19 ديسمبر، 2024 12:22 ص

نظرةٌ اخرى ! على الأزمة اللبنانية – الخليجية

نظرةٌ اخرى ! على الأزمة اللبنانية – الخليجية

لا ريب أنّ هذه الأزمة القائمة قد إتّخذت حجماً اكبر من ” المقاسات ” المفترضة بهذا الشأن , وكانَ طبيعياً في معظم الأزمات العربية – العربية أن تنقسم او تتقسّم الرؤى الى اكثر من 2 , بينَ مؤيّدٍ ومعرض ومحايد , وصولاً الى الذين لا يكترثون لكلٍّ شأنٍ قومي .!

  البُعد الإقليمي للدول الخليجية ال 4 التي تبادلت سحب السفراء مع لبنان , فهو واضحٌ للعيان في استثمار تصريح وزير الإعلام اللبناني وعلى اكثر من صعيدٍ داخلي وخارجي , ويجمع بينهما اعلامياً وسياسياً .!

  ومن خلال تصفّحِ مداخلات هذه الأزمة وزواياها الظاهرة لغاية الآن , لوحظَ أنّ بعض الأطراف والجهات المؤيدة للسيد قرداحي تذكر او تشير < ولا نقول انها تدّعي > بأنّ تصريحه بخصوص عبثية حرب اليمن وإشارته لتحميل مسؤوليتها ” بشكلٍ غير مباشر او مباشر ” الى السعودية تحديداً وبمشاركةٍ إماراتية , ودونما اشارةٍ محددةٍ للدور الحوثي – الإيراني , بأنّ تصريحه ذلك كان قبل استيزاره او ترشيحه وزيراً للإعلام , لكنّ تلك الأوساط لم تحدد المكان او الدولة التي كان قرداحي متواجداً فيها حين ادلى بتصريحه ذلك .! علماً أنّ السيد الوزير كان في دبي حين جرى الإعلان عن استيزاره , وجرى استقباله اعلامياً – بشكلٍ محدود – في مطار رفيق الحريري في بيروت حين غادر مدينة او إمارة دبي , وهنا يصعب جداً تقبّل القول ان حديث قرداحي انطلق من داخل دولة الإمارات .! , وهذه نقطةٌ رماديةٌ < إنْ لم نقل سوداوية > في المعادلة الإعلامية ونقلها الى الجمهور او الرأي العام العربي .

  النقطة < المُرقّطة > الأخرى التي التقطناها عبر تصفّح ملابسات هذه الأزمة التي طغت على الأوضاع الملتهبة في المنطقة العربية ودون سواها .! , فإنّها تتمحور حول الأسباب الكامنة التي دعت ودفعت قرداحي للتطرّق الى الحرب القائمة في اليمن , ومَنْ وراءها وما دوافعها , دون سواها من الأزمات العربية في بعض الأقطار العربية < ليبيا والسودان كأنموذجين فقط > , وسيّما أنّ وزير الإعلام الجديد في بداية عهده على الصعيد الحكومي او الرسمي , وهو يتولّى منصباً سياسياً رفيعاً , وبعيداً عن اجواء برامج الفضائيات والإذاعات .

    إنّ حريّة التعبير والرأي مفتوحةٌ ومتاحةٌ لكلّ إمرءٍ او إمرأة , إنّما يستثنى من ذلك مَن يتولّى منصب ” وزير اعلام ” في ايّ دولةٍ كانت , ورأيه الشخصي يتوجب ان يتماثل ويتطابق مع سياسة حكومته وبلده طوال إشغاله هذا الموقع او البقاء فيه , وقد فات على قرداحي حين فكّر بالتحدث عن احدى القضايا العربية ” حرب اليمن ” ولأول مرّة منذ استيزاره , ان ينظر عبر عدة زوايا نظر بما يتوافق ومتطلبات السياسية اللبنانية والمصلحة الوطنية , وبتوازنٍ لا يميل الى جهةٍ ضدّ اخرى سواءً عربية او اقليمية .!

ثُمّ لا وسيلة اعلامية قد سألتهُ او طلبت منه الإدلاء او التعبير عن رأيه في مداخلات الحرب في اليمن والأطراف المشتركة فيها .! لكنه بادر وتطوّع بذلك دونما مبررات او ضرورة قد تفرض ذلك .! .. وما انفكّت دائرة الإبهام قابلة للإتّساع , وتبدو سبل الحل خارج المدى المنظور , كما انّ تصريحه الأخير بأنّ أمر الإستقالةِ غير وارد , فهو توظيف واستثمار للدعاية الشخصية  على ما يبدو جليّاً.