عبر كل العصور عندما يستخف بدور خلقت له تعاني الأمم من إخفاقات بواجبات السلالة وتفسد السلالة في الأرض، وهو من جملة عوامل لما يحصل اليوم.

المرأة ذات اتصال مستمر بأبنائها لا ينقطع مع الحبل السري عند الولادة، تعلم كيف يتنفس ومتى يجوع وما يأكل وكل ما يفكر به تقرأه كانه كتابا مفتوحا، وهي ليست طرفا آخر وفق التصور الإسلامي للمرأة بل هي عنصر المودة والرحمة التي تظلل الأسرة والعائلة وهي متى نضجت وادركت عنصر التوازن والسلام، وان ملكت ثقتها بنفسها وأعطيت الثقة وهي سليمة التربية افضل من يدير حياة الأسرة ويوزن بينها، وكلنا يعلم أن المرأة الذكية تدير الأسرة وتقنع زوجها قبل البيئة المحيطة بان زوجها يمتلك إرادة الأسرة وهو صاحب القرار، أما إن لم تك مؤهلة ذهنيا وفكريا فهي العنصر الأكثر هدما للأسرة والعائلة أو العشيرة.

الآدمية ما بين تكريم الله وشكرها لهذا التكريم

لقد كرم الله الإنسان لخلقه وبديع صنعه وما وضعه فيه من مواصفات وقدرات فكرية وقدرة على الفهم والاستقراء والاستنباط من الحياة وتجاربها ما يدير به نفسه ومصلحة أسرته ومجتمعه، وقضى ما قضى في الكون وقدر للأرض ومن يعيش فيه قوته وبما يختبر منظومته العقلية ليدير هذه الأقدار وفق سنن الكون.

كرمك الله أيها الآدمي اِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) …… إلى قوله تعالى ……… قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83).

إذن الكون ليس متروكا بل هنالك دوما وسوسة لنصرة الغرائز والحاجات فيكون معها الفساد، فالإنسان إن أبطل فاعلية منظومته العقلية وترك غرائزه تتحكم به فهو سيقع في الفساد المالي بطغيان غريزة حب التملك والطغيان بطغيان حب السيادة، والسقوط في فخ التدين الظاهريوالازدواج السلوكي عند تملك غريزة التدين لمنظومة العقل، كذلك كم الانحراف الكبير بطغيان غريزة النوع الو الغريزة الجنسية، وهذا كله احتقار من الإنسان بشططه للتكريم الرباني له عندما يهين بالطغيان كرامته الإنسانية أو يهين كرامة الآخرين أو يضع نفسه مكان الله ليقرر ما لا يقبله التفكير السليم.

إن ما يدور من فوضى الجدل العقيم اليوم والتعدي الكبير بالجهل الحاصل أو التجاهل على الذات الإلهية والشريعة السمحاء، والتحليلات التي يمكن أن تسمى بالمسارات السلبية لمنطق الفكرة المتدحرجة نحتاج لوقفة ننظر من خلالها إلى الأمور بما يوقظ الجميع ألاّ يمسوا أو يتجاوزوا خطوطا حمراء تضر المجتمع وسمعة الدين بسبب تثبيت ما يسيء لأساسيات وبنية الإسلام وفكرة وفلسفة الخليقة فيه ناهيك أن هذا التشريع أعرافه متبعة لا تحتاج تخصيص.

أحدث المقالات